- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هكذا يكون الانسان عندما يصبح وهابياً
حجم النص
بقلم:فيروز البغدادي ان الوهابية انزلت بالامة الاسلامية من الويلات ما لم ينزله الاستعمار والانظمة الدكتاتورية والفساد والامراض والاوبئة والكوارث الطبيعية بها، لسبب بسيط هو ان الوهابية تمسخ الانسان وتخرجه من انسانيته، وتحوله الى كائن اخر لا يترشح منه الا الشر. صحيح ان السعودية هي مسقط راس الوهابية التي ولدت من زواج مشؤوم بين المصالح الامريكية الصهيونية ومصالح اسرة ال سعود، الا ان احفادها غادروا مسقط راسها ونشروا الموت والدمار في كل مكان حلو فيه، لذلك شعب جزيرة العرب كانوا الاكثر تضررا من هذه الافة من باقي الشعوب، و وقع هذا الضرر كان اخف عليهم بسبب المهدئات التي تحقنهم بها اسرة ال اسعود من ما تبقى من عوائد النفط، ولكن حجم هذا الضرر ينكشف بين وقت واخر، عبر سلوكيات تبين الهوة الساحقة التي تفصل بين الاسلام الذي نزل على قلب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، وبين الاسلام الذي صنعته الوهابية وباعته الى الناس، ومسخت به الانسان العربي والمسلم. اذا ما تجاوزنا مهزلة الفتاوى الوهابية، ودورها في تاجيج الفتن وزرع الدمار في بلاد الله، واقتربنا من سلوكيات الانسان الوهابي على الصعيد الاجتماعي فإن الامر سيكون أدهى وأمر، فمن بين الكم الهائل من الاخبار القادمة من السعودية، والتي اشبه ماتكون بالكوميديا السوداء، إخترنا خبر موت طالبة في مرحلة الماجستير تدرس في جامعة الملك سعود، لان الجامعة رفضت دخول سيارة الاسعاف لانقاذها بعد ازمة قلبية داهمتها، وذلك منعا للاختلاط!!. وذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية، في عددها الصادر الخميس الماضي 6 شباط /فبراير، أن الطالبة آمنة باوزير تعرضت لأزمة قلبية حادة في تمام الساعة 11، صباح الأربعاء، داخل كليتها وعند حضور الإسعاف للجامعة تم رفض دخوله ما تسبب في تأخر إجراء الإسعافات اللازمة للحالة ولم يسمح له إلا عند الساعة الواحدة ظهرا ما تسبب في وفاتها. وقالت الصحيفة إن المسؤولين في الجامعة عللوا رفضهم دخول الإسعاف أن الفتاة دون غطاء وأنهم لا يستطيعون إدخال الرجال لمبنى النساء رغم حاجتها للتدخل الطبي السريع. وتعرضت معظم الطالبات اللاتي شهدن الحادثة إلى صدمة نفسية، بينما انهار بعضهن ودخلن في حالة بكاء هستيري في مشهد مهيب، مبديات استغرابهن من رفض الجامعة لدخول الإسعاف بحجة أنهم رجال. هذه الحادثة اعادة الى الاذهان المجزرة التي ارتكبتها عناصر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي شرطة دينية تعرف بالمطاوعة في السعودية، عندما منعوا في عام 2002، بنات صغيرات من الخروج من مدرسة في مدينة مكة المكرمة، شب فيها حريق، واغلقوا الباب عليهن، لانهن لايرتدين الحجاب!! فالتهمت النيران اكثر من 15 تلميذة واصيبت العشرات منهن بجروح. الملفت، كما ذكرت الصحافة السعودية حينها، ان الشرطة الدينية قاموا بطرد أولياء الأمور والحريق مشتعل في المدرسة، ومنعوا رجال الإطفاء والإسعاف من الدخول إلى المدرسة لأنه "لا يجوز للفتيات أن ينكشفن أمام غرباء" كونهم ليسوا من "المحارم"، و كانت النتيجة خروج البنات جثثا متفحمة. هنا اذا وضعنا هذه السلوكيات الوهابية غير السوية على الصعيد الاجتماعي، الى جانب مشاهد الذبح والنحر والقتل والاغتصاب والدمار الوهابي على الصعيد السياسي، الى جانب تكفير المسلمين حتى من اهل السنة على الصعيد الفقهي والديني، والانبطاح امام المستكبرين والصهاينة على صعيد الوطني، الى جانب الفساد الاقتصادي والمالي والبذخ والترف غير المالوف لال سعود على الصعيد الاقتصادي، ترى الا يحتاج المرء الى نسبة عالية من الصلف والعنجهية والغباء والجهل والتخلف والعصبية، كي يتبجح بنشر وترويج وحمل راية المذهب الوهابي؟!، ترى ماذا سيحل بالاوطان التي تطأها الوهابية ؟!، ولم تنتشر هذه الافة بيننا رغم كل اضرارها وتشوهاتها؟،والجواب على كل هذه التساؤلات يكمن في الفقر والجهل الذي تعيشه اغلب الشعوب العربية والاسلامية، فهي الارض الخصبة لنمو وانتشار الوهابية، ولولاهما لما كانت وكان كل هذا الدمار، فلو اردنا ان نتحرر من آفة الوهابية، علينا ان نتحرر قبل ذلك من الفقر والجهل، فلا امن ولا امان لنا مادام الفقر والجهل طليقان، فالوهابية لا محالة قادمة على اثرهما، بقوة الدولار الذي تفوح منه رائحة النفط المشؤومة.
أقرأ ايضاً
- اكذوبة سردية حقوق الانسان
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود