حجم النص
علي سالم الساعدي حاولت كثيراً أيجاد عنوان مقال, يشفي جراحاتي التي عشتها أوقات هطول المطر, والأضرار المحدقة بي, وبعائلتي, ووطني, في تلك الفترة, فقبل أسبوعين من الآن؛ هطلت الأمطار من سماء العراق, إلى أرضه؛ فغرق البيت, والشارع, وحتى المنطقة, ما اضطرنا للانتقال إلى الطابق الثاني, تحسباً لأي كارثة. حينها كتبت مقالين بعنوان: (غركَت الدولمة و مفخخات السماء!) أما الآن, وبعد نلك الزخات المطرية, التي لم تتيح لعائلتي الانتقال, إلى الطابق الثاني, كونه أصبح شط (الغرفة!) العلوي؛ بسبب نخر السقف, وسقوط المطر, ماذا عسانا نفعل؟ وبرغم أن عائلتي تعد من ميسوري الحال ـ نوعاً ما ـ في الوطن, أصابها تسو نامي الكارثة؛ فما بال ملايين الفقراء, التي سقطت بيوتاتهم ودمرت ممتلكاتهم؟! "ألهي لا أسألك رد القضاء؛ ولكن أسألك اللطف فيه" طالما سمعنا المطر خير ونعمة, وحين حدوثه؛ لم نجد منه سوى النقمة بكل معانيها! فقد أستخدم المطر سياسة (لو طخة لو أشلع مخة!) فزخةٍ شتوية قليلة, لا تتسبب بكوارث, فهي تكفي لسد رمق الجميع, أما الوفرة, والمبالغة فسببت ما رأته عيناكم! بعد ما ذكر, في مقالين سابقين ذكرتهم سلفاً, وما حصل في الأمطار الأخيرة, عادتني الذاكرة قليلاً إلى مسرحية الزعيم, لعادل أمام, ودوره البديع حين كان " كومبارس" وضل يدعو الباري بالفرج, حتى وجد نفسه ـ بين ليلة وضحاها ـ رئيس للجمهورية! وحتى منصبه الأخير, لم يجديه نفعاً قط فقال: يا ربي أنا حبيبك وعبدك "مش قد الدلع ده" طالما قلت الفرج لكن لم أتوقع أن الفرج يأتي بهذه الطريقة. وها نحن من وفرة الخير, وتزاحم زخات المطر, أبتلينا بأنفجار المولدات الأهلية, والميزانية الكهربائية, وطفحت المياه الآسنة, هل يوجد بؤس أكثر من هذا يا ترى؟
أقرأ ايضاً
- انها تمطر صواريخ
- الكاظمي بين مطرقة المستشارين وسندان المتربصين !؟
- تحسين المعدل.. نظام وحلم يتحطم بين مطرقة الوزارة وسندان الفقر