- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اضاءات في التاريخ الإسلامي الصحيح (ج 5)
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ والرسول (ص) لم يترك وراءه فراغا بحسب نظرية الخلفاء واهل السنة والجماعة هذا من جهة ومن جهة اخرى لم يكن هذا الفراغ ـ ان وجد ـ ليُملأ املاءً عشوائيا ومزاجيا رواه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " مامعناه (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا) فلا توجد منطقة فراغ الا في نزول الوحي والتشريع كما يرى آية الله الشهيد محمد باقر الصدر "قدس سره" في تناوله لمسالة املاء الفراغ النبوي. والبديهي والمتسالم عليه ان لكل نبي وصيا يرث مفاهيم النبوة او الرسالة او كلاهما وليس شرطا ان يكون الوصي وارثا لمقاليد النبوة أي ان يكون نبيا او مرسلا او كليهما وليست الوصاية كما يفهمها البعض (في حال انه يعترف بان عليا هو وصي النبي (ص) والبعض الأخر لايعترف اساسا وهذه مشكلته هو وليست مشكلة النبي) انه يرث أمور بيته ـ أي الوصي ـ ويرعى وصاياه العائلية والشخصية وان ذهب به الاعتدال الى ابعد من ذلك فانه يذهب الى ان الوصي ـ في حالة الاعتراف بوجوده والإقرار بعنوانه الوظيفي ـ فانه يلي أمر النبوة او الرسالة بعد وفاة النبي او الرسول كي لا تذهب جهود وكفاح النبي او الرسول هباء وتتفرق النبوة او الرسالة بين ايدي الجهال والموتورين والكفار والمنافقين (وقد ذهبت فيما بعد الى الطلقاء واولاد الطلقاء!!!) وفي حالة الاعتراف بان النبي (ص) ترك وصيا من بعده.. وصي على ماذا والنبي بحسب زعمهم بانه لم يورث استنادا الى حديث آحاد يروونه عن ابي بكر بن ابي قحافة انفرد هو وحده بروايته عن النبي (ص) نحن معاشر الانبياء لا نورث فما تركناه صدقة فاذا كان جميع ما تركه النبي صدقة والمقصود بالصدقة طبعا هنا هي فدك التي نحلها النبي (ص) الى فاطمة في حياته اي ان فدك كانت نحلة اي هدية ولم تكن ارثا حتى يتركها صدقة ومع هذا فان فدك في منظور مدرسة الخلفاء هي صدقة اما بيت النبي (ص) التي ورثته عائشة واستحلته الى ان ماتت فهو لم يكن صدقة!! اي تناقض هذا يخالف الكتاب والسنة والمنطق والعرف والذوق. اقول ان صح الاعتراف بان النبي (ص) ترك وصيا.. وصيا على ماذا هل على الصفراء والحمراء والنبي كان لم يشبع من طعام البر ثلاثة ايام برواية عائشة نفسها واذا كان كل ماتركه صدقة (عدا بيته الذي فيه عائشة) على اي شيء تكون الوصية؟فان قلتم ان جميع الانبياء والرسل قد اوصوا وهو امر الهي وليس امرا مزاجيا او اختياريا فيكون النبي (ص) قد اوصى هو ايضا وهو احق بالتوصية من غيره باعتباره سيد الانبياء والمرسلين ولاجدال في هذا وان قلتم ان الانبياء والمرسلين لم يوصوا فتكونون قد كفرتم بجميع النبوات والرسالات ومنها طبعا رسالة محمد (ص).. النبي اذن اوصى ولابد له من الوصية من عدة جهات الاولى لكي لاتكون هناك منطقة فراغ ينزو اليها من هو ليس باهل او كفء لها والثانية حتى تستمر الرسالة بعد انقطاع الوحي والتنزيل وانتقال الرسول (ص) الى الرفيق الاعلى وهذا امر لابد منه الثالثة لكي لاتضيع الجهود والاعباء التي ناء بها النبي طيلة فترة الدعوة الاسلامية بشقيها المكي والمدني وتتسرب التضحيات الجسام الى مجاهيل الاهمال والنسيان والرابعة بحكم انتقال النبي (ص) الى الرفيق الاعلى وخلو الامة من قائد يمثل امتداد النبي (ص) بكفاءة واقتدار لابد له من تعيين وصي على ارثه النبوي والرسالي ولاستمرار الرسالة بعد انقطاع الوحي أوصى النبي(ص) لعلي بن ابي طالب بالامامة والخلافة من بعده ولكي لايترك الناس طرائق قددا تعصف بهم الاهواء والفتن والفلتات على رأي الخلفة الثاني (كانت بيعة ابي بكر فلتة وقانا الله شرها) فاذا كانت خلافة اول خليفة بعد النبي (ص) فلتة فما حال الفلتات التي جاءت بعده ومقدار الكوارث والمآسي التي حصلت بفعل الفلتة الاولى التي أنتجت الفلتة الثانية التي كان صاحبها يتمنى ان يقيه الله شر الفلتة الاولى و جاءت ختاما لمسرحية هزلية تحت عنوان منا امير ومنكم امير وقد تركوا النبي (ص) مسجى في داره ولما يقمْ عليه المأتم بعد،فراحوا يتنازعون ملكه وسلطانه واتوا يزفون ابا بكر كما تزف العروس الى بعلها والمدينة تموج باهلها من هول رزء يوم الخميس وما ادراك مايوم الخميس!!! الجواب عن كل ذلك حاضر عند مدرسة الخلفاء وما نتج عنها من مدارس الوضاعين والمدلسين والمزورين والمتقولين ووعاظ السلاطين ومرتزقة بني امية وبني العباس: النبي(ص) لم يترك وصيا من الاساس وانما ترك الامر شورى وهذا هو " الحل" السحري لجميع مشاكل الامامة والخلافة وتسويق ابي بكر كخليفة للمسلمين املاء للفراغ الذي سده انتخاب الاول ولولاه لحدثت فتن ومشاكل والاسلام لما يزلْ طريا عوده والعرب حديثي العهد بالاسلام وحين تجابههم بقضية الغدير يقولون نعم ففي غدير خم جمع النبي(ص) الناس وهم مئة الف او يزيدون وارتقى هو وعلي فوق الكراديس والناس يتلوون من شدة الحر وهجير الر مضاء ليقول لهم النبي (ص) اسمعوا ايها الناس اني احب عليا فاحبوه ان عليا ابن عمي وصهري على ابنتي وله سوابق كذا وكذا....الخ من هذه القصص التي لايصدقها مجنون فضلا عن عاقل. والاغرب من هذا ان النبي (ص) لم يوصِ فلو كان غير علي وصيا للنبي (ص) لصار وصيا على رغم انف الجميع كما جعلوا الخلافة لشخص اخر وكانت فلتة وقاهم الله شرها!!!! إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (15)
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (5)