حجم النص
علي الشاهر دون أدنى شكٍ فإن العراق يعيش ظروفاً أمنيةً صعبة تتطلب منه جهدا كبيراً للمحافظة على امن واستقرار البلاد، ونتيجة لعبقرية السياسيين والحكام في البلاد فقد اعتمدوا على جهاز كشف المتفجرات (السونار) اعتماداً كبيراً في الكشف عن المخبأ والذي ينتظر حصد أرواح الآلاف من المواطنين الأبرياء، وعلى الرغم من كشف نفس السياسيين عن صفقة أجهزة السونار الفاسدة والتي لا تنفع أبداً في حراسة العراق، فهي لا تزال مستعملة حتّى الآن تتمشخر بها القوات الأمنية ولا أدري ماذا ينتظر السياسيون باستمرار هذه المهزلة التي يعدّها العراقيون ضحكاً على الذقون وفتح المجال أكثر أمام الجماعات الإرهابية لتنفيذ ضرباتها المتوقعة وغير المتوقعة في ظلّ (عقم) جهاز السونار. مما دعاني للحديث عن هذا الموضوع شيئان: الأول أن العراق يشهد منذ عدة أيام إحياء مناسبة مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وتوافد الملايين من الزائرين على مدينة كربلاء (108 كم) عن العاصمة العراقية بغداد، والثانية قراءتي لصحيفة يومية كتبت عن ما حدث في مثل هذا اليوم، وكان من بينها اندلاع أزمة سياسية عام (1950) في مصر بعد الكشف عن فضيحة الأسلحة الفاسدة التي تورطت فيها شخصيات سياسية كبيرة اتهمت بشراء أسلحة وذخائر فاسدة للجيش المصري أثناء حرب عام 1948 مما ساهم في هزيمة القوات المصرية، وفعلاً حدثت الهزيمة، لنشهد نحن العراقيون في القرن الحادي والعشرين وفي عصر التطورات التكنولوجية نفس الهزيمة من خلال تعاقد حكامنا على شراء أجهزة فاسدة للكشف عن المتفجرات وبالتالي ستكون النتيجة واحدة وهي الهزيمة أمام المؤامرات الداخلية والخارجية وبقاء سيلان الدم العراقيّ الحار. نتمنى من قادة البلد اليوم أن يفكروا جيداً في مسألة حفظ الأمن، فهي ليست تتعلق بشراء أجهزة للكشف عنها، وعلى ما أعتقد أنها مسألة سياسية أكثر من أنها خرق أمني فكلّما تسامح الكبار فيما بينهم فنحن (عيال الله) سنكون بخير ولا نحتاج إلى شراء أجهزة فاسدة ونضحك بها على العقول.