حجم النص
بقلم:فلاح المشعل غرق بغداد وبقية المدن العراقية، تصدر أول الأخبار في نشرات القنوات الفضائية وهي تنقل بعضاً من المفارقات في صور حيّة، عن غرق عاصمة جراء أول مطر ينزل ليغسلها من غبار الأتربة ودخان المفخخات. غرقت بغداد بمياه سوداء لأن مياه المطر اختلطت بمياه المجاري الطافحة وسوائل الصفقات السوداءوالفساد المتراكم، وقاذورات الطائفية للعقول والإدارات الوسخة. المفارقة المضحكة التي اضعفت مشاعر التعزية بمناسبة عاشوراء تاتي في المقارنات التي تستحثها صور الغرق، وأرجعت البعض للبحث في صور الماضي واستخراج صورة بغداد قبل ستين سنة أوحتى مائة عام، حينها كان المطر يهطل بغزارة اكثر، فيزداد إخضرار الشجر وتشبع الأرض ويعشب الثرى، ويغرق الناس بالبشرى والمسرة، الصبيان يفرون للشوارع والطرقات وهم ينشدون ؛ مطر مطر حيل حيل عبر بنات الكحيل مطر مطر ياحلبي عبر بنات الجلبي،(طبعا ليس المقصود احمد الجلبي) مطر مطر ياشا شا عبر بنات الباشا كان المطر مزحة مثيرة مع الطبيعة، ونداء يسحب الشاعر للقصيدة. المطر في زمن (الديمقراطية) الرثة وقادة المنطقة الخضراء، ترك بغداد تغرق بالوحل والبيوت تداهما سيول المياه الثقيلة القذرة. انها عطايا الحاج (نعيم عبعوب)المعاون الأداري لأمانة بغداد ومجاريها، وعبد الحسين المرشدي الذي يشغل موقع الأمين وكالة. بالمناسبة عبوب اصبح مؤخراً الحاج عبعوب ليتناسق مع موسم القادة الحجاج وللتخفيف عن ثقل الخطايا وتغطية فسادهم بالعنوان المقدس قديما. نعم غرقت بغداد مرة أو مرتين خلال القرن الاخير، ولكن بمياه المطر النقي، وليس بمياه المجاري وماتحمل من قاذورات وفضلات وروائح صارت تحاصر الناس بالعفن. حكومة نوري المالكي اغرقتنا بالمتاهة السياسية وعاهات الفساد والتخلف وسلطة عبعوب أغرقتنا بمياه المطر الأسود والوحل والنفايات. وهذا الشعب الغارق بالصمت والأوجاع، صار يردد نشيد المهزلة ؛ هيا بنا نغرق..! [email protected]