كشفت صحيفة تركية ان المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني قد طالب خلال لقائه وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الى ان يحتكم العراق وتركيا لدى المجتمع الدولي والجهات المعنية بشأن حل مشكلة ملف المياه بين البلدين وتقاسمها.
يذكر ان وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو قد زار العاصمة بغداد أول أمس الأحد واجرى سلسلة لقاءات مع القادة والمسؤولين العراقيين، والمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني وزعيم التيار الصدري في النجف واعلن خلال لقائه نظيره هوشيار زيباري الاتفاق على فتح صفحة جديدة من العلاقات.
وقالت صحيفة حرييت التركبة على موقعها [ديلي نيوز] وتابعتها وكالة نون الخبرية ان "مسألة استخدام المياه في نهري دجلة والفرات [اللذين ينبعان من تركيا] قد هيمنت في مناقشات المرجع السيستاني ووزير الخارجية اوغلو حيث طالب المرجع الديني الذي يعد الزعيم الروحي للشيعة في العراق وكثير من دول العالم من تركيا إعطاء العراق المزيد من المياه وان على بغداد وانقرة أن تتقدما بطلب تحكيم الدولي لحل مشكلة المياه القائمة منذ فترة طويلة".
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات ان "المرجع السيستاني قد اشتكى في لقائه أمس مع أوغلو من قطع تركيا تدفق المياه الى العراق وبناء تركيا للسدود على نهري دجلة والفرات وقال المرجع الديني ان العراقيين يعانون من نقص المياه وأن المسألة يجب ان تحل من خلال آليات التعاون الثنائي، و إذا لزم الأمر لاحقا، من خلال تحكيم الامم المتحدة".
وأفادت صحيفة حرييت التركية ان "أوغلو أوضح خلال اللقاء موقف تركيا فيما يتعلق بوصول الماء إلى الدول المجاورة، ولكن المرجع السيستاني كان غير مقتنع.
وكان أوغلو قد قال في وقت سابق انه لن يناقش القضايا السياسية مع المرجع الديني ولكن معظم حديثهما تركز على القضايا السياسية وقد ناقش الطرفان أيضا طرق تجنب الصدام الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط.بحسب المصادر المطلعة".
وأشارت الصحيفة الى ان "اوغلو وبحسب بيان له عقب لقائه بالمرجع السيستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصف فيه لقاءاته بالمرجع الديني والصدر بأنها منتجة، في ما يخص القضاء على المخاوف من الصراع الطائفي الإقليمي "معربا عن"سعادته لوجوده في النجف، واحدة من المدن الشيعية المقدسة خلال شهر محرم المقدس".
وقال اوغلو بحسب بيانه "انه لم تثر مناقشاته مع أي من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أو مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حول دعم تركيا المزعوم للجماعات المتطرفة في سوريا "نافيا ما وصفها " مزاعم قالت عكس ذلك".
وكان داود أوغلو قد قال للصحفيين العراقيين الذين رافقوه خلال زيارته الى محافظة كربلاء لتأدية مراسيم عاشوراء "تأثرت فعلا من تقارير في وسائل الإعلام الدولية بان هناك تكهنات مكثفة بشأن هذه القضية وكانت هناك أيضا نتائج تشير إلى استخدام الأراضي العراقية من قبل الجماعات المتطرفة من أجل تمرير السلاح إلى سوريا".
وأضاف وزير الخارجية التركي ان "الفرق في وجهات النظر بين أنقرة وبغداد بشأن أزمة سوريا ليست كبيرة "مشيرا إلى أن" العاصمتين ستواصلان الحوار".
ولفتت الصحيفة التركية الى "انه وفي خطوة رمزية عالية لإثبات حداده لمقتل الإمام الحسين، الذي يتم الاحتفال به من قبل الشيعة خلال شهر محرم، ارتدى داود أوغلو قميصا أسود ووشاحا اخضر".
يذكر ان رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان قد قام في أواخر أب 2006 بوضع حجر الاساس لسد اليسو على بعد 50 كم عند الحدود العراقية وتبلغ تكلفته مليارا و200 مليون دولار.
ويقع سد إليسو على نهر دجلة، الذي ينبع من مرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول وتحديداً من بحيرة [وان] الواقعة في قرية [اليسو] التركية، ويصب في الخليج بعد لقائه بنهر الفرات في محافظة البصرة جنوب العراق.
ويتمركز السد المتوقع إكماله قريبا في منطقة [دراغيجيتين] الواقعة على بعد 45 كليومترا من الحدود السورية ومن المخطط أن يكون سدا ضخما، إذ سيصل ارتفاعه إلى 135 متراً وبعرض 2 كليومتر تقريباً.
وكان وزير الموراد المائية مهند السعدي قد دعا الحكومة الى ممارسة الضغط السياسي ضد تركيا لايقاف بناء سد [اليسو] على نهر دجلة.
وقال السعدي لـ[أين] في ايار من العام الماضي "من المعروف ان سد [اليسو] التركي على نهر دجلة والذي كان يمول من الاتحاد الاوربي لكن بعد ان جمعت الوزارة [200] الف توقيع نجحت في اقناع الاتحاد الأوربي برفع دعمه للمشروع، لكن تركيا استكملت بناءه على نفقتها الخاصة، لذا فاننا ندعو الحكومة العراقية الى ممارسة الضغط السياسي لاقناع نظيرتها التركية بايقاف المشروع".
ويقول باحثون ان " كميات المياه الواردة إلى العراق عن طريق نهر دجلة ستنخفض بشكل كبير عند اكتمال تنفيذ سد [اليسو] التركي، فكميات المياه الواردة إلى العراق بشكل طبيعي لا تقل عن 20,93 مليار م3 في السنة، ستنخفض عند إنشاء السد إلى أقل من النصف، حيث سيرد إلى العراق منها 9,7 مليار م3 أي ما يشكل 47% من الإيراد السنوي الطبيعي للعراق منذ بداية التاريخ مع زيادة هذه الكميات خلال الفيضانات الكبرى وتلك حالات استثنائية".
وكالة نون /متابعات
صحيفة تركية: المرجع السيستاني طالب اوغلو بالاحتكام دوليا لمشكلة المياه وتجنب الصِدام الطائفي
كلمات مفتاحية
تعليقاتكم والموضوعات الأكثر تداولاً
أكثر المواضيع قراءة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!