حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ليس من السهولة ان يصبح الانسان مثقفا بل يتطلب الامر كثير من الجهود الفكرية وحتى البدنية وحسن استخدامها في الوقت المناسب ولكل مجال في الحياة له ثقافته، ومن بين اهم الثقافات هي ثقافة الكلمة سواء كانت شفهيا او تحريريا ومجال الكلمة واسع جدا قد يكون اعلام وقد يكون ادب والشخص الذي يقال له اعلامي او اديب او كاتب وباستحقاق فهذا يعني انه ملم بثقافة ذلك الاختصاص. ومن بين افضل وجوه استخدام الثقافة في المجتمع هي تلك التي يكون حاملها صاحب مبدا وياويلنا وويل الثقافة عندما يكون المثقف متذبذب ويميل اينما الهوى والدينار يميل ومن هذه الشريحة للاسف الشديد يوجد منها الكثير ولها اسمها اللامع في مجالها. هنالك بعض الاعلامين اصحاب المهارة والكفاءة العالية يسخرون ثقافتهم بمن يدفع لهم او بالاحرى لكفيل الوسيلة الاعلامية التي يعملون بها معتبرين ما يقومون به هو مهنة والصحيح هي استئجار مبادئهم الثقافية لاستخدامها استخدام مشين بحق الثقافة،ولكم قناة الجزيرة مثلا العاملون بها على درجة عالية من المهنية ولهذا نرى البعض منهم انتصر لمبادئه وترك القناة مثلا غسان بن جدو صحفي تونسي - لبناني، عمل في قناة الجزيرة، وترأس إدارة مكتبها في بيروت بين 2004، إلى أن استقال منها في 23 نيسان 2011، يسري فودة إعلامي مصري ساهم في تأسيس قناة الجزيرة وكان أحد نجومها البارزين حتى استقال منها في عام 2009 والامثلة كثيرة، والامر ذاته ينطبق على صاحب الكلمة فكم من شاعر او كاتب سخر موهبته الثقافية لمجاملة حاكم او حتى للكسب المادي على حساب ما يحمل من ثقافة، فعهد طاغية العراق كان مليء بمن باع كلمته للطاغية، فثقافة الحفاظ على المبدأ افضل من الثقافة نفسها والمؤلم جدا هنالك مثقفين يحملون ثقافة وافكار رائعة ولكن لا يجدون منفذا كي يعبروا عن ثقافتهم هذه ويوصلونها للاخرين فتبقى محجورا عليها بين اوراق هذا المسكين وكم من مثقف لم يعرف قدره الا بعد موته، تاتيني مشاركات كثيرة لغرض نشرها في الوسيلة التي اعمل بها والله يشهد بالرغم من ان البعض منها اجدها ليست بالمستوى المطلوب ولكني اقوم بنشرها لتكون الدافع له لتنمية ثقافته. هنالك بعض الاخوة متصفحي الانترنيت وجدتهم يبحثون عن العناوين المثيرة والغريبة فتجد عدد قرائها كثر والحقيقة انها لا تمنح من قراها اية معلومة مفيدة وفي بعض مقالاتي استخدمت عنوان مموه على خلاف مضمون المقال بحيث ان عدد القراء تجاوز الالف وكان مضمون المقال عتب وفي نفس الوقت توبيخ لمن يتابع هكذا ثقافة... ثقافة الاكشن في وسط الطريق لربما يجد المثقف ان هنالك مستجدات تتطلب منه تغيير ثقافته وهنا تظهر الثقافة بافضل صورها عندما يكون صريح مع نفسه ومع الاخرين ويتغير كليا مع الصراحة فيما كان عليه، ودائما كل من يخالفنا لايجوز ان نقول عنه هو ليس بمثقف فاختلاف الثقافات امر معتاد عليه ولكن اختزال او استهجان الاخرين هذا هو الامر المذموم وتبقى قباحة المؤجر والمستأجر للثقافة هي الاسوء في فضاء الثقافة