- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المساجد للعبادة وليس للسياسة ..!
حجم النص
بقلم: شاكر فريد حسن لقد كانت المساجد والجوامع وبيوت اللـه على الدوام، ويجب أن تكون، أماكن لتادية الصلاة والعبادة والترحم وطلب المغفرة، ومنابرها منارات للهداية والارشاد والتوجيه والوعظ الديني، وفضاءات رحبة لنشر وتعميق القيم الروحية والمبادئ الدينية المستنيرة، والدعوة الى تصافي النفوس والقلوب والمحبة والكلمة السواء ورص الصفوف ولملمتها. لكن للأسف ان المساجد في زماننا هذا غدت بلا حرمة، بعد أن حولتها حركات التأسلم السياسي الى مراكز حزبية لها، وساحة للنشاط السياسي والحزبي الفئوي، ومنبراً لتذويت خطابها السياسي ومعتقداتها الفكرية ومواقفها السياسية من مجمل الاحداث والاوضاع السياسية المحلية والمنطقية والاقليمية، ونفث سمومها ضد بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي و"الاتقلابيين "، وضد القوى والأحزاب التقدمية والعلمانية والليبرالية، التي تناصر ثورات الشعوب وتقف مع سورية في وجه المؤامرة الارهابية الكونية، التي تستهدف تدميرها وتجزئتها. ولتحقيق مآربها واغراضها وأهدافها السياسية جعلت الحركات الاسلاموية من خطبائها، الذين دربتهم على فن الخطابة والتهريج، منظرين متخصصين في الشتم والسب والردح والترهيب في مواجهة الخصوم السياسيين، واستخدام الخطاب العاطفي والنبرات الصوتية المختلفة وتاجيج المشاعر الدينية في التأثير على بسطاء الناس والعامة وغسل أدمغتهم وعقولهم، والترويج للخطاب الاقصائي التكفيري. وهذا الاستغلال المرفوض للمساجد ومنابرها أخذ حيزاً خاصاً في خضم الأزمة السورية والثورة التصحيحية في مصر، التي اطاحت بحكم مرسي والاخوان المسلمين، حيث تزايدت في خطب يوم الجمعة دعوات التكفير والتهديد والوعيد وضرورة الجهاد في سورية ضد بشار الأسد وجماعة حزب اللـه، وصار محمد مرسي والقرضاوي واردوغان عناوين بارزه وعريضة في هذه الخطب، التي اثارت أعصاب وغضب المصلين فتركوا الصلاة وخرجوا من المسجد. لقد انتهكت حرمات المساجد وتراجعت رسالتها الانسانية والاخلاقية والدينية، وغدت ميداناً للفتنة والشقاق والخلاف، ولم تعد للعبادة والصلاة، وفضاءً لحق الاختلاف واحترام الفكر الآخر، وكل ذلك بفعل وممارسات الحركات الاسلاموية، التي تسعىى الى بناء دولة الخلافة. ومن هنا نطلقها صرخة مدوية أن ارفعوا أيديكم عن مساجد وبيوت اللـه، ويجب عدم اختراقها واستغلالها لتحقيق المآرب السياسية والمصالح الجزبية والفئوية الضيقة. فلنصن هذه المساجد ونعيد لها بهاءها ونقاءها وقدسيتها، ولنجعل من منابرها هدايات ومواعظ تحث على المحبة والوئام وتوطيد الروابط والعلاقات الانسانية والحفاظ على النسيج الاجتماعي، بعيداً عن المزيدات وبث سموم الفرقة والخصام.
أقرأ ايضاً
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم
- وللإبطال مقابرٌ ايضا..!- طقسٌ كُروي
- المرجعية الدينية: مكافحة الفساد بالعمل والممارسة وليس بالكلام المعسول