حجم النص
ابراهيم زيدان قبل ايام قيض لي ان ارقد في الجناح الخاص لمستشفى ابن النفيس باحالة من الطبيب الجراح لاجراء الفحوصات الطبية لي قبل اجراء العملية الجراحية التي اضطررت الى القبول بها بعد تدهور حالتي الصحية بسبب عدد من الاطباء وتسببوا في تليف مناطق في الرئتين نتيجة التشخيص الخاطىء لحالتي الصحية وطيلة سنوات وانا اتلقى علاجا ضد الربو بينما حالتي حسب التشخيص الدقيق لطبيب في الهند وطبيب عراقي مختص في جراحة الصدر بانني اعاني من حساسية شديدة في القصبات، المهم دخلت الجناح الخاص واقترحوا علي في الحسابات ان ارقد في غرفة فقلت لاباس وحين دلفت اليها وجدتها ضيقة المساحة وتسبب لي حرجا مستقبلا مع ضيوفي من الصحفيين والاعلاميين والادباء ولهذا سرعان ماطلبت مساحة اوسع فقيل لي امامك ان تحجز سويتا لهذا الغرض وبالفعل دفعت التامينات المطلوبة وتوكلنا على الله تعالى واتخذت من السويت مكانا لرقودي في المستشفى، وزارني الكثيرون للاطمئنان على حالتي الصحية وفي مقدمة من زارني الزميل نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي بصحبة وفد من النقابة العزيزة وكذلك وفد من الاتحاد العام للادباء والكتاب والزميل الاستاذ الدكتور الشاعر حامد الراوي مستشار معالي وزير الثقافة فضلا عن عدد من الزملاء رؤساء تحرير الصحف اليومية وعدد من الادباء والشعراء وزملاء العمل في الوزارة وفي مقدمتهم الاستاذ مصعب المدرس المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء ومدير مكتبها الاعلامي وممثل عن السيد وكيل الوزارة لشؤون التوزيع وهكذا، واول ملاحظة سجلتها على هذا الجناح هو خلوه من امور بسيطة لكنها تعطي انطباعا ايجيابيا عن ادارة الجناح، فلا صابونة ولامحارم ورقية (كلينكس)، اما الثلاجة فهي فارغة تماما فلاوجود لقنينة ماء حتى، وفي الجانب الآخر تتدلى اسلاك التلفزيون والريسفير على الحائط في منظر منفر ويكفي الصور التي التقطتها واحتفظت بها في آرشيفي ان تكون دليلا على ماذكرت، وجيء لي بشرشف ولحاف وبطانية لاحقا تبين لي فيما بعد انها سجلت علي ضمن فاتورة الجناح ولولا ان ينبهي احدهم الى ذلك لكنت قد سددت المبالغ من دون ان آخذ اية قطعة معي مع انها مدفوعة الثمن،ولكن هذه الملاحظات وان اعطت صورة سلبية عن الجناح الا ان العناية الطبية والصحية واعمال النظافة المستمرة والمتابعة الدؤوبة من جميع الملاك الطبي والتمريضي والصيدلاني العاملين في الجناح يشعرك بالامان وبالثقة، ولكن اين الخصوصية في الجناح الخاص هذا ؟ فالمواطن في نهاية المطاف عليه ان يسدد الفاتورة وهذا يعني ان كل شيء بثمن، ولابد ان يكون الجناح الخاص مميزا عن بقية الاجنحة، ولكن لاتميز ولاهم يدعون، بل الاغرب ماحصل معي في اكثر من مرة حين اوصيت مرافقي بجلب طعام لي من خارج المستشفى كون الجناح لايقدم اي طعام وحين استفسرت عن سبب ذلك قيل لي بأن المواطنين رفضوا ذلك، فهل ياترى بسبب نوعية الطعام ؟ ام لسبب آخر، فجاءني الجواب بأن كلفة الوجبة التي تبلغ 12 الف دينار هي السبب في عزوف المواطنين الراقدين في الجناح عن طلبها ولهذا توقف الجناح عن تقديمها، والمفروض ان يكون وجبة الطعام مميزة اولا ومدعومة ثانيا من اجل تقديم افضل الخدمات للمواطنين في هذا الجناح ليكون ذا خصوصية تؤكد اسمه بحق وحقيقي، ولكن الواقع شيء آخر، المهم ان موظف الاستعلامات كثيرا ماكان يعترض دخول مرافقي فاضطر الى النزول من الجناح واقوم بادخاله، وقد حصل معي هذا اكثر من مرة، فاي جناح خاص هذا ؟ فيامعالي وزير الصحة المحترم... اين الخصوصية في الجناح هذا ؟
أقرأ ايضاً
- احصائية ومقارنة بين معركة طوفان الاقصى و نكسة (حزيران) العرب في حرب الايام الستة في عام ١٩٦٧
- الاقتصاد السياسي للقطاع الخاص في العراق 2003-2021
- انصاف القطاع الخاص