حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
واخيراً أسدل الستار على اطول دوري كروي في العالم ,دوري كروي شهد كل ماهو غريب وعجيب ,دوري امتد بعمره الزمني على امتداد الفصول الاربعة لعام كامل , فهو دوري الشتاء والصيف والربيع والخريف ,دوري كان كل شيء فيه استثناء ,ونقول استثناء لأن مَنْ كان يساهم في هذا الدوري هو استثناء , فاللاعبون استثناء عن بقية لاعبي خلق الله , والمدربون استثناء عن بقية مدربي دول العالم , والحكام استثناء عن بقية حكام الكرة في المعمورة لما تحملوه من سب وشتم واجحاف وظلم وابتزاز, والملاعب استثناء عن بقية ملاعب الدنيا ,من حيث خضرتها ومدرجاتها ومنازعها واداراتها , والجماهير استثناء عن جماهير العالم اجمع بصبرها وتحملها وشغبها وهتافاتها وحزنها وفرحها ,وحتى الاعلام بكل اصنافه في هذا الدوري استثناء عن بقية الاعلام في ارجاء المعمورة بتحمله وصبره وتهميشهه وامكانياته المحدودة , ولكن الفاعل الاكبر في منظومة هذا الدوري هو اتحاد الكرة وهو الذي جعل دورينا ان يكون استثناء عن بقية دوريات العالم اجمع , ابتداءاً من بدايته ومروراً بأحداثه المثيرة والعجيبة والغريبة وانتهاءاً بحفل اختتام الدوري البائس والذي جَسَدَ اتحاد الكرة من خلاله فشله التنظيمي الفاضح في حفل اختتام اطول دوري في العالم ,فقد كان حفل اختتام الدوري بائساً وفقيراً بكل شيء ولولا حساسية واهمية وندية وجمهور مباراة الشرطة والطلبة لكان حفل اختتام الدوري فضيحة كبرى تضاف الى فضائح اتحاد الكرة ,فقد تعودنا ان نرى المؤسسات وبالاخص الرياضية منها تتسابق باظهار احتفالاتها باهى صورة ممكنة من خلال ابتكار وابداع مشاهد ممتعة للجمهور والمشاهدين والمتابعين من خلال شاشات التلفاز ,لان تلك الاحتفاليات تبرز نشاط تلك المؤسسات على مدى عام كامل من العمل والجهد والتعب فالامور في خواتيمها كما يقولون , لكن اتحاد الكرة أبى ان يكون خارج نطاق هذه الحسابات حينما قدم لنا حفلاً بائساً فاشلاً بكل شيء , حيث كان حفل اختتام الدوري مجرد اسقاط فرض ليس الا ,حتى اننا شاهدنا رئيس الاتحاد ناجح حمود منفعل ومنزعج لاسباب نجهلها مما جعله يملأ مقصورة التتويج الضيقة جداً صياحاً وصراخاً وعياطاً وزعيقاً , حيث لم نشاهد رئيس اتحاد الكرة هو من يقوم بتقديم درع الدوري للفريق الفائز وتلك مفارقة غريبة أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ترى ماذا سيكلف اتحاد الكرة لو اعد منصة تتويج خاصة توضع على ارضية الملعب كما نراه في ملاعب العالم ؟؟ ان غياب الحس التنظيمي لدى اتحاد الكرة يدل بما لا يقبل الشك ان اتحاد الكرة كان يريد اختتام الدوري وفق نظرية (جفيان الشر ملا عليوي) , لا نعرف مالذي سيفعله اتحاد الكرة لو انيطت له مهمة تنظيم نهائي بطولة اي بطولة ماذا سيفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فدول العالم تتعاقد مع شركات مختصة بهذا المجال من اجل اظهار كرنفال الحفل بابهى صورة لكننا للاسف نبقى نسير وفق مزاجية اعضاء اتحاد الكرة والذين تعودوا ان لايعيروا اي اهتمام للاخرين وهذه هي مشكلتهم الاساسية للاسف فمتى يتعلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟ المهم الان انتهى اطول دوري في العالم ,وتنفس الجميع الصعداء ,اللاعبون ,والمدربون,والحكام ,والجماهير, وادارات الاندية ,واتحاد الكرة الذي يستعد لجولة جديدة من جولات معمعة الفرق الهابطة لدوري المظاليم ,حيث ان اللوائح التي جرت وفقها مسابقة الدوري والتي صادقت عليها جميع الاندية المشاركة بالدوري هي من نصت على هبوط اربعة فرق لدوري المظاليم ,وهذه اللوائح واضحة وصريحة وغير قابلة للتفسير والتأويل , لكننا نسمع ونقرأ منذ فترة ليست بالقصيرة من اعضاء اتحاد الكرة تصريحات متناقضة ومتضاربة فمنهم من يؤكد هبوط اربعة اندية وآخر يعلن هبوط فريقين وآخر يلغي فكرة الهبوط اساساً , ان هذه التصريحات المتضاربة تجعل مصداقية اتحاد الكرة اليوم على المحك فأصرار اتحاد الكرة على تطبيق لوائح الدوري والتي اقرها الجميع ستعطي مصداقيته الثقة من قبل الاخرين , اما اذا حدث اي تغيير في هذه اللوائح فساعتها نقول لمصداقية اتحاد الكرة وداعاً , على الجميع ان يعلم ان لكل مجتهد نصيب وعلى الفرق التي هبطت لدوري المظاليم ان تجتهد اكثر واكثر وتتعلم وتستفيد من تجربة الموسم الكروي حيث تعيد النظر في مجمل مفاصل عملها الادارية والفنية , انها فرصة لأستيعاب دروس الاخفاق والتي من خلالها يمكن لهذه الاندية ان تتلمس طريق النجاح لتعود من جديد لدوري الاضواء ,اما ما يخص اتحاد الكرة فهو معني اكثر من غيره في دراسة كل صغيرة وكبيرة في هذا الدوري ففيه من الدروس والعبر ماتكفي لتجعل اتحاد الكرة في منأى عن الاخطاء الكارثية والتي وقع بها خلال دوري الفصول الاربعة والذي اصطبغ اخيراً باللون الاخضر بعد ان توج الشرطة بطلاً لاطول دوري في العالم .
[email protected]
أقرأ ايضاً
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- دوري المحترفين.. الإدارة أوّلاً