- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
احذروا الدعاة الجدد .. فلهم دينهم ولنا ديننا
حجم النص
بفلم / تيسير سعيد الاسدي
في فترات الحصار الجائر عليه، بينما كانت العائلة الصدامية تلبس الفاخر ويتعشى افرادها من (مطعم مكسيم) الفرنسي الشهير، كان هذا الشعب لايجد الملبس المتواضع والمأكل العزيز إلا الماء ليدفعوا به الخبز الجاف الى جوفهم، وكان اتباع الحاكم البعثي يركبون أحدث السيارات، في حين لايجد العراقي موطئ قدم في سيارة الاجرة، أو هو لايملك المال لذلك.هذا الرفاه المفرط الذي يعيشه الحاكم واتباعه من جهة، والجوع والفاقة اللتان يعاني منهما ابناء الشعب العراقي من جهة أخرى كانا وراء الفجوة الشاسعة بين الحاكم والمحكوم.. وحين غزت جيوش أمريكا العراق، اوصدت العوائل العراقية أبوابها ونكس الرجال رؤوسهم. فقد كانوا يريدون للحاكم أن يرحل ولكن ليس بهذه النهاية المذلة. المتمثلة باحتلال بلده وتلفت صدام حسين يميناً ويساراً، فلم يجد من بين أبناء شعبه من يمد له يد العون.. وكذلك فرَّ عنه اتباعه وتخلت عنه عشيرته، وأخيراً وجد نفسه وحيداً من غير ملاذ ينام حفرة حقيره تم اخراجه منها ولينال جزائه ..
واليوم نفس السيناريو يجري في العراق ولكن باسماء ويافطات مقدسة وتحت ذريعة الحفاظ على الدين والمذهب !!!!
حقيقة الامر ان الشارع العراقي اليوم يتثقف بثقافة القطيع ومزاجية رؤساء الكتل والتيارات الاسلامية بشقيها (السني والشيعي) فالمعاناة المشتركة لاتحرك الشارع بقدر ما تحركها اوامر ومزاجيات القادة السياسيين الذين يحركون هذا القطيع من مقراتهم في دول الجوار وهذا الذي يجري اليوم يمثل خطرا فادحا يجب ان نتنبه له فهناك سياسيون وكتل سياسية تمتلك فضائيات ووسائل اعلامية مختلفة يديرها اعلاميون ودعاة جدد لدين جديد وهو "الدين الاستحماري" وهؤلاء الدعاة الجدد يتخذون من هذا الدين منهجا من اجل اتباع شخصيات دينية سياسية تستخدم الدين للتضليل اسوة بالقساوسة وباباوات العصور الوسطى في أوروبا، والدين المظلـِّل الذي اعنيه هو دين الحاكم والحزب والكتلة السياسية الدين الذي يكون شريك المال والقوة، الدين الذي يتولاه طبقة من السياسيين الرسميين الذين لديهم مؤهلات ومصطلحات فقهية يجعلونها شباكا منصوبة ليصطادوا بها الدنيا".
هؤلاء الدعاة الجدد هم شركاء بالسلطة وشركاء بعمليات الفساد الجارية بمؤسسات الدولة فهم اليوم يمتلكون السلطة السياسية والاقتصادية، فاصبحوا هؤلاء دعاة لتسخير الناس كالحمير، أي يستحمرهم. ويخضعهم لاهواء الزعيم السياسي وزعيم الحزب او التيار السياسي " فالدعاة الجدد يطلبون من الناس الصبر (لان الله يحب الصابرين) وهم بنفس الوقت يقضون رمضانهم الحار في دول مجاورة لانتقطع بها الكهرباء، فهؤلاء الدعاة "يدعون للسلطان الفاسد "، و"يطلبون من المظلومين الصبر"
اعتقد ان الامر سيتكرر مرة اخرى مع هذه الشخصيات العديمة الخبرة بالواقع العراقي وانهم سوف لن يجدوا من ينقذهم من اي خطر خارجي او داخلي مستقبلا وسيكون مصيرهم كصدام حسين.. كما واعتقد اعتقادا جازما ان الاحزاب الاسلامية العديمة الخبرة قد انساقت بحسن نية او سوء نية في بعض الاحيان الى فرض تصوراتها في ادارة البلاد، وهي تصورات قاصرة تفتقر الى التجربة. فالاحزاب السياسية الحاكمة بعد عام 2005 مع أن لا سابقة لها في العمل الحكومي الاداري، فانها لاتتوفر على كوادر كفؤة ومتخصصة في ادارة الدولة ومؤسساتها. اضافة الى ان تلك الاحزاب لاتثق بغير عناصرها وتعتقد بأن افكارها وحدها هي الصالحة لادارة البلاد، وحتى ان كانت هذه الاحزاب من طائفة واحدة، فان كل واحد منها يعتقد بانه الوحيد المؤهل (شرعاً) لادارة الدولة العراقية وما عداه على ضلال!!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً