قالوا عن المرجعية الدينية في العراق أنها صمام الأمان وصاحبة الحكمة الرشيدة في المحافظة على الوحدة بين أبناء الشعب الواحد، وهو نفس الأمر الذي حرصت عليه العشائر العراقية التي حافظت على أعرافها وتقاليدها ودعوتها لنبذ الطائفية وتوحيد الصف.
ومع ما يتعرض له العراق خلال مرحلته الراهنة من هجمات تحاول النيل من أصالته وعراقته وزرع الطائفية المقيتة بين أبنائه وطوائفه، فقد كان دور المرجعية الرشيدة والعشائر العراقية واضحاً للعيان وأفشل كل المخططات الرامية إلى التفرقة والخلاف.
ويشبّه رجل الدين الشيخ حيدر عبد الصاحب الرفاعي لوكالة نون الخبرية دور المرجعية الدينية في العراق بأنها "رعاية أبوية كريمة لكل أبناء الشعب العراقي وطوائفه ومذاهبه، وقد حاولت أن تلم شتات الشعب الواحد وتوحّد الصفوف درءاً للطائفية التي تريد أن تزرع التفرقة والخلاف بينهم".
ويضيف بأن "ما قدّمته المرجعية الرشيدة من دعم مادي ومعنوي أدى إلى استتباب الأمن في جميع مدن العراق في ظل الظرف الراهن الذي عاشه البلد في السنوات الأخيرة"، مبيناً أن "المرجعية الدينية هي صمام الأمان، وإن المرجع الديني هو نائب الإمام الذي يتوجب علينا الأخذ بتوجيهاته التي تدعو إلى السلام والوئام بين جميع مكونات الشعب العراقي".
ويرى المحلل السياسي عبد الكريم عبد الغني أن "الاستقرار الأمني في العراق لا يخدم مصالح العديد من الجهات الخارجية وحتى الداخلية التي تريد إفشال التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق، وكان لابدّ من المرجعية الدينية الرشيدة وشيوخ العشائر العراقية أن يأخذوا دورهم في الحفاظ على وحدة الصف والكلمة بين الجميع والعيش تحت مظلة العراق".
ويوضح لوكالة نون الخبرية أن "ما يحدث في العراق في الوقت الحالي هي زوبعة تريد النيل من وحدة وكرامة هذا البلد الآمن، ويجب على جميع أبناء الشعب العراقي الابتعاد عن كلّ من يحاول زرع التفرقة والخلاف، ورفض الأجندات الخارجية التي تريد زعزعة الوضع الأمني في البلاد والعمل على التكاتف والوقوف صفاً واحداً ضد الهجمات الشرسة التي يتعرض لها العراق".
من جهته يؤكّد السيد عودة مسير أحد وجهاء عشيرة الزاملي في العراق بأن "التلاحم والتكاتف بين أبناء العشائر العراقية فوّت الفرصة على الكثيرين الذين حالوا زرع الفتنة الطائفية في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وهو موقف واحد وثابت في تاريخ العشائر العراقية ومواقفها الشريفة".
ويقول لوكالة نون الخبرية ان "هنالك من يدفع المال والدعم للجماعات الإرهابية والتكفيرية من أجل خلق النزاع والخلاف بين أبناء الشعب الواحد، وقد حافظت المرجعية الرشيدة والعشائر العراقية على إفشال هذه المخططات وكانت تدعو دائماً إلى توحيد الصف".
ويضيف ان "التفاف العشائر العراقية حول المرجعية الدينية الرشيدة ضروري جداً للأخذ بتوجيهاتها السديدة في المحافظة على كرامة وأمن البلاد"، داعياً إياها إلى أن "تسعى جمعيها للإصلاح ودعوة أبناءها لتوحيد الكلمة والتكاتف ونبذ الخلاف".
بينما يبيّن الأستاذ التربوي أحمد خليل إبراهيم ان "العراق يعيش في هذه الفترة ظروفاً حرجة تستدعي من أبنائه الوقوف صفاً واحداً والابتعاد عن الخلافات التي تحاول الأجندات الخارجية زرعها من أجل القضاء على البلاد التي بدأت تعيش مرحلة جديدة من الديمقراطية والتطلّع للمستقبل الزاهر".
ويتابع حديثه ان "ما يحدث في العراق من زعزعة للأمن والاستقرار من غايات الجماعات الإرهابية التي تريد نشوب الفتنة الطائفية والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد والتالي الدمار والخراب للعراق وإعادته من جديد إلى المربع الأول".
ويقول إبراهيم ان "هنالك من يسعى إلى إعادة تاريخ النظام البائد في بطشه واعتقالاته ومقابره الجماعية، ونجد الإرهابيين يلتجئون إلى التفجير والقتل وإشاعة الفتنة الطائفية لإفشال الديمقراطية في العراق وزرع الخلاف بين أبناء المذهب الواحد والطائفة الواحدة".
ويضيف ان "العراق مستهدف لأنه قلب العالم وان شعبه يمتاز بالقيم العالية والتقاليد الموروثة والحضارة التاريخية القديمة والالتزام بالخلق الرفيع الذي امتاز به عن الدول الاخرى لذلك فهو المستهدف الاول دائماً"، لافتاً إلى "ضرورة زرع الحب والسلام والوئام بين مكونات الشعب العراقي وتثقيف الشباب على الالتزام بالأعراف والتقاليد والالتفاف حول الرموز الدينية والعشائر العراقية لدرء الفتنة وبناء مستقبل مزهر وجميل للعراق".
ويجد الخطيب الحسيني محمد شابث ورد ان "هنالك مسؤولية كبيرة على جميع شرائح المجتمع العراقي بالخروج بسلام من الظروف الراهنة التي يعيشها البلد، وهنا يأتي دور المرجعية الدينية الرشيدة والعشائر العراقية والمثقفين والشباب في إيجاد السلام وتوحيد كلمة العراقيين".
ويقول لوكالة نون الخبرية "مثلما يتعرض العراق للهجمات الطائفية والقتل والدمار فهنالك الغزو الفكري والثقافي الذي يريد القضاء على القاعدة القيمية والأخلاقية للمجتمع، فالمعادون للعراق والإسلام يحاولون بشتى الطرق القضاء على أبناء الشعب الواحد وخلق التراجع والتقاعس عن أداء المسؤوليات"، مشيراً إلى أن "توجيهات المرجعية الدينية والتفاف العشائر العراقية من حولها ستضعف وتقضي على هذه المخططات الصهيونية".
ونوّه ورد إلى ان "العراقيين من السنة والشيعة والمسيحيين وغيرهم هم أبناء شعب واحد وتربطهم روابط متينة لا يستطيع أحد القضاء عليها، وأما من يخرج وينادي باسم الطائفية والتفرقة فهم ليسوا منّا وإنما دخلاء وحاقدين جاءوا لتنفيذ أغراض لأجندات خارجية لا تريد الخير والسلام للعراق".
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- آلاف الشركات الوهمية بالعراق مسجلة بأسماء "مغفلين" تهرباً من الضريبة
- في مناطق زراعية ونائية اقصى جنوب العراق: موكب حسيني يؤوي ويطعم "مشاية" عراقيين وعرب واجانب(مصور)