حجم النص
دعت المرجعية الدينية العليا الى ايجاد اجراءات حقيقية ورادعة وليست معالجات وقتية في الحفاظ على ارواح المواطنين في اي مكان في هذا البلد ،واوضحت ان من حق المواطن ان يسعى في وطنه من اقصاه الى اقصاه وهو يشعر بالامان
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف في 27/رجب/1434هـ الموافق 7/6/2013محول الحادث المؤسف الذي تعرض له مجموعة من الابرياء على ايدي مجموعة من المجرمين القتلة في منطقة النخيب مانصه "طبعاً هذه ليست المرة الاولى التي تحدث مثل هذه الحادثة بل مرات متكررة ..حقيقة الكلمات تعجز عن وصف هؤلاء القتلة، لكن بالنتيجة الإنسان البرئ عندما يقتل بهذه الطريقة والغيلة نسأل الله تعالى ان ينتقم عاجلا ً من القتلة وان الله تعالى ينزل بهم قصاصه العادل بحق محمد وآل محمد وان يرحم هؤلاء الاخوة الشهداء وان يعين عوائلهم على تحمّل هذه المصيبة..لكن في نفس الوقت هل هو عتب؟! هل هو حالة من تحميل المسؤولية ؟! هل هو حالة ذكر شيء غير معلوم عند الجهات المعنية ؟! لا أعلم ؟! لكن قطعاً لا يمكن ان يستمر الحال على هذا المنوال"
واضاف الصافي ان دماء الناس ليست دماء رخيصة ودماء الناس دماء غالية ومن حق المواطن ان يسعى في وطنه من اقصاه الى اقصاه وهو يشعر بالامان وعلى هذه الجهات الامنية المسؤولة ان توجد حلا ً جذرياً.. تارة يمكن ان يكون حلا ً وقتياً تنتشر هذه القوات بمجرد بُعيد الحادثة سرعان ما يهدأ الوضع وايضاً ترجع الى وضعها السابق ويبقى رجل الامن غير متيقظ او بعيد عن المسألة التي وقع فيها الحادث وهؤلاء ايضاً يعيدوا الكرة لا قدر الله ثانياً وثالثاً ورابعاً ..
اقول لابد من وجود حلول جذرية لأمثال هذه المسألة ,موضحا ان
قاطع الطريق عادة انسان جبان مهما يكن لونه ومهما يكن شكله يقطع الطريق يسرق ويقتل ويسلّب..من ابشع المواصفات عندما تصف احداً تقول له انك قاطع طريق..لابد ان تكون الدولة مؤمنة لهذه الطرق وان تكون لها القدرة الحقيقية على تأمين الطريق وعلى اجتثاث هؤلاء القتلة ومسكهم وعدم انفلاتهم من القصاص العادل..لا يمكن ان تمر الامور ودائماً تُقيّد ضد مجهول..لابد ان يكون هناك حل جذري للمسألة ولهذه المسائل التي بدأت تتعبنا وتودي بحياة ابنائنا ..لابد من وجود ضوابط الجهات الامنية ترصد وتتابع وتشخّص وتستورد بعض المعدات ما يمكن ان يؤمن الناس ان تأتي في هذه المسألة"
ونوه السيد احمد الصافي انه وبعد كم شهر طريق الحاج يذهب من هنا.. لابد ان تؤمّن هذه الطرق وخصوصاً في وقت حالات الغفوة التي لا يمكن ان يتوقع احد ان يأتي مثل هؤلاء وهؤلاء لا يأتون الا في الظلام وفي حالات الغفلة، الانسان الجبان له له قيم وواقعية وهؤلاءجبناء والدولة لابد ان تؤمّن الناس وتقول انا موجودة والناس لابد ان تطمئن في ظل نظام وأمن وحالة من حالات الطمأنينة..لابد من وجود اجراء حقيقي ورادع سواء في هذا الحادث او في غيره من الحوادث ولكن ترى المعالجات في كثير من الاحيان معالجات وقتية سرعان ما تنمو جذور هؤلاء القتلة مرة اخرى..
وحول تشكيل مجالس المحافظات الجديدة قال السيد احمد الصافي "بعد ان افرزت النتائج لانتخابات مجالس المحافظات وظهرت ما ظهرت.. الناس ترتقب متى تتشكل المجالس ومتى يكون لكل محافظة محافظ.. المدة طالت وحسم كثير من الامور ولكن بالنتيجة لابد ان تُحسَم الأمور وان تستقر المحافظة حتى تُكمِل ما بدأته المحافظة السابقة في المشاريع الجيدة او تبدأ بداية جديدة اذا كانت بعض المحافظات قد تلكئت"
واضاف
ان مركز المحافظ مركز مهم وشخصية المحافظ وموقع المحافظ موقعاً مهماً وفي كل محافظة سيكون هو الرجل التنفيذي الأول فيها، لابد لكل محافظة ان يكون الشخص المنتخب قوياً وعنده القدرة الى ان يبني..والطريقة التي يأتي بها لابد ان تكون قوية ففي بعض الحالات شخص المحافظ قوي لكن الطريقة التي جاء بها طريقة ضعيفة فسيضعف وبالنتيجة لا يتحقق شيء..المحافظات تحتاج الى بناء والى همة والى تطور والى حالة من المشي السريع حتى تلحق وهذه الشخصيات لاشك ستقود المحافظة اذا كان شخص المحافظ قوياً واذا كانت الجهة او طريقة مجيئه ايضاً طريقة قوية قطعاً سيحقق شيء اما اذا الشخصية لم تكن بالمستوى المطلوب والطريقة لم تكن بالمستوى المطلوب فمعنى ذلك لا يمكن ان يحدث تغيير في بعض المحافظات التي عانت من مشاكل في هذا الجانب"
وتطرق ممثل المرجعية حول شريحة المتقاعدين بقوله "هناك مجموعة كبيرة من شرائح المجتمع وهؤلاء قد أعطوا كثير من جهدهم لبناء الدولة وهذه الشريحة الآن بلغت سن التقاعد وخرجت من العمل..أقول ما هي الوسيلة القانونية لإكرام هؤلاء؟!
واوضح "عادة في كل دول العالم الناس أو الدولة تهتم بمن يخدمها وبمن بذل وقتاً وعمراً وكان نزيهاً ونظيفاً ولم يسرق ولم يضرب بأمور سلبية تجاه الدولة والان بعد ان تجاوز السن القانوني اصبح متقاعداً ..نحتاج ان نُكرم هؤلاء المتقاعدين ولابد من وجود قوانين تُكرِم هؤلاء سواء كان في المبالغ الشهرية التي تُعطى له بعنوان (مُجزي) العراق بلد غني ولابد ان يصب غِناه في من خدمه ولا بد ان نحترمهم حتى في طريقة العطاء..
نرى بعض الامكنة التي يُوزع فيها راتب التقاعد والله لا تشعر إلا بالتوهين لهذا الشخص الذي بلغ السبعين او بلغَ الثمانين..
عملية من عمليات عدم الاحترام لأنه يأتي يأخذ حصته الشهرية من الراتب التقاعدي..
أقول الدولة الآن معنية بأن تبذل جهداً في الرفع من مستوى هؤلاء حتى الشخص الآن الذي في بداية حياته يعمل وسيشعر بأن مستقبله مكفول وسيشعر ان الدولة تهتم به .. نحن نريد من الدولة اكثر من ذلك نريد من الدولة ان تحتفي بهؤلاء ومن دوائرهم ان تحتفي بهم وان تستقبلهم بين فترة واخرى وان تجعلهم يذكرون تجاربهم الشخصية امام هذا الجيل الجديد فهذا الجيل يحتاج الى تمرين في خدمة البلد..بعض من هذا الجيل قد دفع مالا ً من اجل ان يتعين وعندما يتعين سيبدأ بتعويض هذه المبالغ التي اعطاها رشى من اجل ان يتعين فسيفسد..يحتاج الى ان يرى شيبة مؤمنة صادقة نزيهة كانت تعمل لمدة اكثر من ثلاثين سنة وهو لم يمد يده الى مال الحرام..دوائر الدولة عليها ان تفهم ففي بعض الحالات تجربة صغيرة تمنع هذا الشاب المراهق الذي جاء بطريقة معوجّة الى الوظيفة وبدأ يبحث عن المشروع الفلاني وعن النسبة الفلانية وان يُصادق المقاول الفلاني او المهندس الفلاني..شرائح المتقاعدين شرائح مهمة لابد ان يُهتم بها وان تهتم بها الدولة سواء في تشريع القوانين اللازمة لها او الاهتمام بها بجوانب معنوية او غير ذلك..
وفيما يخص العطلة الصيفية قال سماحة السيد احمد الصافي "أعتقد ان محبة الوطن مسألة مهمة للحفاظ عليه..وكل انسان اذا احب شيئاً يحاول ان يحافظ عليه..محبة الاوطان ليست جهداً في منبر وانما هو عمل مقنن.. وأفضل عمل مقنن ان تبدأ الدولة من المدارس الابتدائية بل من الروضات..تزرع في نفسية هذا الطفل حب الوطن وحب الاخرين وتزرع في نفسيته الهمّة في أن يحافظ على البلد ويبدأ هذا البرنامج من الابتدائية الى المتوسطة والى الثانوية والاعدادية والى الجامعات..ولاشك ان العمل لـ 12 او 16 عاماً لشخصاً في محبة البلد عادة عندما يخرج من الجامعة سيخرج شخصاً آخر.،موضحا ان هذا الكلام ليس لوزارة التربية فقط وانما الكلام لمن يهتم بتربية وصياغة انسان يحب وطنه..ان نبدأ تربية حقيقة من المدارس الابتدائية وارتقوا بابنائكم شيئاً فشيئاً "
واضاف :لا تعوّدوا الناس على عدم احترام القانون وعدم احترام المعلم والمعلمة وعدم احترام الاب فهذه طريقة قاتلة سينشأ جيل يصعب السيطرة عليه"
وختم الصافي خطبته بقوله" مارسوا دوركم التربوية في تربية الناس وأفضل وسيلة هذا الكم الهائل الذي انتم تخدمه وهو المدارس فهذه المدارس واقعاً أمانة ليس في التعليم فقط وانما هي امانة في اعناقكم وامانة عندكم ان تصوغوا هؤلاء ابنائنا من كل العراق ان تصوغوا ابنائنا صياغة واضح عندهم المحبة لبلدانهم"
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- لبنان: نعول على دعم العراق في إعادة الإعمار
- الكاظمي يفتح النار على "المهرجين" و"المرتزقة" بعد اتهامات تخص "سرقة القرن"
- الخارجية: الحكومة تعمل على تعزیز التعاون بمجال مكافحة الهجرة غیر النظامیة