حجم النص
تستعيد دور العبادة السنية والشيعية في العراق الصورة الدامية التي كانت عليها ابان سنوات الحرب الاهلية الطائفية في ظل تزايد استهدافها اخيرا باعمال القتل والتفجير العشوائية التي يقوم بها تنظيم "القاعدة" و"التكفيريين". ومع تصاعد التوتر الطائفي في بلاد تحول العنف اليومي خلال الاسابيع الماضية من استهداف للقوات الامنية خصوصا, الى ما يُسمى "حرب المساجد".
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي احسان الشمري لوكالة الصحافة الفرنسيةان:"هناك تصاعدا في وتيرة الهجمات المتبادلة التي تستهدف المساجد السنية والشيعية, وذلك في محاولة لاعادة انتاج العنف داخل النفس العراقية". واضاف: "الرعب يتسلل الى النفوس, وشبح الحرب يسيطر على المشهد العراقي, الحرب السياسة والمذهبية والامنية (...) انها حرب على المساجد".
وفي واحد من اعنف هذه الهجمات, قتل 41 شخصا واصيب العشرات بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين اول من امس استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط بعقوبة (60 كيلومترا شمال شرق بغداد), حدث ذلك غداة مقتل 12 شخصا في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية شيعية في كركوك (240 كيلومترا شمال بغداد) مساء الخميس الماضي, كما استهدفت في ابريل الماضي سلسلة هجمات, بعبوات ناسفة وقذائف صاروخية وقنابل يدوية, نحو عشرة مساجد سنية في بغداد وبعقوبة ومناطق اخرى, وعددا من الحسينيات ايضا, قتل واصيب فيها العشرات.
وقال وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي ان:"الاستهداف الحالي للمساجد والحسينيات (...) يمثل مراهنة على عودة العراق الى مربع الطائفية". واضاف:"عندما تستهدف حسينية سيتبادر الى الذهن ان السنة هم الذين فعلوا ذلك, وحين يستهدف مسجد سني سيقال ان الشيعةفعلوا ذلك ايضا, لكن في الحقيقة (...) نحن مجمعون على ان من يمارس هذه الاعمال هم التكفيريون وتنظيم القاعدة".
وتحدث المسعودي عن استهداف اكثر من 45 جامعا وحسينية تابعة للوقف الشيعي منذ بداية العام الحالي, معتبرا ان ما يحدث "هجمة شرسة تتعرض لها دور العبادة".
بدوره, قال مصدر مسؤول في الوقف السني رفض الكشف عن اسمه "نحن مهددون, حتى اننا لم نذهب الى الدوام يوم الاثنين الماضي بعدما تلقينا تهديدات بمهاجمة مقر عملنا في بغداد". مشيرا الى "استهداف اكثر من عشرة مساجد في بغداد وحدها خلال شهر".
وتدفع هذه الحوادث العديد من العراقيين الى تجنب الذهاب الى المساجد والحسينيات, وتعيد الى اذهانهم ايام الحرب الطائفية بين عامي 2006 و2008 حين كانت دور العبادة الهدف الاول لاعمال العنف.
وتصاعد التوتر الطائفي في العراق بشكل كبير بعد مهاجمة قوات الامن الشهر الماضي لاعتصام مناهض لرئيس الحكومة في الحويجة غرب كركوك قتل خلاله 50 شخصا, ما اطلق شرارة اعمال عنف تحمل طابعا طائفيا قضى فيها اكثر من 200 شخص. فيما حذر (رئيس الوزراء) نوري المالكي الذي اعلن اخيرا عن اجراءات امنية جديدة لحماية دور العبادة, في مناسبات عدة خلال الاسابيع الماضية, من الانزلاق نحو نزاع طائفي جديد و"حرب لا نهاية لها", معتبرا ان السبب الرئيسي للعنف هو "الحقد الطائفي". كما طلب رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي,امس, عقد جلسة نيابية طارئة الاسبوع المقبل بحضور مسؤولي وزارتي الداخلية والدفاع ومسؤولين امنيين وعسكريين اخرين بهدف مناقشة التدهور الامني في العراق ومحاولة "اشعال الفتنة" فيه. و من جهته جدد ممثل الامين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر,اول من امس, قوله ان العراق "يتجه نحو المجهول", مشيرا الى ان "الاطفال الصغار يحرقون داخل السيارات وهم احياء, والمصلون يقطعون اشلاء خارج مساجدهم. لقد فاق الامر حد عدم القبول به".
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- القائم بالاعمال السفارة العراقية في سوريا: جوازات مرور وسمات دخول واقامات قدمها العراق الى مواطنيه وضيوفه