- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا منعت اجهزة "حماس" آمال حمد من السفر الى رام اللـه ..؟!
حجم النص
بقلم :شاكر فريد حسن
تفجرت قبل أيام حادثة آمال حمد ، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ، التي منعتها أجهزة "حماس" من السفر الى رام اللـه عبر معبر بيت حانون المعروف بـحاجز "ايرز" ، حيث اوقفتها لأكثر من ساعتين ثم اعادتها الى قطاع غزة .
ويأتي هذا المنع في سياق ممارسات وسياسات حركة "حماس" واجهزتها الأمنية ضد الشخصيات والقوى الوطنية ، التي لا تتفق مع مواقفها ووجهات نظرها ولا تنسجم مع أفكارها وايديولوجيتها ، والتي تعارض مسلكياتها ونهجها القمعي ، وضد الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين ومنعهم من القيام بمهمتهم وأداء رسالتهم الصحفية المقدسة سعياً للتعتيم وطمس وتغييب الحقائق حول ما يجري على أرض الواقع الغزي.
ومن المفارقات المؤسفة المحزنة المخجلة والمخزية ان ممارسات وسياسة العنف والمنع والخنق ، التي تمارسها وتنفذها اجهزة "حماس" هي صورة شبيهة بل طبق الأصل لممارسات سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة . انها ممارسات غوغائية واقصائية تنتهك الحقوق الشخصية والانسانية وتتنافى مع حرية الرأي والموقف والقول وحرية السفر والتنقل ، وهي تسيء لحماس أولاً ، وللنضال الفلسطيني التحرري ثانياً ، ولقضية شعبنا ووحدته ومستقبله ثالثاً ، وتعزز الانقسام والفرقة والتمزق بين أبناء شعبنا وفصائله وأطيافه المختلفة .
ولا شك ان هذه الممارسات القمعية المنهجية تبرهن على ان"حماس" قوة تجزيئية تحاول خنق وكبت الصوت الآخر لتحقيق أهدافها السياسية وتطبيق ايديولوجيتها السلفية المتعصبة واعلان امارتها .
ان منع آمال حمد من السفر والعبور الى رام اللـه والضفة الغربية يدل على المأزق الكبير الذي تعيشه حماس ، وستدفع ثمنه في نهاية المطاف ، عاجلاً أم آجلاً . وتبدو حماس من خلال هذه التصرقات والسياسات العنجهية الاستبدادية بانها ليست مهياة لفهم معنى الحرية وقبول فكرة التعددية وحق الاختلاف والرأي الآخر .
اننا نستنكر ونرفض بشدة ، وجملة وتفصيلاً ، هذا الاجراء الحمساوي غير الانساني وغير الديمقراطي بحق عضو حركة "فتح" آمال حمد ونقول باعلى صوت: ان زمن التعتيم والطمس والقبضة الحديدية وكاتم الصوت ولى لغير رجعة ، ولن تستطيع أية سلطة أو مؤسسة مهما كان وزنها وقوتها من طمس وتغييب الحفقيقة واخفاء الشمس بغربال . وأخيراً ، لترتفع أيدي الكبت والبطش والمنع ، ولتسقط سياسة قمع حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الاعلام وحرية منع السفر والتنقل . وعلى حماس ان تعي الدرس ولتعلم جيداً بأننا شعب حضاري، ومن حقه ممارسة حياته بدون قيود وحواجز ، وممارسة حقه بالاختلاف في وجهات النظر والمواقف ، وتكريس التعددية السياسية والفكرية والثقافية في الحياة الفلسطينية والفكر السياسي والحزبي الفلسطيني الراهن .
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- جدلية الاختصاص في ابرام الاتفاقيات القضائية
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟