حجم النص
في زيارتكَ القادمة لمدينة كربلاء والتشرف بعتباتها المطهرة؛ خصّص بعض الوقت لزيارة مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الجديدة والواقعة على طريق كربلاء - بغداد، والتي أقامتها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة لخدمة الزائرين وعُدت من أجمل وارقى المشاريع العمرانية المنجزة في العراق بحسب المختصين والمراقبين وحتّى المسؤولين في الحكومة العراقية.
وتعد هذه المدينة ثاني المدن التي ستبصر النور قريباً بعد إنجاز وافتتاح مدينة الزائرين الواقعة على طريق (كربلاء ــ بابل)، وقد وصلت نسبة الإنجاز والعمل فيها إلى مراحل متقدمة وستعمل على تقديم الخدمات المجانية فيها مع حلول شهر محرم الحرام القادم.
وتتميز مدن الزائرين التي تنجزها العتبة المقدسة بميزتين هامتين أولها الخدمات النوعية والفريدة التي تقدمها للزائرين خلال الزيارات المليونية في مجال الإيواء والصحة والإطعام فضلاً عن البرامج الدينية والثقافية للزائرين، وثانياً تحول هذه المدن إلى مواقع سياحية تضفي رونقاً جميلاً لمدينة كربلاء وتجذب أنظار السائحين والزائرين الوافدين إلى المدينة من داخل العراق وخارجه على مدار العام.
وأقيمت المدينة الحالية على مساحة (40 ألف م2) وتخصيص مساحة (10 آلاف م2) لإنشاء الحدائق والمناطق الخضراء؛ وتمّ المباشرة بها قبل (11 شهراً)، بعد إحالة أعمالها لشركة (برج المرمر) اللبنانية المتخصصة بأعمال البناء، بتاريخ 24/5/2011 وتمّ العمل على إنجازها في ظلّ مساعٍ وجهود حثيثة لافتتاحها في الفترة القريبة القادمة.
ويوضح المهندس المقيم على المشروع حسنين رضا زيني: لوكالة نون الخبرية ان "مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) للزائرين تعد من المشاريع المهمة التي تنجزها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بعد نجاحها في إنجاز مدينة الزائرين الواقعة على طريق (كربلاء ـ بابل)، وتم تصميمها بالجمع بين المسحة الإسلامية والعصرية لتقديم نموذج جديد في العمارة الإسلامية الحديثة".
المهندس المقيم بالمشروع: تم إنجاز المدينة وفق مواصفات عالية وتصاميم إسلامية عصرية
ويضيف، ان "المساحة الكلية للأرض التي أقيم عليها المشروع تقدر بـ (40 ألف م2) وجاءت المساحة الفعلية حوالي (30 ألف م2) بعد تخصيص المساحة المتبقية (10 آلاف م2) لعمل المساحات الخضراء، وتمّ بناء المشروع على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى إنشاء بنايات في المقدّمة على مساحة تقدر بـ (20 ألف م2) والمرحلة الثانية إنشاء بنايات في مؤخرة المشروع".
ويتابع حديثه، "تتمثل المرحلة الأولى ببناء قاعات منام كبيرة عدد (11) تتألف من طابقين، مع إنشاء مجاميع صحية من طابقين أيضاً عددها (6) مجاميع ويحوي كل طابق على 10 مجاميع صحية ومنها ما خصص للمعاقين وأماكن الوضوء".
كما تمّ بناء جامع كبير بمساحة (1000 م2) يتألف من طابقين للرجال والنساء، فضلاً عن إنشاء مركز صحي خاص بالمدينة يتألف أيضاً من طابقين ومساحته تصل إلى حوالي (300 م2).
ويبين زيني انّ "المدينة تضم قاعتين للعلاج الطبيعي توزعتا بين الرجال والنساء وهي خاصة للزائرين السائرين مشياً على الأقدام الى مدينة كربلاء اضافة للغرف الصحية الأخرى والعيادات الطبية والمختبرات والصيدليات وباقي المرافق الصحية الأخرى".
ويكمل حديثه عن محتويات المدينة مشيراً إلى تجهيز المدينة ببناية مؤلفة طابقين للشؤون الإدارية والاجتماعات، فضلاً عن إنشاء مضيف كبير تصل مساحته إلى حوالي (1000 م2) ويتألف من طابقين ومشابه لمضيف مدينة الزائرين الأولى على طريق (كربلاء ـ بابل) ويحتوي على تغيير بسيط من حيث التصميم المغاير في السقف باستخدام (الاسكايلان) وهو عبارة عن سقف متحرك استخدم فيه الزجاج والألمنيوم المضغوط ويمكن تحريكه بسهولة من خلال الفتح والإغلاق".
أما المرحلة الثانية للمشروع والحديث مستمر للمهندس المقيم، فوصلت نسبة إنجازها إلى (60%) وتتمثل "بإنشاء بنايات مختلفة بمساحة كلية تصل إلى (20 ألف م2) وعددها (6) بنايات احداها صممت لإنشاء شقق سكنية بواقع (5) طوابق يضم كل طابق (8) شقق ومجهزة بمصاعد كهربائية متطورة من شركة ميتسوبيشي اليابانية".
أما بالنسبة للبنايات الخمس المتبقية فتم "تصميمها لإنشاء شقق بنظام السويتات، وتتألف كل بناية من (5) طوابق ويضم كل طابق (16) سويت مساحة الواحد منه تصل إلى (100 م2) ومساحة البناية الواحدة حوالي (900 م2) وهي منشئات وأبنية تميزت بها عن مدينة الزائرين الأولى".
ويتابع زيني حديثه، "تم تصميم مدخل ومخرج ذاته للمدينة في واجهتها المطلة على الشارع الرئيسي، وسيكون ملفتاً للنظر بعد تجهيزه بنهر فرعي يمر داخل المدينة ويستخدم لأعمال الزينة وصناعة النافورات التي ستظهر البراعة والذوق العال في التصميم والعمل، فضلاً عن عمل طرق داخلية للمدينة مع حدائق ونافورات وإضاءات متميزة وجميلة".
وعلى مستوى الاعمال التكميلية لمشروع مدينة الزائرين فتشمل "شبكات الماء والمجاري ومحطة خاصة من مناشئ تركية لمعالجة مياه المجاري وجعله صالحاً لسقي حدائق المدينة".
ويلفت المهندس المقيم على المشروع ان "عمليات التغليف والأكساء ستتم بالطريقة الميكانيكية الحديثة، وان الدور الكبير للشيخ عبد المهدي الكربلائي ورئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة لاختيار الأنواع والألوان والماركات المتميزة للمرمر والكثير من الأجزاء التي تتعلق باختيار الماركات المعروفة والشركات المتميزة المجهزة للمواد الداخلة بالاستخدام في المدينة، وسيتم تغليف الواجهات الخارجية للأبنية بالمرمر الإيطالي من نوع (ثاسيوس وستاتوري)، إضافة إلى إكساء واجهة المسجد والقبة والمنارة بالكاشي الكربلائي لا عطاءها الجمالية الممتدة من أصالة كربلاء وعمارتها الإسلامية".
سيتم إضافة مساحة جديد في المستقبل القريب للمدينة تقدّر بـ (10 دونم) لإنشاء أسواق حديثة و مساحات خضراء ومناطق للترفيه، كما ستكون هناك ساحات لوقوف السيارات داخل المدينة".
تحظى المدينة بأعجاب الزائرين من المسؤولين والمختصين في مجال البناء والإعمار
أما بالنسبة للخدمات الداخلية للبنايات من حيث الاتصالات والتسليك الكهربائي والدفاع المدني فسيتم " تنفيذها من قبل الأقسام المختصة في العتبة الحسينية المقدسة، لخبراتها الطويلة في هذه المجالات، وهنالك فكرة لإنشاء محطة تحويل للطاقة الكهربائية خاصة بالمدينة بالإضافة الى الطاقة الكهربائية الوطنية".
ومع عدم الاكتمال الكلي لمشروع مدينة الزائرين؛ إلا أنها تحظى بإعجاب كبير من قبل المهتمين والمطلعين بالشأن الهندسي والعمراني، كما يؤكد ذلك المهندس المقيم على المشروع ومن بينهم معالي وزير التخطيط العراقي الذي "اطلع على تفاصيل المشروع وأشاد بجودة العمل والإنجاز واقترح بتوسعته وتخصيص المبالغ المالية الإضافية لدعمه، فضلاً عن زيارة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري الذي أشاد هو الآخر بالعمل وطالب بالإسراع في المشروع لافتتاحها أمام زائري سيد الشهداء (عليه السلام) في القريب العاجل".
كما "حصلت زيارات ميدانية من قبل سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الذي طالب أيضاً بإسراع العمل وتجهيز المدينة بأحدث وأفضل الأجهزة والمواد الإنشائية".
المدير المفوض للشركة المنفذة: نسب الإنجاز في المدينة عالية جداً مع الاحتفاظ بالجودة والدقة في العمل
من جهته يبين المدير المفوض لشركة برج المرمر المنفذة لمشروع مدينة الزائرين حقي اسماعيل لوكالة نون الخبرية أنّ "شركتهم من الشركات المسجلة في العراق وهي شركة لبنانية تعتمد في أعمالها العمرانية على استقدام الكفاءات الهندسية والفنية من الطاقات المحلية والأجنبية، استلمنا مشروع المدينة في الشهر الخامس لسنة 2011 وكانت المباشرة الفعلية بعد شهرين فقط من الاستلام بعد إكمال مرحلة تثبيت الأرض وإجراء الفحوصات الإنشائية".
ويضيف إسماعيل انّ "تصاميم مدينة الزائرين قد أعدت من قبل شركة الفاو الهندسية وهي مشابهة تقريباً لتصاميم مدينة الزائرين على طريق بابل والتابعة للعتبة المقدسة؛ وقد تمّ اجراء بعض التغييرات على التصاميم من قبل مهندسين معمارين عراقيين ماهرين،، وقد أزيل بعض أجزاءها لإنشاء المساحات الخضراء وتوسعة أبنية أخرى مثل بعض القاعات والمسجد الخاص بالمدينة وإنشاء قاعة لإقامة الاحتفالات والأنشطة المتنوعة".
ويؤكّد إسماعيل انّ "نسب الإنجاز في المدينة عالية جداً وليس هنالك أي مشروع بالعراق ينفذ بهذه السرعة مع الاحتفاظ بالجودة والدقة في العمل ووفق أرقى المواصفات العالمية، وذلك بإشادة مختصين بالعمل من وزراء ومسؤولين ومعماريين"، لافتاً إلى انّ "مشروع المدينة على أعتاب الانتهاء منه ليبصر النور مع حلول شهر محرم الحرام القادم ليفتح أبوابه أمام زائري الإمام الحسين (عليه السلام)".
تقرير: صفاء السعدي
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- بالصور:حريق بمجمع تجاري في كربلاء والدفاع المدني يتدخل
- بالصور:الكشف عن مواطن سوري انتحل صفة طبيب في كربلاء
- كربلاء .. القبض على 22 مخالف من جنسيات أجنبية مختلفة