حجم النص
بقلم ابراهيم زيدان
نعم ، ماجاء في العنوان صحيح مائة في المائة وليس من قبيل التسريبات الاعلامية او دعاية انتخابية لرئيس الوزراء الذي اختار طريق النضال الى ولاية ثالثة شاءت ام ابت الكتل السياسية المعترضة ، فالمهم رضا الشعب حتى وان استنكرت المرجعيات الدينية او منظمات المجتمع المدني ، فالشعب هو الذي اوصله الى سدة الحكم مرتين ، وهاهي حادثة عبارة المطعم اللبناني التي وقعت مساء يوم الخميس الثامن والعشرين من شباط 2013 ترفع من رصيده الجماهيري بعد ان نقلت الفضائيات وعلى الهواء مباشرة مشاركته من دون طاقم حكومته في انقاذ بعض من نجوا على يديه ماان عادت لهم الروح حتى هتفوا ذلك الهتاف التاريخي ( بالروح بالدم .. نفديك يانوري ) ، وهو الهتاف ذاته الذي كانت تردده الجماهير مغلوبة على امرها فيثير الرعب في قلوب شاشة (تلفزيون العراق) الذي كان يفتتح باحد ادعية قائد المقابر الجماعية وبطل معركة الانفال ، فصار خطرا على المصالح الامريكية في (الخليج اليهودي) حتى وجدت امريكا ان الفرصة سانحة لتسويق دعايتها من اجل ارساء الحكم الديمقراطي وحماية حقوق الشيعة والسنة والاكراد ( التقسيم المطلوب للعراق منذ مؤتمر المعارضة العراقية في لندن ) للخلاص منه بعد ان صار مصدر ازعاج لعملائها في المنطقة لتكون ذريعة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل وهي الاكذوبة التي فضحها الامريكان انفسهم فيما بعد لغزو العراق واحتلاله وتدميره واذلال شعبه وتسليم مقاليد الامور لمن يحمي مصالحها ، وهذا ماحصل على ارض الواقع ، اعود الى مارأت عيناي ولم يقل لي احد اوكما يقولون باللهجة العراقية (شفت بعيني ومحد كلي) ، فقد كان رئيس الوزراء لوحده مع طاقم حمايته الذي طوق المكان يشارك في انقاذ المواطنين الذين انهارت بهم العوامة النهرية الملحقة بالمطعم وهي (قاعة للمناسبات عائمة على سطح الماء) ، كما نقل تقرير الاجهزة الامنية المختصة في حادث غرق الجزء العائم من المطعم المذكور والذي راح ضحيته ثمانية اشخاص ( أنها انتشلت جثث سبعة منهم وما زالت جثة الغريق الثامن مفقودة ( ربما عثروا عليها بعد ساعة اعداد هذا التقرير ) ، ويقول التقرير انه ( في الساعة (2100) اي في التاسعة من مساء يوم الخميس الموافق 28/ 2/ 2013 تم النداء من قبل السيطرة المركزية لمديرية النجدة والدوريات على مفارزنا المباشرة داخل النهر وتم انقاذ عدد كبير من الاشخاص من ذكور واناث الموجودين داخل القاعة وتم ايضاً انتشال خمس جثث لليوم ذاته رغم ان الوقت كان ليلاً وكانت الجهود مثمرة من قبل مفارز النجدة النهرية (والغواصين) وفرقة انقاذ الدفاع المدني التي شاركت في الانقاذ وكان البحث مستمرا من قبل الجميع ) ، وتم تقطيع الجزء العلوي من القاعة من قبل فريق انقاذ الدفاع المدني لمساعدة مفارز الغواصين من النجدة النهرية للدخول الى القاعة لكونها مغمورة كلياً بالماء ولوحظ ان الكراسي والطبلات واجهزة التبريد السقوف الثانوية عائقا لنا في سرعة اداء المهام ، وفي صباح اليوم التالي تم انتشال احدى الجثث وانتشال الجثة الثانية بعد الظهر ليصبح مجموع (الجثث) التي انتشلت فيما بعد (سبع جثث) .
وتمنيت لو ان بعض السياسيين الذي اثقلوا اسماعنا بالدفاع عن حقوق شعبهم في كل مناسبة لو شاركوا في انقاذ الضحايا ، بل فضلوا البقاء بعيدا عن مسرح الجريمة متفرجين بذريعة الخوف من ان تلقي القوات الامنية المنتشرة في المكان القبض عليهم بموجب المادة (4) ارهاب او بتهم الفساد واختلاس الاموال وتهريبها ، فقد ادركوا ان وسائل الاعلام في الايام الماضية كشفت عوراتهم يوم رفعوا راية الطائفية في هذه المحافظة وتلك داعين الى التقسيم مهددين بالزحف على بغداد وكأنها ليست عاصمة العراق التي يشاركون في حكومتها ، فالطائفية اليوم هي الوسيلة المناسبة لاشعال فتنة الحرب بين الاخوة في الوطن الواحد لاسمح الله ولكن الله سبحانه وتعالى اطفا نار حقدهم وطائفيتهم هذه ، وقد كانت ردود الافعال العظيمة للسادة وزراء السياحة والآثار ( الآثار تم تهريبها لامريكا وبعضها لاسرائيل ومع ذلك لدينا وزارة معنية بها ! ) والصحة ( والواقع الصحي لايزال سيئا بدليل اغلب العراقيين يسافرون خارج العراق لتلقي العلاج وفي مقدمتهم الوزراء انفسهم واعضاء البرلمان ) ، والداخلية التي اقدم وكيلها المبتلى ان يضحي بمنصبه من اجل هذا الشعب المهدد يوميا بالمفخخات والاحزمة الناسفة ، وامين بغداد وكالة الذي لم يهنأ بمنصبه الحكومي هذا حتى جاءت هذه الكارثة لتضعه في احراج امام ضميره ووو....ووو ، فقد تسببت وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات التي نقلت للشعب العراقي والعالم اجمع كارثة العبارة بالكثير من الاحراج للسادة المسؤولين الذين وجدوا الفرصة مناسبة جدا لان يعززوا ثقة الشعب بحكومتهم التي ينتقدها ويهاجمها الكثيرون .
وانا اشاهد الغيرة العراقية وهي تنتشل من نجا ومن غرق اندفعت لالقي بنفسي مع عناصر الضفادع البشرية واذا بي اشعر باختناق حتى كدت اموت غرقا فصرخت انقذوني ، واذا بيد حانية تنتشلني كانت يد رئيس الوزراء وهو يعلق ( يكفينا عثمان واحد في العراق اطفأ فتنة الاحتراب الطائفي ) في اشارة الى (الشهيد عثمان علي عبد الحافظ العبيدي الذي توفي غرقا يوم الاربعاء 318 من عام 2005 في فاجعة جسر الأئمة بعد ان انقذ ستة من زوار الامام موسى بن جعفر عليهما السلام سقطوا في نهر دجلة وكادوا ان يغرقوا ، فيما فشل في انقاذ الشخص السابع ، وكانت امرأة بدينة ، حيث التفت حولهما العباءة التي كانت ترتديها فقيدت حركتهما معا ليستقرا في قاع النهر ) ، ولتبق ياابراهيم مع اصحاب الضمائر الحية في هذا الوطن شاهدا على هذه الواقعة كي تدونها وتخبر بما رأيت ، واذا بزوجتي توقظني قائلة : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) شبيك يارجال ( مابك يارجل ؟ ) : اجبتها لعله كابوس من كوابيس العراق .. ورحت اروي لها مارأيت في منامي هذا ( الحمد لله على كل حال كدت اغرق لولا مشيئة الله التي جعلت رئيس الوزراء سببا في انقاذ حياتي ) ولعن الله منافقي السياسة من شياطين الانس الذين جعلوا حياتنا كابوسا .. اخيرا ياسياسيي العراق انا صحوت من كابوسكم فمتى تصحون على انفسكم وتتقون الله في عباده ؟