حجم النص
بقلم سامي جواد كاظم
من بين اهم المقومات التي تنهض بثقافة المجتمع المؤمن العقائدي هي توضيح المفاهيم التي يؤمن بها بشكل سليم والايمان لايؤدي غرضه ان لم تكن له ترجمة على ارض الواقع وهذه الترجمة تكون ادواتها تصرفات الذي يؤمن بعقيدة ما .
ومن اهم العقائد التي تشغل الافكار والمدارس الحديثة هي فكرة المهدي المنتظر وما يتعلق بها من تفرعات روحية وعلمية ومعرفية جعلت التفسيرات تختلف حسب طبيعة شكل الاعتقاد بالمهدي المنتظر ونحن ناخذ احد هذه الزوايا التي فيها مشتركات مع الغير لغرض تسليط الضوء على ابعادها ،حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية هذا الحديث بنصه ومثله مع اختلاف يسير في الالفاظ وليس في المعنى موجود في اغلب مصادر الفرق الاسلامية واهمها الامامية ومخالفي الامامية ، ومقالنا هذا موجه للامامية .
كيف تعرف امامك ؟ من الخطا ان تكون معرفة الامام هي الاسم واللقب والمولد وما الى ذلك ما يتعلق بتفاصيل حياة الامام فهذا المفهوم الخاطئ لا يجعل الوهابية تختلف معنا بل انها لا تعادينا اذا اتفقنا على ان معرفة الامام هي معرفة الاسم فقط ، فالمعرفة الحقيقة والتي يحث عليها علماؤنا فيها مفاهيم والتزامات تؤرق كل من يخشى ظهور الامام .
معرفة الامام هو معرفة ما يطلب منا الامام وما ينهانا عنه وهذا الامر كان سهل ميسور في زمن الائمة المعصومين الا انه اصبح بشكل او باخر فيه نوع من المعرقلات بالرغم من ان الطريق واضح لمعرفة الامام طالما ان الامام الغائب دلنا على الطريق من خلال اتباع العلماء الذين يتمسكون بفقه اهل البيت ولا يحيدون قيد انملة عن طريقهم لانهم حجة الامام علينا ومن هذا المنطلق فان اصدق مصاديق التعبير على معرفة الامام هو التمسك بالعالم الجامع للشرائط ومن هذا المنطلق نجد المخالفين واعداء الدين يحاربون العلماء بغية قطع الاتصال مع الامام حتى لا تترسخ في قلوبنا المعرفة الحقة للامام .
فمحاربة العلماء تارة تكون باغتيالهم او تشريدهم وتارة دس بينهم من يدعي العلمية او حتى القرابة مع الامام الحجة وهؤلاء اما انهم جهلة او ممن باع دينه وعلمه لدنيا غيره .
فالمعرفة ليست هي معرفة الهوية كما يعتقد عبد الله بن عمر هذا اذا كان يجهل او يتجاهل فقد ذكر المعتزلي ابن ابي الحديد بخصوص حديث« مَن مات ولا إمامَ له، مات ميتةً جاهليّة » إنّ ابن عمر ذهب ليلةً إلى الحجّاج بن يوسف الثقفي ليُبايعه على خلافة عبدالملك بن مروان، إذ كان الحجّاج عاملَ عبدالملك على العراق؛ وذلك لأن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « مَن مات ولا إمامَ له. مات مِيتةً جاهليّة »، إلاّ أنّ الحجّاج أراد أن يُحقّر عبدالله بن عمر، فمَدّ رِجلَه مِن تحت الفراش بدلاً من يده وقال له: خُذْ رِجلي بيديك للبيعة وهكذا استهزأ ببيعة ابن عمر.
وفي بعض الأخبار استخفّ به الحجّاج وذكّره بامتناعه عن بيعة الإمام عليّ عليه السلام، ما الذي صرفه عنها حتّى أفاق على بيعة عبدالملك!
فمثل هكذا اشخاص يعتقدون البيعة هي حركة يد وقول كلمات فقط بالرغم من انهم اعلنوا البيعة ضمنا من خلال التصرف وفق ما يشتهيه الظالم وان لم يبايع فانه ترجم معرفة من جعله اماما له من خلال تصرفاته هذه ، بينما نجد ان البعض ممن يخالف الظلمة يصعب عليه ان يعطي البيعة للظالم لان ذلك يترتب عليه امور لهذا يحدثنا التاريخ عن كثيرين ممن استشهدوا بسبب عدم بيعتهم للظلمة فلو كانت مجرد كلمات لقالوها وسلموا من القتل ، فالبيعة الحقيقة من غير تاثيرات خارجية هي الوجه الاخر لمعرفة الامام
فالامامي الذي يريد ان يعرف امامه ما عليه الا ان يلتزم بالمفاهيم والاحكام الشرعية التي يامرنا بها الشارع المقدس جتى يكون اصدق مثال لترجمة معرفة الامام على ارض الواقع ، ومن هذا المنطلق فلزاما علينا ان لا نكتفي بترديد اسم الامام صاحب العصر والزمان فقط بل بترجمة كل ما يدخل السرور الى قلبه من الاعمال والاقوال الشرعية
أقرأ ايضاً
- ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا حكومة السوداني
- حماس تسقط آوريم.. ماذا تعرف عن الوحدة 8200
- هكذا قال المسؤول السابق !!