- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رضوا بالذلة والحسين لا يخشى السِلة
حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
هنالك مواقف تفصح عن ابعاد لعل البعض غافلا عنها ولكننا نود ان نشير اليها مع ابراز خفاياها ، وحديث عاشوراء يعني الحديث عن الحسين عليه السلام ونهضته ، ومن بين اهم المواقف التي تشترك كلها بمفهوم واحد بالرغم من اختلاف توجهات اطراف هذه المواقف .
اجتهد فاخطأ ، وفرق الجماعة ، وقاد نفسه الى التهلكة ، ولم يلتزم بنصيحة من نصحوه ، كل هذه الاعتبارات تعني ذلة الانسان والاقرار على طغيان حفيد ابن سفيان ، من المعلوم للمطلع اللبيب على وقائع النهضة الحسينية ان البعض ممن التقوا الحسين عليه السلام حال خروجه من مكة الى الكوفة قد نصحوه !!! بعدم الخروج ومنهم مثلا عبد الله بن عمر والذي يعتبر حديثه ادانة من العيار الثقيل له وليزيد ومن جملة ما قاله ابن عمر للحسين عليه السلام انه سمع رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول : ""حسين مقتول فلئن خذلوه ولم ينصروه ليخذلنهم الله الى يوم القيامة "" وانا اشير عليك ان تدخل في الصلح ما دخل به الناس ....الى اخر الحديث ، الا يعتبر هذا الكلام في قمة الاستهتار بالقيم السماوية والانسانية ؟ وهو في نفس الوقت يقر بان يزيد ظالم وإلا لدافع عن يزيد لا ان يقول له ان قاتلك سيخذله الله الى يوم القيامة بل حتى الذي لا ينصرك ، والخطاب الرسالي لمن موجه ؟ اي خطاب الرسول ، موجه الى كل من سمع بواعية الحسين ولم ينصره وهو نفس الكلام الذي كرره الامام الحسين لكل من التقاه ولم ينصره فنصحه بان لا يسمع واعيته .
واما ابو محمد الواقدي وزرارة بن خلج فانهما نصحا الحسين بان لا يعتمد على اهل الكوفة ، وهذا يعني انهما لم يدافعا عن يزيد اي انهما لم ينهيا الحسين من الخروج على يزيد لانه حاكم عادل .واما حديث الفرزدق مع الحسين وهذا محل نقاش ولنا مقال بخصوصه فهذا الاخر لم ينهي الحسين من الخروج باعتبار عدالة يزيد بل التشكيك باهل الكوفة .عبدالله بن عمرو بن العاص هذا الاخر يوبخ الفرزدق لم لم يلحق بالحسين ولا اعلم لم هو لم يلحق بالحسين ؟
بشر بن غالب الاسدي هذا الاخر عندما التقى الحسين في منطقة ذات عرق ساله عن تفسير اية ولم يقل له ان يزيد على حق ، عبد الله بن مطيع العدوي هذا الاخر ينصح الحسين بعدم الخروج ولم يقل له لماذا تخرج على امام زمانك ؟، وعند لقائه بعمرو بن لوذان وهو شيخ من بني عكرمة في بطن العقبة وبعد ما دار بينهما الحديث هو الاخر نصحه بعدم مقاتلة يزيد ولم يقل له بانك ظالم ليزيد ولا يجوز ان تخرج على امام زمانك ،وجعفر بن سليمان الضبعي هو الاخر له نفس موقف شيخ عكرمة ، وهذا عبيد الله بن الحر الجعفي الذي هو عبد لمعاوية لما التقى الحسين واعتذر عن نصرته ولم يقل له لم تقاتل امير المؤمنين وخليفة المسلمين يزيد ؟
واما قادة جيش يزيد فهم لايختلف موقفهم عن من نصحوا الحسين واولهم الحر فعندما التقى بالحسين عليه السلام لم يقل له بانك خرجت على ولي امرك وان يزيد عادل اي انه لم يدافع عن يزيد ،وحتى سفراء الحسين عليه السلام الذين قبض عليهم ابن زياد طلب منهم شتم الحسين وليس مدح يزيد .
وعمر بن سعد قائد جيش يزيد لم يدافع عن يزيد فعندما التقى الحسين لاول مرة لم يدافع عن يزيد بل تشبث بفتات الدنيا التي واعده عليها عبيد الله بن زياد ،وبعد ذلك التقى عدة مرات ابن سعد بالحسين ولم يدافع ولو لمرة واحدة عن يزيد .
الى اي مدى وصلت اليه الذلة في نفوس هؤلاء ؟ والى اي مدى وصلت الذلة لمن يبرر مواقف يزيد في عصرنا هذا ؟ والى اي متى وصلت الذلة في نفوس من قال واقتنع بمقولة اجتهد فاخطأ ؟ والى اي مدى وصلت الذلة في نفوس من ادعى ان الحسين رمى بنفسه في التهلكة ؟
كل هذه المواقف الا تدحرها مقولة الحسين العظيمة هيهات منا الذلة ؟ بعد كل هذا من قتل الحسين عليه السلام ؟