- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الوهابيون الصهاينة واردوغان دعائم اركان الفتنة الطائفية في بغداد ودمشق
حجم النص
د.طالب الصراف
ان تشكيلة البرلمان العراقي الحالي بطريقة جعلته برلماناً معلقا لم تأتي محض انتخابات ديمقراطية او صدفة عابرة وانما حبكتها عقول مخابرات اجنبية واموال سعودية وهابية, وذلك من اجل ان يغرق العراق ويستديم في مشاكل ودوامة دائمة من الاقتتال والارهاب. وبالاضافة الى هذه العقول والاموال استخدم الاعلام الماردوخي الصهيوني الوهابي لزرع الازمات والفتن والضغائن الدفينة واشعال الثوائر والعداوات بين ابناء الشعب العربي المسلم. وفعلا استنفرت وسائل الاعلام الرخيصة كل طاقاتها ليسوم العملاء واسيادهم الشعب العراقي بما شاءوا من ارهاب وحروب نفسية شعاراتها عصبية جاهلية, وطائفية وهابية تكفيرية, ولم تسلم منها بقية الشعوب العربية الاسلامية واخرها ايقاد واشعال الفتنة الدموية في سوريا التي حشدت لها الوهابية كل مجرمي العالم خدمة للصهيونية, ولقتل ابناء الشعب السوري وجيشه غيلة, واغتيال روح المقاومة باضعاف الجيش السوري وقيادته. ومن اجل تفعيل شعارات الوهابيين الخوارج وتطبيقها عمليا في العراق استخدم المتأمرون عصابات اجرامية يقودها طارق الهاشمي وصبيان في القائمة العراقية اصبحت وظيفتهم مكشوفة للشعب العراقي, كما استخدموا عملائهم في سوريا وجمع المرتزقة من كل انحاء العالم لاثارة الفوضى وانهاك الجيش السوري من اجل الحفاظ على الكيان الصهيوني واضعاف حكومة الممانعة الرافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني. والدليل على على تدخل الاموال السعودية والمخابرات الامريكية في العراق هو حصول عدد مارق من الصداميين والوهابيين على عضوية البرلمان العراقي بطرق مفبركة وغير شرعية سنة 2010 نتيجة انتخابات مزيفة اعترض عليها حتى رئيس الوزراء نوري المالكي في حينها, وقبل التصديق على النتائج الانتخابية رغم توقعه بفوز المكون الذي ينتمي اليه حيث كانت استطلاعات الرأي العام تشير الى فوز كاسح للمكون الذي ينتمي اليه السيد المالكي. وكان هذا التزييف واضحا وخاصة في ايام الانتخابات واثناء فرز الاصوات حين قفزت القائمة العراقية-السعودية من المرتبة الثالثة الى الاولى بقدرة الشيطان الاكبر, الا ان جريمة فضيحة التزييف هذه انكشفت بسرعة وقد ذكرت ذلك الكثير من وسائل الاعلام العالمية ,ومن بينها صحيفة الكاردين البريطانية تحت عنوان“Iraqi elections hit with claims of fraud by opposing parties” ان الانتخابات العامة العراقية تعرضت الى دعوات تزييف من قبل احزاب المعارضة - أي قامت بها القلة التي تمثلها القائمة العراقية- وذلك بتأريخ 16-03-2010 وقد ذكرت الصحيفة ان المالكي كان يتقدم على منافسيه بنسبة 80% اعتمادا على بعض المصادر, وقد تعرضت ايضا صحيفة الواشطن بوست الامريكية الى تزييف الانتخابات بشكل مفصل في 17-3-2010 تحت عنوان ( المالكي يتهم الهيئة المشرفة على الانتخابات العراقية بالتلاعب بنتائجها) Nouri al-Maliki accuses Iraqi election panel of manipulating results) ,وذكرت ان هنالك مئات من صناديق الانتخابات حدثت فيها عمليات التزييف من اجل ان يقل الفارق بين قائمة المالكي المتقدمة لاضعاف سلطة الاكثرية, ولهذا ابقت منظمات قوى الاحتلال في حينها النتائج المزيفة كما هي لجعل العراق يركس في مشاكل داخلية تسهل للمحتل والوهابية الصهيونية تنفيذ مخططاتها. وهنا يتساءل المراقب كيف تغيرت النسبة بين عشية وضحاها الى صالح القلة الضئيلة التي تمثلها القائمة العراقية ؟ وقد اشارت الصحف الى ان هنالك تأخر زمني في اعلان النتائج !؟ ثم استطاعت القائمة العراقية(الوهابية) المنشئ باللحاق المارثوني بعد استخدام جرعات من المنشطات المحرمة التي تساعد المتسابق في الفوز على منافسه الطبيعي, وقد اعترض السيد المالكي على الانتخابات ولكن دون جدوى فقد "سبق السيف العذل". ثم ذكر الكاتب كارلايل مرفي في صحيفة The National بان "السعودية تقوم بدعم علاوي على حساب المالكي من اجل فوز السنة العرب ولاعادة اعضاء البعث الصدامي لدفة الحكم".
وهنا يتساءل المرء كيف يتحالف السيد البرزاني مع حلفاء صدام امثال طارق الهاشمي واياد علاوي ويترك الحلفاء الحقيقيين للاكراد كما يذكر الاكراد دائما بادبياتهم بان الشيعة وقفوا معهم اثناء الحرب على الاكراد؟ ويبدو انه كما يقول بعض مفكري السياسة في الغرب:" لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم وانما هنالك مصالح." ويبدو ان السياسي حين لا تكون له عقيدة ولا مقدسات حقيقية فهو كاذب اينما كان وفي أي بلد يتواجد فيه واصبح يركض وراء مصلحته وغايات حزبه. ثم لاننسى ان المال السعودي الذي استطاع ان يزييف الانتخابات السابقة ستكون امامه فرصة سانحة في التلاعب بنتائج الانتخابات اسهل من سابقتها, وذلك لوجود خدمات متردية في المناطق التي تمثل الاكثرية, وكذلك لما تمر به المنطقة من ارهاصات يمكن استغلالها لتنفيذ الاجندات والمشاريع التآمرية السعودية الاردوغانية القطرية الصهيونية, وفوق كل هذا وذاك فان موقع السيد المالكي كرئيس للوزراء مستهدفا لا لانه يمثل شخص المالكي بل لكونه يمثل الشخصية المعنوية للاكثرية الشيعية في العراق, وقد قال السيد البرزاني ان لا توجد مشكلة شخصية بينه وبين السيد المالكي كما ذكر موقع السومرية قوله:" في بعض الاحيان يجري الحديث عن الازمة وكأن الامر مشكلة شخصية بيني وبين رئيس الحكومة نوري المالكي - دون (السيد نوري) من باب اللياقة الدبلوماسية-والحقيقة ان لامشكلة شخصية لي معه...." نعم اعترف الرجل بان ليس هناك مشكلة شخصية له مع المالكي كما ذكرنا ولكن مشكلته مع ثبات وترسيخ موقع الشيعة السياسي الذي فرضه الدستور, فقد اصبح مشكلة له وللسعودية والاوردوغانية الطائفية ومن يدور في فلكهم. اما وصف البرزاني للسيد المالكي بالدكتاتورية والاستبداد فانه لايزال في منتصف الدورة الانتخابية الثانية أي في حدود ست سنوات فلم يستبد بالحكم عشرات السنين بالتوارث العشائري كما هو في اربيل ومحميات الخليج الفارسي كالسعودية واتباعها عن طريق نظام عشائري جاهلي متخلف, والانتخابات هي التي تقرر مصير السيد المالكي وليس العصبية القبلية والاوتوقراطية والاستبداد, هذه المفاهيم التي حاربها الاسلام وبادت في اوربا ورميت في مزابل التأريخ منذ القرن الخامس عشر, وعجلت التأريخ لا ولم ترجع الى الوراء, ولم يسمح ان تتكر عمليات التزييف الانتخابية لسنة 2010 ليصبح البرلمان العراقي اجندة امريكية وبدعة وهابية.
ومن هنا ارتأت بعض شخصيات الاكثرية الواعية كالسيد عمار الحكيم والسيد المالكي رئيس الوزراء بان الحل الناجع لحفظ مصالح العراق شعبا وارضا هو تبني النموذج الديمقراطي العالمي في الحكم والمعروف بالاكثرية السياسية , ويقوم هذا النموذج ايضا باسقاط البرنامج الذي تبنته اموال سعودية ومخابرات صهيونية, هذا البرنامج الغوغائي الذي لايحمل بين طياته الا الفاظا وشعارات ليست لها مصاديق ولا نماذج في بلدان اخرى كشعار (العملية السياسية) و(المحاصصة) و(المشاركة). وذلك باختيار النهج الديمقراطي العالمي المتحضر الذي تسير عليه برلمانات الدول الديمقراطية المتقدمة والمعروف (بالاكثرية والاقلية السياسية) أي الاحزاب الحاكمة والاحزاب المعارضة, وليس على نهج السعودية الوهابية التي تفرخ الارهاب وتقمع الحريات, وتزج بالسجون كل مواطن ينادي بالاصلاح وبعض التطبيقات الديمقراطية. هذه العائلة السعودية حاولت ولاتزال تحاول على الاستحواذ واستملاك قرارت البرلمان العراقي عن طريق عملائها في البرلمان من اجل مطامع وطموحات اقتصادية وهيمنة طائفية اصبحت معروفة وواضحة لدى ابناء الشعب العراقي. الا فالحذر الحذر من البيت السعودي الوهابي فانه منبع نيران العصبية واحقاد الجاهلية المشركة بالله ووحدانيته, لذا توجب على قادة العملية السياسية في العراق بالرجوع الى التجارب العالمية الناجحة التي تحدد مسئوليات رئيس الوزراء الذي ياتي عن طريق انتخابات برلمانية فعندها يعني يمكن السير على طريق تلك المناهج والتطبيقات الناجحة من اجل المصالح العامة, وذلك بتقديم حكومة قوية تستطيع تحقيق المصالح الشعببة التي وعدتهم بها تلك الاحزاب قبل فوزها في الانتخابات, وهذا لايتم الا بتشكيل حكومة قوية بزعامة رئيس وزراء ناجح له القدرة في صنع القرارdecision maker ومحاسبته من قبل حزبه اثناء فترة الحكم المنوطة به, فيصبح حينها خالدا في التأريخ بسبب تلك القرارت الناجحة كما خلدت السيدة تشارجر رئيسة وزراء بريطانية سابقا لمدة ثلاث دورات انتخابية, وخاصة فيما قدمته من خدمات داخلية كالخصخصة وبيع دور الحكومة للمواطنين وموقفها اتجاه قضية جزر فولكلاند, فكانت هذه بعض الاسباب لانتخابها اكثر من مرة, اما اليوم فان الحكومة البريطانية تعاني من مشكلة (البرلمان المعلق) Hung Parliament أي ان حزب رئيس الوزراء لن يشكل الاغلبية المطلقة فاحتاج الى التحالف مع حزب اخر (اللبرالي الديمقراطي ), وهذا جعل الكثير من المحللين السياسين يعتبرون ان حالة البرلمان المعلق هي حالة تخريبية ومعطلة لقرارات رئيس الوزراء رغم ان المواطن البريطاني لايشعر بذلك لان الدول المتقدمة المتحضرة هي دول مؤسسات, فلا يمكن للحكومات المنتخبة حديثا المساس بالمشاريع الناجحة التي خلفتها لها الحكومات السابقة. فما بالك بحكومة فتية جاءت للعراق بعد نظام دكتاتوري تعسفي واحتلال بغيض ترك خلفه اجندة تخريبية للبنية الاجتماعية والتحتية, وخلف بعده عملاء اصبح شغلهم الشاغل اطاعة اردوغان وامراء ال سعود ولا يهم اغلبهم حتى لو تهدم العراق واحرق لان وظيفتهم التي تعاقدوا عليها تتطلب منهم تخريب وتدمير العراق ارضا وشعبا, ومن هنا جاءت اعتراضاتهم على قانون البنى التحتية وبقية القوانيين التي تنهض بالمصالح العامة للاكثرية من ابناء الشعب العراقي.
ان الادلة التي يكشفها اعلام الدول الغربية بتورط الوهابية وحاضنتها العائلة السعودية بالارهاب والقتل والتدمير بالتعاون مع العثمانيين الجدد اصبحت واضوحة جلية, وذلك بتورط عملاء الوهابية الصهيونية في تخريب البلدان العربية الاسلامية وقتل ابنائها حتي في هذا الشهر الفضيل, شهر الحج الذي يطوف قيه المسلمون حول بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيهم محمد وقبور ال بيته (ص). ولا يخفى عن كل متابع للسياسة السعودية بانها هي السبب في اشعال الفتنة في سوريا والعراق وتونس واليمن والبحرين وانها هي الممولة الاولى للارهاب في العالم. ان ادلة الاعلام الغربي كثيرة على برهنة تورط ال سعود بالجرائم التي تحدث في سوريا والعراق يوميا والتي لاتستهدف الا قتل الابرياء وذلك بتجهيز عملائها بكل وسائل القتل والتخريب بالاضافة لدفع المال وشراء الضمائر الفاسدة, وقد اشارت وسائل الاعلام العالمية باسهاب عن جرائم السعودية وقطر واردوغان فقد ذكر موقع بي بي سي B.B.C البريطاني في 8-10-2012 بان الصوارخ والاسلحة على مختلف انواعها التي دخلت مدينة حلب, والتي تمّت معرفتها وكشف مواقع حفظها وتخزينها في جوامع حلب كانت صناديقها وحاوياتها تحمل عنوان منشئها تحت اسم شركة (دستان) المختصة في صناعة الاسلحة والصواريخ في يوكرينيا, وقد قامت السعودية باستيرادها الا ان اتجاه ناقلاتها تحولت حسب توجيهات السعودية الى سوريا, والبعض منها وصل الى جوامع حلب (ليؤدي فريضة الصلاة ومناسك الحج) في سفك دماء المسلمين بدلا من حفظها وحفظ اعراضهم التي هتكت في تركيا والاردن من قبل الاسلام الوهابي الامريكاني كما يسميه حسن البنا, ولكن عقاب الله سبحانه شديد كما جاء في قوله:" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما." فما بالك بسفك دم المئات من المسلمين يوميا بسبب العائلة السعودية واردوغان العثماني.
ان المبادرة التقدمية والمتحضرة التي تقدم بها السيد عمار الحكيم في دعم فكرة الاغلبية السياسية تعزز موقع وقوة وواجبات رئيس الوزراء الذي اتى به نظام الديمقراطية البرلمانية - الى حد ما- وتصبح صلاحياته واضحة لا لبس فيها كما يعرف في بعض الدول الاوربية بل ربما تركيا ايضا رغم طائفية اردوغان, فلماذا يراد بالعراق غير ذلك؟ ولماذا تسرق وتصادر الصلاحيات الطبيعية والمتعارف عليها في النظم الديمقراطية من رئيس وزراء العراق؟ ومن هنا توجب على كل من له ذرة من القيم السماوية ان يسعى الى تأييد حكومة عراقية قوية تعتمد القانون والقيم والاخلاق وتحارب الفساد الاداري والمالي, والذي اصبح ظاهرة واضحة متفشية بين الكثير من اعضاء البرلمان والقائمين على العملية السياسية,وكذلك رموز الكتل الذين اصبح حديث الشعب العراقي عن ثرائهم المفرط يثار على المنابر وفي المحافل العامة. لذا اصبح تأييد صلاحيات رئيس الوزراء واجبا وطنيا واخلاقيا وانسانيا على ابناء الشعب العراقي الشرفاء لكي يمارس رئيس الوزراء سلطته الحقيقية التي خولها ومنحها الشعب له, وللحفاظ ايضا على الديمقراطية الفتية وعدم السماح باغتيالها. ويمكن ان نأخذ بعض الدول المتحضرة كامثلة لسلطة رئيس الوزراء الذي جاء عن طريق انتخابات برلمانية ومنها كندا حيث ان رئيس الوزراء الكندي يمارس سلطته في: 1- تشكيل مجلس الوزراء دون تدخل الاحزاب الاخرى 2- لاتصدر الاوامر والقرارات الا بتصديقه عليها 3-هو الذي يصدر امر تعيين اعضاء المحكمة العليا بعد عرضها على مجلس الوزراء 4- استدعاء مجلس البرلمان وكذلك حله بامر من رئيس الوزراء 5- يدعو الحزب الذي جاء به من اجل اختيار وتشكيل الحكومة 6-مسئول عن تعيين سفراء بلاده واستقبال السفراء الاجانب وهنالك صلاحيات كثيرة انيطت برئيس مجلس الوزراء الكندي... اما في بريطانيا فان رئيس وزرائها يتمتع بصلاحيات كثيرة نذكر البعض منها: 1- هو الذي يقرر سياسة الحكومة البريطانية 2- هو الذي يتبنى سياسات الحكومة البريطانية وعلاقاتها 3- هو المسئول عن صياغة وتنفيذ سياسة الحكومة 4- هو الذي يقرر شرعية المعايير التي تمثل سياسة الحكومة ويصادق عليها 5- هو المسئول عن التطبيقات الضرائبية ومجالات الصرف على الخدمات العامة 6- هو الذي يقوم باختيار الوزراء 7- هو المسئول عن اعلان الحرب والتسليح وكذلك هو الذي يعين ستراتيجية الحرب اذا كان البلد متورط اصلا في حرب, وهو المخول عن حالة الطوارئ 8- هو من يقوم بتعيين مدراء الاقسام في الوزارات وكذلك اعضاء هيئة وزارة الدفاع وخدمة الامن وله الحق في تعيين مستشارين باي عدد, وغيرها من الصلاحيات التي انيطت برئيس الوزراء البريطاني كمسئول اول بتلك الدولة.
واذا كانت صلاحيات رئيس الوزراء في الدول المتحضرة بهذه الوسعة والقوة في صنع القرار فما هو الحال بالنسبة الى مكانة وصلاحيات وقدرة رئيس وزراء العراق في صنع القرار؟ الجواب: كلما اراد رئيس وزراء العراق السيد المالكي ان يشرع بتنفيذ مشروع او يخطو خطوة بل يتساءل احيانا عن قضية غير قانونية ارتفعت عليه السكاكين والاصوات المأجورة والرخيصة تنهشه من كل مكان, حتى انه يصبح في حيرة وورطة تكلفه ثمنا باهضا نتيجة لمحاولته ممارسة بعض صلاحياته الدستورية والمتعارف عليها بالقوانين الدولية كصلاحيات لرئيس الوزراء, واخيرها مشروع البنية التحتية الذي انتفض عليه ليس المعارضون - لانه لاتوجد معارضة في البرلمان العراقي بل محاصصة ونهب- وانما المنتفعون حتى النخاع من الحالة القائمة امثال اعضاء القائمة الغير(عراقية) وبعض اعضاء التحالف الكردستاني بل حتى بعض الافراد من كتلة الاغلبية الذين يشار اليهم بالفساد لارضيتهم التأريخية المشكوك فيها, وكذلك هنالك التناقض في بعض التصريحات من قبل البعض الذي ينتمي الى كتلة الاغلبية لانه لاتهمه مصلحة الشعب العراقي, ولكن الذي يهمه المصلحة الشخصية الضيقة بالاضافة لمن تسيرهم وتستخدمهم العائلة السعودية, ولابد هنا الى الاشارة الى ما اشار اليه نصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية عند مقابلته على احدى القنوات المرئية في مناقشة وسؤال متعلق بالبرلمان اذ قال:" لم يصوت البرلمان العراقي ابدا على مشروع يهم الشعب وهو قادر على ذلك..." . ومن هنا اصبح من الواجب على كل مواطن واعلامي شريف ان يقف مع كل خطوة تخدم المواطن العراقي والدفاع عن صلاحيات رئاسة الوزراء التي ذكرناها اعلاه في الدول المتحضرة, وبهذا يمكن ايقاف غدة سرطان البرلمان العراقي وهرجه ومرجه الذي صنعت الكثير من مكوناته المخابرات الاجنبية والاموال السعودية من اجل تعطيل كل ما ينفع الشعب العراقي ومصالحه العليا. وهل يعرف المسئولون السياسيون بان رئيس البرلمان ليس له أية سلطة باستثناء تنظيم جلسات البرلمان وتوزيع ادوار المتحدثين!؟ بل حتى رئيس الجمهورية العراقية لاتتجاوز سلطاته وصلاحياته اكثر من سلطات تشريفيه واستشارية كما هو الحال لرئيس تركيا وملكة وبريطانيا.
ان الاصرار على اضعاف موقع الاكثرية العراقية المتمثل برئاسة الوزراء من قبل فلول القائمة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني وزعامته بالذات اصبح يجلب انتباه كل مواطن عراقي, بل حتى الاكراد انفسهم اذ شعر بعضهم بالاستغراب من تجاوزات السيد مسعود البرزاني, والذي انكب على استهداف مكانة ومنصب رئيس الوزراء العراقي واصبح شغله الشاغل منذ تولي السيد الدكتور ابراهيم الجعفري الى هذه الساعة. وان الذي يثير الاستغراب ان السيد البرزاني قد هجر كل شعاراته التي كان يغري بها الشعب الكردي كاقامة وطن مستقل للاكراد (كردستان الكبرى) ومن قبله كردستان العراق ضمن مناطقهم المعروفة , و تكوين دولة مستقلة للاكراد لافدرالية ولا كونفدرالية, والحقيقة هنالك الكثير من ابناء الشعب العراقي لايمانعون في ذلك شريطة ان يصوت كافة اكراد العراق على ذلك, الا ان السيد البرزاني بين عشية وضحاها هجر وتخلى بدرجة 180 عن شعاراته التي كان ينادي بها ومن بينها احلامه في كردستان الكبرى التي تحولت الى كردستان الصغرى يوم زيارته لاردوغان وتحالفه معه بل انه اليوم اقتنع بالبقاء كزعيم ضمن العراق واعطاء ظهره لحزب العمال الكردستاني في تركيا وعدم الدفاع عن زعيمه عبد الله اوجلان. واذا سأل سائل عن الضجة التي افتعلتها الاصوات الدكتاتورية المكممة للافواه والتي لا تؤمن بحرية التعبير بل بعبودية الاشخاص واخذت بالهوس والتصعيد وبالتهديد بالحرب التي اناخت بكلاكلها واوزارها, وذلك بسبب تصريحات ياسين مجيد بان السيد البرزاني (خطر حقيقي على اقتصاد العراق وامنه القومي) وهل يحتاج هذا التصريح الذي يمكن تصنيفه من باب حرية التعبير ووجهة نظر الى هذه الزوبعة, وايهما اخطر على البرزاني وحزبه: اخروج (كتلة التغيير) وتصريحات اعضائها ام التصريح المذكور؟ فلم نسمع لذلك الانشقاق مثل هذا التوتر والتصريحات المأزومة كما حدث من ردود فعل لاذوق ولا طعم لها.وكم من انصار البرزاني يكيلون السب والقذف واستخدام الالفاظ الطائفية والعنصرية ولغة التهديد والحرب من اجل السلب والنهب والابتزاز. فلو ناقشنا تصريحات السيد ياسين مجيد وخطورة الجانب الاقتصادي والامن القومي, فلا يوجد فيهما ما يغيض انصار البرزاني, فبالنسبة للاقتصاد فقد اعلن وصرح السيد رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه بان البرزاني يبيع نفط العراق ويستحوذ على وارداته وكذلك على ضرائب الكمارك وغيرها من الموارد التي تقع تحت يده, واما الجانب الامني فالبرزاني استخف به واهان السلطة المركزية وتجاوزها لاكثر من مرة, فهو الذي سمح مؤخرا لوزير خارجية تركيا ان تدنس قدماه ارض العراق, وهو الذي جعل من شمال العراق ميدانا لتدريب الوهابيين الخوارج واعداء التشيع وارسالهم لسوريا, وهو الذي استضاف المجرمين والسراق امثال طارق الهاشمي. ولا ننسى هنا جنوح تصريحات السيد مسعود البرزاني التي حيرت كل من يدعي في العلم معرفة, وسنذكر قسما منها في سياق الحديث. والسيد البرزاني يسعى الى تسليح اربيل باحدث الاسلحة واكثرها فتكا بواسطة شركات منها صهيونية وقد ذكرت هذا الخبر حتى الصحف الكردية بالحرف والصورة, وكان ذلك دون الاخذ برأي الحكومة المركزية. والسيد البرزاني يعقد الاتفاق مع شركات لتنقيب النفط واخرى لبيعه متجاوزا الحكومة المركزية. ثم يقول السيد البرزاني انه لايستهدف شخص السيد المالكي اذ يقول : "ليس بيني وبين المالكي عداوة شخصية..." فاذن لماذا يحاول اضعاف مركز وموقع رئيس وزراء الحكومة المركزية؟ فهل لان هذا المنصب اصبح يخص الاكثرية العراقية (الشيعة)؟ اوالخوف من ان تكون لهم حكومة قوية محترمة بين دول العالم حكومة يمكن ان تعيد البنية التحتية وايقاف المحاصصة والفساد, او ان هذا المنصب سيضر بالقائمين على الفساد وبمصلحة بطانتهم مهما كانوا عربا ام اكرادا شيعة ام سنة ام غير هذا وذاك؟ ولماذا لايحتج السيد البرزاني ومن يدافع عنه على تصريحات وسائل اعلام كردية تقارن البرزاني وعائلته بصدام وعائلته؟ وذلك لكثرة الفساد في اربيل كما تعتقد صحيفة (صوت كردستان) اذ كتبت في 18-10-2012 تحت هذا العنوان:"صدام التكريتي, عدي التكريتي, قصي التكريتي, علي كيمياوي التكريتي..البرزاني مسعود,البرزاني مسرور, البرزاني نيجير, البرزاني الخ ......ما ينقص هو فقط الا ساجدة خير الله طلفاح"... ويبدو ان هذا الواقع كان هو السبب في تمزق الكرد في الوقت الحاضر وخروج قيادات من التحالف الكردستاني وتشكيل كتلة سياسية جديدة (كالتغيير) وغيرها, ونتيجة لسياسة السيد البرزاني مع اردوغان تلقى الاول ضربات موجعة من النقد والانقسامات لهذه المواقف الانتهازية التي اعتبرها الاكراد خيانة وغدرا باكراد تركيا. وأي رمز هذا الذي يريد ان يحاكي رموز العائلة السعودية والخليجية؟ وقد كتبت الصحف الامريكية عن ذلك الفساد كما جاء في مجلة Commentary Magazine الامريكية في 15-05-2012 وكذلك في صحيفة Kurdistan Tribune في 14-05-2012, اذ تحدثت عن فساد ابناء البرزاني وهدر ملايين الدولارات في لعب القمار بدول الخليج, وشراء القصور والبيوت الكبيرة في امريكا, وهدر خزينة الشعب بسرقة 600 مليون دولار من قبل ابن اخ البرزاني لشراء شركة كورك للاتصالات والتي حصلت في الاسبوع الماضي على عقد اتصالات شبكة النجف للموبايل!؟ فما هو ذنب المالكي مما تنشره الصحافة المحلية والعالمية عن هذا الفساد؟ وهل ان تصريحات ياسين مجيد هي اهم واخطر مما ذكرته وسائل الاعلام؟ او انه لايحق للشيعي ان يعبر عن رأيه كما كان في عهد صدام ؟ وكذلك لا ننسى اتهامات السيد البرزاني نفسه لرئاسة السلطة المركزية ووصفها بالدكتاتورية عدة مرات! والسخرية منها بوصفه لها (بالثلة في بغداد) او(شخص يقود جيش مليوني) وما الخطأ في ذلك وكتلته تمثل اكثر من 25 مليون من الشعب العراقي, ولكنها لن تحصل على تمثيل حقيقي في البرلمان نتيجة التزييف والخديعة والنفاق اثناء الاحتلال الامريكي وعملائه في المنطقة, هذا الاحتلال الذي لم ترحب القائمة العراقية والبعض بخروجه من العراق, ثم ينتقد البرزاني رئيس الوزراء السيد المالكي لشرائه 16 طائرة ويقول :"ماذا يفعل بها" الجواب باختصار:يريد ان يسلح جيشه باعتباره رئيسا للوزراء والمسئول الاول عن القوات المسلحة, وهل يجب عليه ان يأخذ رخصة من رئيس عشيرة قبلي لبناء بلد مثل العراق وليست مشيخة قطر؟ ومتى كانت القبلية والبداوة تبني بلدانا وتشيد حضارات كما يقول بن خلدون؟ ثم يتهجم السيد البرزاني على رئيس الوزراء بسبب تصديقه على عقود النفط, ونسأل السيد البرزاني؛ من هو المسئول عن التوقيع عن عقود النفط حسب صلاحيات رئيس الوزراء المتعارف عليها في كل انحاء العالم والتي ذكرنا البعض منها في هذه المقالة ؟
واصبح على الاكثرية العراقية الساحقة المسحوقة ان لاتتراجع عما اتفقت عليه من الذهاب الى الاغلبية سواء كانت الاغلبية السياسية او البرلمانية او الشعبية فكلها تعني الذهاب الى الديمقراطية الحقيقية التي تقضي وتنهي على فساد الكلبتوقراطية (مجموعة من السياسيين اتفقوا على سرقة ثروات الشعب) سواء كانت تحت شعار المحصصة او المشاركة او المقاسمة فكلها تعني سرقة اموال وثروات المواطنين) من قبل قوى طفويلية ليست لها قاعدة شعبية ولكنها تعيش على الكذب والتهديد والوعيد وهي في حقيقتها اوهى من خيط العنكبوت. وبمبدأ الاغلبية السياسية (البرلمانية) يمكن وضع حد يمنع انهيار الدولة العراقية وسرقة اموالها من قبل كتل وقادة لاضمير لهم. وان الجرعات المخدرة للشعب العراقي المظلوم في الاقوال لا الافعال لاتنفع ولكنها تضر, فما الفائدة من مؤتمر مصالحة وقبله انعقدت العشرات على شاكلته وبمسميات فارغة وتافهة لم تجني منها اكثرية الشعب العراقي الا مضيعة للوقت وسفك للدماء والايغال في ظلم الفقراء وسرقة اموالهم لحساب اعضاء برلمان لايعرف الشعب العراقي عن اكثرهم شيئا, ولكنهم يعرفون كيف يسرقون الشعب بصفاتهم البرلمانية التي اتبعت نهج الدجل والكذب والضحك على المواطنين, واذا اراد احدهم ان يقول قولة حق تناهشته مخالبهم وتقاذفته السنتهم الوهابية الصهيونية المأجورة دون وازع اخلاقي او وطني. وهنا توجب على الكتل والاحزاب التي تمثل الطبقة المسحوقة من الشعب العراقي ان تتمسك بالديمقراطية الحقيقية والقبول بمبدأ الاحزاب الفائزة والخاسرة, والحاكمة والمعارضة والا فان الباطل سيبقى منتصرا على الحق. وان ما نسمعه من تهديد ووعيد بالرجوع الى المربع الاول كذب وهراء فالشعب العراقي منذ عشر سنوات وهو يراوح في المربع الاول فالى أي مربع يرجع؟ وهل كان المربع الاول الذي لايزال الشعب يراوح عليه مربع خير وسلام, ومتى ؟والذي لديه القدرة بان يسفك دماء الشعب العراقي اكثر مما قام به من سفك لها فهو كذاب ومراوغ ولو كانت له القدرة على ذلك فما انتظر الى هذه السنيين ويرى عدنان الدليمي تسحقه ارادة الشعب العراقي وطارق الهاشمي تحكمه ارادة الشعب بالاعدام وغيره اصبح طريدا وهاربا عن وجه العدالة وبقى يروغ كما يروغ الثعلب. ومن هنا توجب على رئيس الحكومة ان يكون صانع القرار حسب الصلاحيات التي منحها له الدستور والقوانيين العالمية المتعارف عليها دون تكييفها حسب رغبات افراد على حساب المصلحة العامة, ويجب القصاص ممن يريد ان يسرق خزينة الدولة اوالتبرع بها الى العثمانيين بحجة مشاريع بناء فاشلة والتفريط باموال الشعب العراقي الى شركات تركية لانفع فيها ولا فائدة. والذي يريد ان يؤسس دولة كردستان الكبرى فشأنه مع تركيا وربما يكون قد تفاهم معها وبقية الدول التي يعيش على ارضها الشعب الكردي ان كان لايزال يصر على ذلك؟
ان الشرفاء من ابناء العراق يشعرون بان الاكثرية تزداد فقرا وتتفاقم فاقة وتتحمل ما لا طاقة لها به من ظلم وجور, لذا فانهم يريدون دولة قوية يدير شؤونها رئيس وزراء يعمل بصلاحياته القانونية بصورة كاملة وكما هو متعارف عليها عالميا ويحاسب عليها من قبل الشعب ,لا السير بامر رئيس الكتلة الفلانية شيعية كانت ام سنية او أي ديانات اخرى ولا بكتلة عربية ام كردية او تركمانية, فالشعب يريد العمل بالقانون ويرفض سياسة الكتل والمحاصصة والمشاركة, واذا اراد بعض الاخوة الاكراد غير ذلك فكردستان واسعة لهم وليس للشيعة العرب أي مطامع ومطامح في كردستانهم وهنيئا لهم, اما ان السيد البرزاني يصرح بين عشية وضحاها انه حليف قديم للشيعة فهو مشكور على العرفان ورد الجميل, واذا كان هذا القول صحصح وليست رياء عليه ان يشجب سياسة العائلة السعودية اتجاه السيد عمار الحكيم قولا وفعلا, كما وقف جده السيد محسن الحكيم مع القضية الكردية قولا وفعلا, ولم تصبح قيمة لهذا الادعاء بعد ان اصطف السيد البرزاني مع اردوغان الطائفي العثماني, ثم يطلب من اكراد تركيا نزع السلاح والتفاوض مع حكومة اردوغان من جانب, بينما يهدد الحكومة المركزية في بغداد ويجهز نفسه باحدث الاسلحة الاسرائيلية والامريكية من جانب اخر, وان وقوفه مع الاوغاد الذين جاءوا من الشيشان وافغانستان وليبيا وسلالة ال عثمان وفتح شمال العراق لهم, له دلالة على اصطفاف طائفي وتحالف مع العائلة السعودية وسلالة الدولة العثماني بعيدا عن التحالف مع الشيعة كما يزعم, وقد كتبت الصحف الاجنبية عن اصطفاف البرزاني مع اعداء الشيعة امثال السعودية وتركيا وقطر والاردن الذين لايمكن ان يقبلوا بتولي الشيعة للحكم في العراق بل يرفضون ذلك جملة وتفصيلا لعقليتهم الطائفية والجاهلية, ويبدو ان هذا الشعور والاحساس عن اعداء العراق جعل السيد البرزاني يرى بان حكومة بغداد ضعيفة فبدأ يطلق بتصريحاته البالونية كما يسميها اكراد اربيل (بالبالونات البرزانية) حيث تذكر الصحيفة اعلاه في عدد اخر في 9-5-2012 اذ تقول:" ان مسعود البرزاني لديه طموحات من الوهم والخيلاء تجعله يشعر انه الرجل الاقوى ولكن سخرية الشارع منه اصبحت تتزايد يوما بعد يوم حتى في منطقة اربيل اذ يطلقون عليه (بالبالون البرزاني) لانه ممتلئ بالهواء الساخن" Masud might have pretention to be a strong man, but he is increasingly ridiculed even in regional capital Erbil as ‘Balon Barzani’ because he full of hot air. ولو كانت للبرزاني وحزبه مواقف تحمل على حسن النية مع الاكثرية العراقية لاتخذ موقفا كموقف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كما جاء على لسان سكرتير مجلسه السيد عادل مراد قائلا:" علينا ان نحتفظ على علاقتنا مع الاخوة في التحالف الوطني والذي يعتبر اكبر كتلة برلمانية في العراق كونهم يمثلون الشيعة وهم اكثرية العراق, الا اننا لم ولن نسمع تصريحا واحدا من قبل حزب السيد البرزاني حول الاكثرية الا بالوعيد والتهديد والذي اصبح لايساوي (عفطة عنز). ولماذا ينتقد ادهم البرزاني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لاستقبالهم رئيس وزرائهم السيد المالكي؟ وهل ان السيد المالكي ليس برئيس وزراء للاقليم (لا نقول) كردستان اوالبرزانيين لربما يتحسس اعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ وماذا يفهم من ان حزب السيد البرزاني يصطف ويدعم عصابات القتل والتكفير في سوريا, هل ان هذا الاصطفاف معهم من اجل نظام ديمقرطي كما يزعمون فكيف وان جذورهم سعودية وهابية وسلفية تكفيرية, وقد جاءوا بشعارات تنادي بهدم السيدة زينب (ع) بل قصفوها فعلا عدة مرات ومن ثم المحاولة على بقية اضرحة ال بيت النبي في سوريا والعراق كما هدموا اضرحة ال بيت النبي (ص) في البقيع وفتنتهم الكبرى في سامراء, والاخوة الاكراد يعرفون حب اكثرية الشعب العراقي لاهل بيت النبي (ص). وكانت الاكثرية تأمل من البرزاني الذي يقول بان له علاقات تأريخية منذ والده مع الشيعة وآل الحكيم ان يتخذ على الاقل موقفا غير متحيز, بل واضحا وصريحا بشجب واستنكار ما تعرض اليه السيد عمار الحكيم من ال سعود.
ان الاكثرية من ابناء الشعب العراقي لايريدون اكثر مما تتمتع به الشعوب المتحضرة التي تحكمها حكومات ديمقراطية لاحكومات محاصصة ومشاركة سياسية من اجل مصالح فردية (كلبتوقراطية) يتفق بها الاشخاص على نهب ثروات الشعوب. وان على اكثرية الشعب العراقي ان تميز بين حكومات الجوار وتحدد العدو من الصديق فالعائلة السعودية وال ثاني امراء قطر ومن لف لفهما ترسل الارهابيين الوهابيين التكفيريين لقتل ابناء الشعب العراقي والسوري وتزويدهم بالمال والسلاح, وان لبنان وشمال العراق والاردن وتركيا اصبحت ساحات تدريب وممرات للقتلة والمجرمين للعبور الى سوريا والعراق لسفك الدماء وتهديم البنية التحتية, وقد ذهبت الصحف الاجنبية الى اكثر من ذلك حيث اشارت الى ان الانظمة في تركيا والسعودية والاردن وقطر تفرض على ابناء الشيعة في المدارس تدريسهم في موضوع التربية الدينية المذاهب الاخرى دون مذهبهم, كفرض المذهب الوهابي مثلا. فهل يساوي الشعب العراقي حكومة الجارة ايران بهذه الحكومات, وهل يساوى الخرنوب بالتفاح؟ وهل يمكن المساوات بين النظام السوري الذي آوى بعزة وكرامة كل السياسيين العراقيين الذين هاجروا والتجأوا الى دمشق عربا واكرادا قيادات وقواعد مع نظام عثماني استبدادي مدافعا عن صدام حتى الساعات الاخيرة من حكمه او الانظمة العربية التي اشعلت الحرب بين العراق وايران وكانت تمد صدام بالمال والسلاح اكثر من 8 ثمان سنوات؟ ان اكثرية الشعب العراقي ديموغرافيا ترفض ان تحكمها قيادات تأتي عن طريق التوارث العشائري والقبلي وخاصة ان اغلب العوائل العراقية قد سافر ابناؤها الى دول العالم المتحضرة وعاشوا تحت انظمة يسود فيها العدل, وتأتي بحكوماتها انتخابات ديمقراطية يصبح القانون سيد الاحكام فيها لا العادات والتقاليد العشائرية المتخلفة والاستبدادية التي حاربها الاسلام منذ بزوغه. وان هذه الحياة وانظمة التوريث والتوارث المتخلفة بقيت مستمرة في الجزيرة العربية ودويلات الخليج منذ العصر الجاهلي ويبدو ان ال برزان في شمال العراق قد اصبحوا جزء من تلك الانظمة البائدة, وان قادة العشائر الخليجية المذكورة تحاول تشجيع بعض الزعامات العراقية لتحذو حذو ال سعود وغيرهم في التوريث والغطرسة العشائرية, والتي حاربها الاسلام الذي اراد انقاذنا من الجهالة البدوية والعشائرية والأخذ بأيدينا الى مصاف الامم الراقية ,ولكن البعض لايستطيع العيش الا على روح العصبية القبلية لينقلنا مما جاء به الاسلام من حضارة وقوانين عادلة الى عصبية العصور الجاهلية المظلمة, وبالرجوع الى ما قبل الاسلام لتقديس اللات والعزى التي كسرها وهشم رؤوسها الامام علي (ع) الى دون رجعة. الا ان البعض يريد عودة الصنمية والعشائرية لحكم العراق بدلا من الاسلام وكتاب الله وسنة نبيه والتغيرات المدنية والاجتماعية السريعة التي تمر بها دول العالم المتحضرة, ويريد هذا البعض ان يستأثر بتوريث الحكم على طريقة العائلة السعودية ويعمل من اجل ذلك بكل ما يستطيع باستخدام المال والاقلام المأجورة ووسائل الاعلام الرخيصة المبتذلة, كل ذلك من اجل اشباع غريزة الهيمنة والتسلط لدى الطغاة حتى لو كان ذلك يكلف سفك دماء المسلمين وانتهاك اعراضهم وهدر اموالهم, فلله هؤلاء القوم الذين ليس لهم حمية تشحذهم ولا دين يجمعهم وليس لهم في القرون السالفة لعبرة فاين فرعون ومعاوية ويزيد ولكنهم "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون...". وليعلم ابناء الشعب العراقي وغيرهم من محبي النبي محمد وال بيته (ص) لو حالف الشيطان هؤلاء التكفيريين كما حالف يزيد في قتل الامام الحسين ومعاوية في اغتيال الامام علي (ع) لسوف يهدم قبر النبي محمد (ص)كما هدم البقيع في المدينة وسوف يهدم مرقد السيدة زينب كما هدمت سامراء وسوف تهدم مراقد ال بيت النبي وحتى مرقد امام المتقين علي بن ابي طالب وابي الشهداء والثوار الامام الحسين (ع) كما قام به الوهابيون سنة 1801 في كربلاء والنجف الاشرف ولا فائدة في اعتلاء المنابر والقول: ياليتنا كنا معكم (سادتي) فنفوز فوزا عظيما....لان السيف اصدق انباء من الكتب كما نراه ونشاهده في سوريا من جرائم التكفيريين الذين يقتلون ويمثلون حتى بابناء جلدتهم سواء من افراد الجيش السوري المقاوم للصهيونية والتمثيل باجسادهم وحرقهم ورميهم بالمياه مما جعل المنظمات الانسانية تشجب بشدة هذه الاعمال اللانسانية, واجبرت رئيس المعارضة السورية المجرمة في الخارج باعلان تنصله وعدم مسئوليته عن ذلك لفضاعتها, وبهذا خدمت العائلة السعودية وحكام قطر وحكومة اردوغان العدو الصهيوني خدمة لم تقدمها حتى الصهيونية العالمية للكيان الاسرائلي وجيشه المهزوم امام ابناء جنوب لبنان وابطال غزة. ولا ننسى ايضا ما يفعلونه مرتزقة قطر والعائلة السعودية بما قاموا به من اعمال اجرامية وهتك اعراض للمدنيين السوريين يندأ لها الجبين, فما بالك لو شنوا حربا على العراق الذي لايملك جيشا مقاوما ومواجها للعدو الصهيوني كالجيش السوري, فهل تسلم اعراض لنا وعقول حتى لو تصاب وتعلق وتسحل اجسامنا في سبيل ذلك؟ وحتى لا نردد المثل السائر "سبق السيف العذل" ولانندم فنقول ايضا "دعوا دما ضيعه اهله" علينا سحق نية غزوهم واحباط احلامهم, هؤلاء المجرمين التكفيرين الذين تضاغنت قلوبهم وتشاحنت صدورهم على النبي وال بيته (ص) وانصاره واصبح واجبا شرعيا واخلاقيا ووطنيا على الشرفاء من ابناء الشعب العراقي مقاومة المجرمين التكفيريين خارج حدود العراق بالتعاون مع كل القوى الخيرة في سوريا قبل ان يغزوا ويستبيحوا عراقنا, وصدق امام المتقين علي(ع) حين قال:"ان الجهاد باب من ابواب الجنة, فمن تركه رغبة عنه البسه الله الذل....فوالله الذي نفسي بيده: ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا..."
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- من يُنعش بغداد ؟
- تركيا تحاور بغداد على احتلالها القادم