حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
لاعلاقة للأمر برواية تحكي قصص سواق التاكسي في شوارع القاهرة أبدا.
العرب ماهرون في مهنة الكذب وهي ميزة لهم منذ أيام الجاهلية الأولى حين كانوا يكذبون في خطبهم وملاحمهم الشعرية وقصصهم وأساطيرهم.وهم يتفننون في ذلك حين يدعو ن الإيمان وحب الاوطان.
بالأمس كنت أرقب الحجيج الترك وهم يجوبون العراق من الشمال حتى وصلوا الفرات الأوسط دون أن يتعقبهم أحد أو يسأل عن شرعية دخولهم أرض دولة أخرى.لاحظ لو أن عراقيين دخلوا بطريقة مماثلة الى تركيا أو سوريا أو إيران إو الأردن أو المملكة السعودية كيف سيتعامل معهم الإخوة في أجهزة الجيش والشرطة والمخابرات،وبأي ( صرماية ) أو ( جزمة عتيقة) سيتعاملون معهم ؟هذا أمر مفهوم فتلك الدول تحترم وجودها وأول من إنتهك حرمة العراق وسيادته وشرفه وحوله الى أشبه بالعاهرة هم العراقيون من السياسيين المنحازون لدول الجوار بمختلف مسمياتها والمواطنون الذين يعملون في دوائر الدولة وأهانوا وجودها من خلال عمليات السلب والنهب والفساد والإفساد وتغييب الروح الوطنية وحولوا وطنهم الى تاكسي.
مامعنى أن يتحول الوطن الى تاكسي؟ لنتحدث عن الفهم المتعلق بالتاكسي،فهي ليست التاكسي المعروفة في الشارع لكن الكلمة أستخدمت كناية عن الركوب المتاح لأي واحد من الخلق.التاكسي تستخدم للتعبير عن إنحراف دولة وسقوطها وكذلك سقوط المرأة ..عندنا في العراق وفي هذه الأيام يستخدم تعبير التاكسي بكثرة مفرطة،وفي أحيان نسأل عن فلانة في مكان عمل سياسي أو فني أو إعلامي فيقال ،فلانة تاكسي.وأسأل ثانية،وماالمقصود بالتاكسي؟ فيقولون ،يعني كل واحد يركبها،وهو إستخدام متطور عن توصيفات عراقية للعاهرات والساقطات ،ولاأدري لماذا شاع عندنا هذا السلوك وبطريقة مقرفة وليس في دوائر الدولة فحسب بل في التجمعات السكانية وهو أمر لايبتعد عنه أخوتنا العرب في بقية البلدان فكثيرا مانسمع عن حالات ولادة لأطفال خارج العلاقات الزوجية في دول المغرب العربي وحالات رتق في عيادات خاصة يجريها أطباء سوريون لبنات من دول الخليج يمارسن علاقات محرمة ،ولاأدري أيضا أين ستجرى عمليات الرتق لو سقط النظام السوري العلماني وجاء الأخوة المجاهدون والسلفيون؟وأغلب الظن إن الوضع الإقتصادي المتردي سيسمح بإستمرار عمليات الرتق في سوريا،كما سمح للأخوة المؤمنين في مصر الإخوانية أن يجاملوا إسرائيل ويطوروا علاقاتهم معها.
الدول المحيطة بالعراق حولت هذا البلد الى تاكسي تركبه متى شاءت لتحقيق مصالح بعينها سياسية وإقتصادية ولوجستية ومخابراتية وثقافية ولمد نفوذ لها فيه ،لاحظ إن وزير الخارجية التركي يدخل العراق من كردستان ويصل الى كركوك ويلتقي بفعاليات مختلفة دون علم الحكومة،ومثله يفعل عشرات آلاف الزوار الى الأماكن المقدسة الذين يدخلون من إيران وسمعت ان هذا يجري تقنينه الآن،وهذا جيد ايضا..المسؤولون الامريكيون يدخلون العراق دون علم السلطات نويقال غن الامور تغيرت وهناك نوع من الوكاحة الحكومية في هذا الشأن ،يارب يتحقق ذلك.
المخابرات الأجنبية تسرح وتمرح على مستوى الدول العربية والإقليمية ودول بعيدة عنا.
السياسيون العراقيون لديهم الرغبة في الدفاع عن مصالح الدول المتنفذة في الساحة العراقية وكأنهم يصرحون بتبعيتهم لتلك الدول وبلا حياء ،وتصير تلك الدول كركاب التاكسي بينما السياسي صاحب التاكسي والوطن هو التاكسي. الأمريكيون يتعاملون مع العراق كما لو إنه تاكسي .السياسيون يفكرون بالوطن إنه مجرد تاكسي المواطنون كذلك،ومعروف عن فئات من العراقيين إنهم لايهتمون كثيرا بالقيم والمبادئ والوطنية ومفاهيم إنكار الذات من أجل المجموع ،في العام 1980 كانت القوات العراقية تجتاح الأراضي الإيرانية وكان الجنود الذين ينتمون للمدن والقرى العراقية ينهون البيوت ويعتدون على النساء وكان قائدهم يمجد لهم ذلك ،وفي العام 1990 كانوا يجتاحون الكويت وينهبون مافيها..في معركة الحواسم ومع الدخول الأمريكي لم يجدوا دولة لينهبوها فنهبوا العراق.وهم يفعلون ذلك الآن بطريقة سيئة،والمهم لديهم أن ينهبوا الوظائف والإمتيازات والمناصب والعقود والأموال وأي شئ تقع عليه أيديهم.
لدينا في الوطن تنوع في إستخدامات التاكسي تتصل بعضها بسلوك النساء وعلاقاتهن الغرامية فمنهن من تمنح رقم هاتفها لعدة أشخاص في وقت واحد ولاأعرف كيف تنسق وقتها لإرضائهم ،الواضح إن هنالك إنفلات نسوي مخيف ،وهو موجود في بقية البلدان،وبعضها يتصل بسلوك السياسيين الذين يتعاملون مع الوطن كتعاملهم مع التاكسي عندما كانوا يستخدمونها قبل أن يتحولوا الى سياسيين ناصحين.في الصحافة يتعدد تصور كيف يكون شكل التاكسي ولونها وموديلها وماأكثر التاكسيات في المؤتمرات والندوات وقريبا من المسؤولين الكبار الذين لايميزون بين اللوز والجوز.
التاكسي جيدة جدا للوصول الى لذة كاملة.
ملاحظة أخيرة : يكذب أعضاء في الجيش الحر المعارض في سوريا حين يدعون إن إيران تدعم نظام بشار الأسد بالسلاح والعتاد والأموال ،وينكرون إنهم ينتفعون من إيران أيضا،بالأمس شاهدت في التلفاز مقاتلين من الجيش الحر ينقلون زميلا لهم كان أصيب في معركة مع الجيش النظامي بسيارة إيرانية صفراء اللون من نوع ( سايبا ) كتلك المنتشرة كالجراد في شوارع بغداد ،الجيش الحر لاتكذبوا رجاءا.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية