ابتدأ ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطابه عن زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام وتوجّه الملايين من محبي الإمام عليه السلام لزيارته وتجديد العهد والولاء معه، متوجا كلامه إلى الأخوة الزائرين بهذه التوصيات:
أ ـ الحفاظ على قدسية الشعائر الحسينية وعدم إفراغها من محتواها العقائدي والروحي والعبادي وذلك بالالتزام بأوامر الله تعالى والتورع في الأمور والحفاظ على تعاليم الأئمة عليهم السلام من نزاهة السيرة وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن المعاشرة مع الناس واجتناب المعاصي والمحرمات.
ب ـ أن تكون مسيرتكم وزيارتكم حسينية خالصة والابتعاد عن توظيفها لأغراض أخرى سياسية أو دنيوية كحب الظهور والتفاخر والتنازع، ولتكن المسيرة من أجل إظهار عمق الولاء والحب للإمام الحسين وأهل البيت الأطهار عليهم السلام وتجديد الحزن الإلهي، حزن الأنبياء لقتل حزب الشيطان لحزب الله النجباء.
ج ـ التزام خط أهل البيت عليهم السلام في الدفاع عن الحق ونصرة أهله وخذلان الباطل والوقوف بوجهه والتعاون مع أهل الحق ومعرفتهم ونصرتهم.
د ـ تثبيت الأواصر الأخوية وتقويتها تبعاً لوحدة الهدف وقدسية الغاية التي من أجلها تسيرون.
جاء ذلك أثناء الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 17 صفر 1430هـ الموافق 13-2-2009م ومن جانب آخر وجه سماحته توجيهات إلى الأعضاء الذين سيصلون إلى مقاعد مجالس المحافظات على ضوء انتخاب الناخبين لهم:
أولا ـ إن الناس قد استأمنوكم على إدارة أمورهم بما يؤدي إلى تحسين أحوالهم ورفع الظلم عن المظلومين وقضاء حوائجهم وقد وضعوا ثقتهم فيكم فكونوا أهلاً لهذه الأمانة وأدوا هذه الثقة واعطوا حقها وكونوا عند حسن ظنهم بكم، وإن لم تكونوا كذلك سيفقد الناس ثقتهم ليس فقط بكم بل بآلية الانتخابات التي أريد منها أن تحفظ للعراق استقراره وأمنه وتحافظ على حقوق جميع العراقيين ومصالحهم العليا بل ربما ستكونون مورد لعنة الشعب والتاريخ..
ثانيا ـ طهّروا أنفسكم من أي نوازع مادية أو توجه نحو استغلال هذا الموقع لتحقيق مكاسب شخصية وامتيازات مادية وطهروا أنفسكم من أي توجهات سياسية وفئوية وحزبية تتعارض مع ما تقتضيه المصالح العليا للناس.
ثالثا ـ إذا اقتضت المصلحة الحزبية أو الفئوية الضيقة ما يؤدي إلى الإخلال بالمصالح العامة للناس وزعزعة الأمن والاستقرار والإخلال بوظيفة تقديم الخدمات فعليكم الانتباه من مخاطر تغليب هذه المصالح الضيقة التي ستضيّع الشعب والبلد وستكونون مورداً لسخط الناس ولعنتهم.
رابعا ـ توجّهوا بإخلاص وهمة عالية لخدمة الناس والتواجد الميداني والحفاظ على الأموال العامة ونصرة المظلومين والسعي لقضاء حوائج عموم الناس وتوظيف ما يتوفر من قدرات وطاقات وأموال للإسراع في تقديم أفضل الخدمات وتطوير واقع الحال وازدهار البلد وعمرانه.
وفي ختام خطبته الثانية أوصى سماحة الشيخ الكربلائي الأخوة في مجلس النواب بالإسراع إلى المصادقة على الموازنة العامة لعام 2009 م لأن ذلك يعني توفير الفرص وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بوقت أسرع وكذلك توفير الفرص للإسراع في إعمار البلد وتوفير فرص العمل للعاطلين وصرف الأموال في الموارد التي يحتاجها أبناء هذا الشعب، وتأخير المصادقة يعني تفويت هذه الفرص وتأخير عملية البناء وتقديم الخدمات للمواطنين، داعيا الأخوة أعضاء مجلس النواب أن يولوا هذه المسألة اهتمامهم الكبير وأن يواصلوا الليل بالنهار من أجل المصادقة على الموازنة ليتسنى صرف هذه الموارد المالية فيما يحتاجه أبناء هذا البلد من الخدمات والإعمار.
وتوجه ممثل المرجعية الدينية العليا بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى أن يمنّ على زوار الإمام الحسين عليهم السلام بقبول الزيارة والأعمال وأن يعيدهم جميعاً إلى أوطانهم سالمين غانمين وقد غفرت ذنوبهم وفرجت همومهم وشفي مرضاهم وأن يمن بالفرج علينا بظهور ولي الأمر وصاحب العصر والزمان ويحفظ الأمة الإسلامية من شرور أعدائها أنه سميع مجيب.
أقرأ ايضاً
- ممثل عنها التقى الشيخ عبد المهدي الكربلائي.. الأمم المتحدة تثمن جهود العتبات المقدسة بدعم الشعب اللبناني
- بعد وقف اطلاق النار :خسائر اسرائيل في معارك جنوب لبنان
- الإسرائيليون محبطون من اتفاق وقف النار: "الجيش" لم يحقق أياً من أهدافه في لبنان