حجم النص
بقلم :د.ميثم مرتضى الكناني
وانا جالس مع نفسي هذه الليلة اذ خطرت لي فكرة وهي استرجاع اسماء وعناوين كل مايتصل بالاستقلالية في العراق حيث يكفل الدستورالعراقي الاستقلالية , ذلك الدستور المتناقض مع نفسه في كل شئ المدني الاسلامي الجمهوري الملكي المركزي الفدرالي العام الخاص الناقم المتسامح الذي اكرهنا ولو اختياريا على التصويت عليه وقد يجد البعض خطا في عبارتي فكيف يكون اختيارا وكيف يكون بالاكراه ولكن العراقي الاصيل الذي شرب من ماء دجلة وعجنته الازمات ودوخته النوائب يصدق كل مايقال له ليس لانه (غشيم ) ولكنه لايملك امام تيارالياس الجارف الا ان يصدق اتفه واسخف الاكاذيب ,على اية حال يكفل هذا الدستور الاستقلالية فكرا وسلوكا وتعبيرا ,وقد شدني هذا الى تذكر عناوين واسماء تكررت على سمعي تبدا او تنتهي بكلمة (المستقل ) فوجدت انني اضع قائمة لها اول وليس لها نهاية من هيئات مثل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واحزاب مثل تجمع الكفاءات العراقية المستقل او كتل سياسية مثل كتلة مستقلون وتجمعات ومنظمات مجتمع مدني وصحف مثل صحيفة الشاهد المستقل ووكالات انباء مثل مجموعة الاعلام المستقل ومراصد اعلامية مثل مرصد نيبور الاخباري المستقل بل وحتى تنظيمات نقابية او شبه نقابية مثل تجمع ضباط نينوى المستقل وتجمع المصلحين التربويين المستقل وتجمعات نسوية مثل التجمع النسائي العراقي المستقل او عشائرية مثل التجمع الوطني العشائري المستقل ولا انسى اؤلئك النواب الذين كانوا حزبيين ثم صاروا (مستقلين) الذين دخلوا تحت قبة البرلمان تحت عباءة هذا الحزب اوذاك ثم اختلفوا مع قيادة الحزب وطبعا من اجل عيون الشعب ومصالحه العليا واكيد ليس اعتراضا على (قضمة الحزب الكبيرة)من رواتبهم المليونية ,ولا يفوتني ذكر برامج من قبيل (برنامج الشاهد المستقل) ولم اتفاجئ بمسمى اخر يتصل بالاستقلالية وهو (القاضي المستقل) ولاادري هل يمكن للقاضي ان لا يكون مستقلا وهذه طبعا من ارقام العراق الغينسية التي لا يزاحمه فيها احد بجانب معدلات فساد المسوؤلين وفشل مؤسسات الدولة, وللفيس بوك حصة حيث لمحت صفحة حوارية بعنوان(كرسي برلمان الشباب العراقي المستقل)التي عرفتني ولو عرضيا بوجود هكذا برلمان بمقابل برلمان الشيوخ الذين لا طاقة لكرسي على استيعاب كروشهم واعجازهم التي جمعوها بالحلال, ولم تبرح ذاكرتي هذه الدوامة من المستقلين والمستقلات حتى اثارت عندي الفضول عن سر التعلق بهذا القدر الذي اجده مبالغا فيه بالاستقلالية واين في العراق حيث لايمضي دقائق على (عركة اطفال بالعكد) الا وياتيك الشريط الاخباري باصل هذا وفصل ذاك وام هذا وام ذاك وتدخل الالقاب والديانات والاعراض لتكون في متناول الرماة من كلا الجيشين ,ان اكذوبة بحجم الاستقلال في بلد مثل العراق تقاسمته الاحزاب بما في العبارة من معنى لا يشي الا بردة فعل لا شعورية في ضمير المجتمع باتت تتقزز من أي تسمية او عنوان حزبي فلم تعد شعارات مثل الوطني او الديمقراطي اوالعربي بل و حتى الاسلامي تنطلي على (ولد الكرية) كما يقول نصف المثل العراقي الدارج ومساهمة من قبل هذه الاحزاب العتيدة وال(كلك) فقد صار من المهم بالنسبة لها التحول نحو اسلوب اخر للايقاع بالناخبين وذلك باستخدام الاستقلالية لابعاد شبهة التبعية لهذا الخط السياسي المخادع او ذاك ولم تقتصر المسالة على السياسيين بل تعدتها للتجمعات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني بل وحتى العشائرية والتي هي في الاساس او كثير منها مجرد واجهات لاحزاب سياسية وشيئا فشيئا باتت حتى هذه المفردة غير مقنعة بل واتوجس حين اسمع ان احدا اطلقها على نفسه, هذه المفردة المحببة الى نفسي والتي حين كنت اسمعها استذكر بفخار مابعده فخار اؤلئك الذين كانوا يرفضون الانتماء الى حزب البعث الشوفيني وكانت تميل الاعناق باتجاههم في القاعة المليئة بالمواطنين والرفيق حريص على ان يؤشر على فقرة الاتجاه السياسي لكل واحد من الحضور وتكون اجابتهم حادة باتة (مستقل) ايام كان يجمعنا الرفيق الحزبي ل (يكسبنا بالقوة) الى صفوف الحزب وهذه ايضا من الا شياءالتي ينفرد بها العراق ولكن ليس الان وانما في فترة حكم الدكتاتورحيث الكسب بالاكراه , اما في هذه الايام فقد اصبح الكسب بالايقاع والغش ,على قاعدة مثلنا الشعبي ( اوعدك بالوعد واسقيك ياكمون) ان سلوك الاحزاب الحاكمة ومن مختلف التيارات والتوجهات والتي تختلف في كل شئ الا في المصلحة هو سلوك متشابه في الجوهر وان تغير العنوان الخارجي تلك الاحزاب التي تنسحب من جلسات القوانين التي تخص شرائح المتقاعدين او المعوقين او الارامل لتعطيل النصاب في الوقت الذي تزمجر حناجر النواب الاشاوس ويزيد سوادهم الى حد العتمة في جلسات اقرار مكتسباتهم ومنافعهم وامتيازاتهم الحلال جدا , وانا اهم بترك هذا الموضوع الذي نزل على نفسي بكرب مابعده كرب واغمني واقلق نومي تلك الليلة ذهبت الى جهاز الحاسوب لاستطلع مفردات الاستقلال خارج حدود العراق ولشد ماكانت دهشتي حينما وقع امام انظاري اسم (الحزب المستقل للموزنبيق ) فتذكرت بيتا من شعر الشاعر الشعبي الواسطي (الملقب عزيز الشاعر )والذي جاء في سياق قصيدة مشفرة نظمها ايام الحصار رفض بها سياسات نظام صدام التي كانت تجامل الوفود العربيةوالاجنبية الزائرة للعراق وتترك الشعب العراقي يتضور جوعا تلك القصيدة التي مطلعها (يردوني ابجي علا موزنبيق وانة الجاينة ب بيتي)
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي