حجم النص
بقلم :ناصر سعيد البهادلي
( لعنة الله على الكتل السياسية التي توظف مشاعر ساذجة ضد مصلحة وطنية من اجل اصوات انتخابية ) ... مقولة مواطن " انا "
لكي نستشف الاسباب والدواعي التي تقودنا الى وجوب الالتزام بالزي الموحد من عدمه لابد ان نحدد المعيار الذي بموجبه الركون الى احد طرفي المعادلة ، ربما البعض يركن الى الدين كمعيار او النظريات في علم النفس كمعيار او او... ، لكن اجد من الضروري جدا ان نجعل المصلحة الوطنية هي المعيار في تقرير الوجوب من العدم ازاء اي حالة او امر ينتابنا كموضوعة عامة او ظاهرة اجتماعية ، ولكي نرى وجوب او عدم الوجوب في الزي الموحد لابد ان نبحث عن اثار الزي اذا ما اعتمد واذا لم يعتمد في المجتمع والدولة والبلد...
لاشك ان معاناة العراق من خراب انسانه اكثر من معاناته من خراب مرافقه وبناه التحتية ، وفي تقديرنا ان جوهر الخراب وجذره هو خراب الانسان العراقي ، هذا الخراب الذي اضطلع به البعث المقبور ونظامه البشع من خلال فرض سياسة التجهيل ومسخ القيم على الشعب العراقي ، ومما زاد الطين بلة هو نظامنا الديمقراطي المشوه وانفلاته الاميبي مما جعل ساحة الشعب عرضة لتسابق النظم الاخلاقية والقيمية الاجنبية لترويجها بين الشعب من خلال الغزو الثقافي المبرمج والمتكيء على الوسائل الاعلامية المتنوعة والمسيطر عليها من قبل الدول الكبرى المستهدفة لشعبنا وهويته بتفاصيلها ، ونظرا لحالة الانفلات وتقديم الحضارة الغربية بنظمها الثقافية والقيمية والاخلاقية كقيمة اعلى ادت الى انبهار الشعب العراقي بهذا الغرب وحضارته وما يقدمه لنا ، وكان اكثر الناس عرضة للانبطاح امام هذا الغزو الغربي والانبهار هم شريحة الشباب ومن كلا الجنسين ، والمشكلة الحقيقية التي تواجه العراق هي فقدان ما يعول عليه في نهوضه وتعافيه ، والشباب هم الذين يعول عليهم في رسم الغد والمستقبل العراقي وبضياعهم ومسخهم يتحقق هدف الاعداء بضياع العراق وفقدان هويته...
ان التميع والانسياق الاعمى نحو الانفلات وعدم الشعور بالمسؤولية وفقدان الوعي لدى الشباب يجعلنا متخوفين من مستقبل عراقي مظلم ، واخطر شريحة شبابية يرمقها العراق بامله ان تنه به وتعافيه وتشفي جروحه والامه هي الشريحة الجامعية ، فهذه الشريحة يفترض ان تتخرج من رحاب الجامعات متسلحة بالوعي والعلم لتسلم قيادة المجتمع والدولة والوطن بجميع تفاصيله لتنهض به نحو مصالحه ، وكان الزي الجامعي الموحد يتسق مع متطلبات الشعور بالمسؤولية والالتزام وتجنب العبثية والتميع والضياع ، ولادراكنا بان من الخطل الاعتماد على الطالب ان يلتزم بالزي الموحد ذاتيا دون عملية فرض جادة وقوية ربما تصل الى حد الصرامة في ظروف العراق الاستثنائية التي يمر بها اليوم فاننا ندعو وبكل ما نملك من صوت عال الى تبني الجامعات والمعاهد ووزارة التعليم العالي فرض الزي الموحد ومعاقبة الطالب العقوبة التي تجعل الالتزام به لامندوحة عنه ، ربما يعترض اولئك الذين تعيش نفوسهم في المجتمعات الغربية واجسادهم بيننا ليدخل عملية فرض الزي الموحد مخالفة لمعاييره الغربية وكذلك العقوبة يدخلها في حقوق الانسان وماشابه ، وربما سيقدمون لنا نظريات التربية وعلم النفس لجعل فرض الالتزام بالزي الموحد والمعاقبة على مخالفته مستهجنا ، وهنا نقول ان الاستهجان صحيح حينما ننظر الى الموضوع بعين وروح انمسخت بفعل المد الثقافي الغربي ، فلايمكن ان نجد الحلول لامراض مجتمعنا الذي يختلف هوية وجوهرا وشكلا عن مشاكل وهوية المجتمع الغربي ، بل المستوى في الوعي والادراك والثقافة يختلف ويتباين بين مجتمعنا والمجتمعات الغربية والشرقية لخصوية هويتنا ولطبيعة المرحلة المشبعة بالامراض التي يعيش بها مجتمعنا ، ولعلنا نذهب الى اكثر من ذلك لندعو الدولة والوزارة والجامعات والمعاهد الى تبني منع دخول الهواتف المحمولة ذات التقنيات التصويرية لما حصل بسببها من مشاكل اجتماعية وعشائرية .
ان المحيط الاكاديمي والطالب الجامعي خصوصا لابد ان يلتفت اليه المثقف الواعي والملتزم بهويته العراقية ونظمها القيمية والاخلاقية ليشخص مشاكله المرتبطة بالمصالح الوطنية ويقدم ما امكن المقترحات والحلول لبناء شبابا واعي وواعد لرسم مستقبل مزدهر لبلدنا الحبيب... ولعلنا نتمكن من الافاضة في مشاكل اخرى تنتاب المحيط الاكاديمي مستقبلا
وختاما لا انسى كلمة شكر الى الاخت الفاضلة نسرين عدنان الربيعي التي نبهتنا الى موضوعة الزي الموحد في مقالها "الزي الموحد ضروره اخلاقيه وعلمية" .
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية