في مستهل خطبته السياسية تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي إلى انتخابات مجالس المحافظات بقوله: لقد أكدت المرجعية الدينية دوما على أهمية (الانتخابات ) بصورة عامة سواء أكانت انتخابات مجالس المحافظات أو انتخابات مجلس النواب، جاء ذلك في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الثالث من صفر 1430هـ الموافق 2009/1/30م معربا أن الانتخابات لها دور أساسي في تقويم المسيرة السياسية إذ أنها ( الآلية الوحيدة للتداول السلمي للسلطة في البلد سواء أكان على مستوى الحكومات الاتحادية أو الحكومات المحلية ولذلك اهتمت بها المرجعية الدينية وأكدت عليها منذ السنوات الأولى لما بعد سقوط النظام البائد، وهي تبعد البلد عن شبح الانقلابات والتغيير العسكري القسري للسلطة وما يخلفه من تداعيات بتسلط فرد أو حزب واحد على مقدّرات البلد).
وأضاف سماحة الشيخ ( إن آلية الانتخابات توفر للبلد أن يكون المتولون لإدارة الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والخدمية وغيرها من الشؤون المهمة في إدارة البلد، هم من ينتخبهم الشعب ولا شك أن ذلك سيوفر فرصة لاختيار من هو أصلح وأكفا إن اعتمدت هذه المعايير في الانتخابات).
ولأهميتها وما يتمخض عنها من أمور جوهرية تمس مصالح العباد والبلاد أكد ممثل المرجعية العليا أنها علاوة على ما ذكر فإن في الانتخابات يمكن مشاهدة المعطيات الآتية:
1- حفظ حقوق جميع المواطنين من مختلف الأطياف والمكونات للشعب العراقي وذلك لان الانتخابات ستوفر الفرصة لوصول ممثلي جميع هذه المكونات والأطياف إلى مختلف مؤسسات الدولة ومواقع السلطة التشريعية والتنفيذية وبالتالي سيحفظ التوازن في هذا التمثيل السياسي والأمني والاقتصادي وغيره، ونتخلص من التداعيات السياسية والأمنية والاجتماعية التي يخلفها حصول الخلل في هذا التوازن والذي اثر سلبا على حياة العراقيين وخلق الكثير من الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية واثر حتى على تقديم الخدمات والتطور والازدهار، وفي هذا الإطار فان سماحة السيد – دام ظله – يحث جميع المواطنين رجالا ونساء على المشاركة الواسعة في الانتخابات.
والكلام ما زال لسماحة الشيخ الكربلائي في معرض سرده للنقطة الأولى: ولا يصح أن يكون عدم الرضا الكامل عن التجارب الانتخابية السابقة مبررا ومسوغا للعزوف وعدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات وذلك لان هناك اختلافا في تقييم الأداء لمجالس المحافظات بين بعضها والبعض الآخر، بل بين نفس الأعضاء لمجلس واحد – فهناك بعض المجالس حققت مقبولية في أداءها وبعض آخر لم يحقق ذلك – ونفس المجلس لمحافظة واحدة قد حقق بعض أعضائه مقبولية ما في الأداء وبعضهم لم يحقق ذلك، وعدم تحقق الرضا في الأداء له أسباب مختلفة فنحن لا ننكر وجود تقصير لدى بعض مجالس المحافظات ولدى بعض أعضاء هذه المجالس، ولكن هذه الأسباب منها قصور ومنها تقصير ومنها الظروف المحيطة ببعض المجالس من ظروف أمنية وتجاذبات سياسية وغيرها .
2- لا بد للمواطن أن يكون دقيقا في اختياره وذلك بالفحص والتدقيق والتمحيص للمرشحين بان يختار من يكون مؤهلا لذلك ممن يلتزم بالحفاظ على ثوابت الشعب العراقي ويسعى في تحقيق مصالحه العليا من الحفاظ على وحدته وسيادته ويحرص على تقديم الخدمات وتطوير وازدهار البلد ويكون مخلصا في أداء الخدمة ومحبا لخدمة الناس وعموم المواطنين، وهذه المواصفات هي الكفاءة والنزاهة والإخلاص .
3- هناك توصية لجميع الإخوة المراقبين والمشرفين على عملية الانتخابات وهي أن هناك مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية تقع على عاتقهم تتضمن الحفاظ على نزاهة الانتخابات ونتائجها كما هي وعدم السماح بالتلاعب في التصويت.
4- لا شك أن هناك شدا وجذبا قد صاحب حملات الدعاية الانتخابية وهناك كلاما صدر من هذه الجهة أو من هذا الشخص تجاه جهة أخرى أو شخص آخر – وربما ولّد ذلك شيئا من الحساسية والنفور من بعضهم تجاه البعض الآخر، والمطلوب من جميع هؤلاء الإخوة – بعد انتهاء الانتخابات – أن ينزعوا كل ما علق في قلوبهم من مشاعر تجاه بعضهم الآخر، وعلى الجميع أن ينسى هذه الأمور التي صاحبت هذه الحملات وان يتوجهوا بقلوب متصافية ليس فيها شيء من الحساسية أو الكُره لأداء مسؤولياتهم بما يضمن تحقيق الأداء المطلوب منهم في مجالس المحافظات.
5- هناك توصية لجميع المواطنين والمواطنات وهي ضرورة أداء عملية الاقتراع بوجه حضاري، بان يقف المواطنون بصورة منتظمة في الطوابير لإجراء التصويت والابتعاد عن المشاكسات والتجاذبات بسبب التنافس الانتخابي، حتى نظهر للعالم أننا شعب متحضر ونمارس هذه التجربة بوعي وبشكل حضاري مقبول لدى الجميع.
6- من الضروري تعاون جميع المواطنين مع الأجهزة الأمنية من اجل حفظ الأمن وإتباع التعليمات الصادرة من هذه الأجهزة .
وفي سياق آخر تناول سماحة الشيخ الكربلائي التجاذبات البرلمانية بشأن انتخاب رئيس لمجلس النواب قائلا: (من الضروري للإخوة في مجلس النواب والكتل السياسية حسم مسالة اختيار رئيس لمجلس النواب وعدم تأخير ذلك، لكي يتسنى للمجلس الإسراع في النظر في القوانين والتشريعات المطلوب دراستها وإقرارها وحتى لا يضاف سبب آخر للأسباب الكثيرة التي رأيناها قد أخرت أعمال مجلس النواب ومنها الاختلاف بين المكونات السياسية في مناهجها والظروف السياسية والأمنية المعقدة التي يمر بها البلد وغير ذلك من الأسباب).
وعن أهمية السياحة الدينية وما تنطوي عليه من منافع مادية ومعنوية للبلد أكد سماحته ( على أهمية تفعيلها في هذا البلد لما لهذه السياحة من اثر عقائدي وفكري وحضاري ومالي وكذلك تقوية الأواصر بين الشعب العراقي وبقية الشعوب، وذلك بوضع آلية شفافة وواضحة وسهلة لجميع الزوار للعتبات المقدسة خاصة العرب منهم، كأن يتم الاتفاق مع شركات سياحية عراقية لتتولى شؤون الزائرين المختلفة من الحصول على تأشيرة الدخول وتوفير وسائط النقل والمبيت وتوفير الحماية الأمنية للزائرين وغير ذلك).
وأشار سماحته تبني طريقة التعامل مع الزوار الإيرانيين وتعميمها على بقية الزائرين بقوله: ( وكما أن هناك آلية سهلة ومريحة للزائرين من الجمهورية الإسلامية بتنظيم مجاميع كل يوم من الزائرين الإيرانيين لزيارة العتبات المقدسة) وفي هذا الإطار تساءل سماحته قائلا: ( فلماذا لا توضع مثل هذه الآلية للزوار من دول الخليج ولبنان وسوريا وباقي الدول العربية والإسلامية؟! لماذا الزائرون من هذه البلدان يضطرون لدفع الرشاوي إلى بعض الأشخاص للحصول على تأشيرة الدخول أو يعانون من التعقيد من أجل الحصول عليها حيث يضطرون للجوء إلى بعض المكاتب والجهات السياسية والدينية وما يتمخض عنه الكثير من العناء وربما الذلة للبعض منهم).
وفي الختام تأمل سماحة الشيخ الكربلائي من الإخوة المسؤولين ( الانتباه لذلك والإسراع في وضع الآلية التي تسهل دخول الزائرين للعراق لما للسياحة الدينية من آثار ايجابية كبيرة للعراق، وهناك نداء للإخوة المسؤولين في وزارة الداخلية حيث يشتكي الكثير منهم من صعوبة الحصول على الموافقات الرسمية من الوزارة فبعد أن يراجعوا القنصليات والسفارات في بلدانهم يطلبوا منهم حصول الإذن من وزارة الداخلية، وهذا أمر يجدونه غاية في الصعوبة بالنسبة للكثير منهم، لذلك نرجو من الإخوة في وزارة الداخلية وضع التعليمات واتخاذ الإجراءات التي تسهّل من توافد الزائرين على العتبات المقدسة، وكذلك نرجو من الإخوة في رئاسة الوزراء الاعتناء بهذا الأمر ووضع الإجراءات الكفيلة لتحقيق انسيابية دخول الزائرين للأراضي العراقية).
أقرأ ايضاً
- الكاظمي يفتح النار على "المهرجين" و"المرتزقة" بعد اتهامات تخص "سرقة القرن"
- الخارجية: الحكومة تعمل على تعزیز التعاون بمجال مكافحة الهجرة غیر النظامیة
- العيداني يعلق على جريمة البصرة: الجاني خال أولادي ولن اتأثر بالعواطف