تطرق امام وخطيب الجمعة في الصحن الحسيني الشريف سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى اربعة امور مهمة خلال صلاة الجمعة اليوم 22/ شعبان/ 1433هـ الموافق 13/7/2012م منها تكرر ظاهرة ارتفاع الاسعار للمواد الغذائية الاساسية التي يحتاجها المواطن خصوصاً ذوي الدخل المحدود مع اقتراب شهر رمضان المبارك بقوله "مع اقتراب شهر رمضان المبارك تتكرر ظاهرة ارتفاع الاسعار للمواد الغذائية الاساسية التي يحتاجها المواطن خصوصاً ذوي الدخل المحدود مما يؤدي الى ارهاق كاهل هؤلاء المواطنين وحرمان الكثير منهم من هذه المواد الاساسية لغذائه لعدم تمكنه من توفيرها لنفسه ولعائلته بسبب الغلاء لاسعارها ومحدودية دخله .. او عدم وجود عمل له ..وبهذه المناسبة نتوجه – من جهة- الى تجار هذه المواد الاساسية الذين يتحكمون باسعارها وفق حالة العرض والطلب ومعللّين هذا الارتفاع بازدياد الطلب عليها بمناسبة هذا الشهر المبارك – نقول لهم - :ان هذا الشهر انما افترض الله تعالى فيه الصيام بجعله شهر رحمة وبركة وتكافل اجتماعي .. وهو شهر نزول الرحمة الالهية والحث فيه على رحمة الانسان لاخيه الانسان .. وقد امر الله تعالى فيه بالصيام ليحس الغني الم الجوع عند الفقير بسبب حرمانه ليرق قلبه ويرحم الفقير ..
واضاف "اما استغلال هذه الظروف لرفع الاسعار فانه موجب لرفع الرحمة الالهية عن هؤلاء ويعبّر عن حالة من الجشع والطمع على حساب هذه العوائل الفقيرة والتي تتنافى مع حكمة تشريع الصوم ..وفي نفس الوقت ندعو الجهات الحكومية المعنية وخصوصاً وزارة التجارة وضع آليات معينة للسيطرة – ولو بعض الشيء- على ارتفاع الاسعار بالسعي لتوفير مواد البطاقة التموينية وخصوصاً في هذا الشهر المبارك ومن جملة هذه الآليات طرح المواد الغذائية الاساسية في السوق بكميات توازي بعض الشيء زيادة الطلب حتى وان كان ذلك خارج الحصة التموينية كآلية اضافية تدعم الحصة التموينية كما تفعل ذلك بعض الحكومات حينما يقل العرض لبعض المواد الاساسية ..
وتابع الكربلائي من خلال الامر الثاني الذي تطرق له خلال صلاة الجمعة في الصحن الحسيني اليوم الجمعة "بمناسبة اقتراب هذا الشهر المبارك هناك توصية للمواطنين وتوصية للسياسيين وقادة البلد ومسؤوليه ،فإننا ندعو المواطنين - وهم يعيشون ايام هذا الشهر المبارك في اشهر الصيف وخصوصاً مع عدم توفر خدمة الكهرباء بالمقدار الذي يعينهم على صيامه وتحمل اجواء الحر القائظ وخصوصاً العاملين في المناطق والمشاريع التي يتعرضون فيها الى الشمس والحر الشديد – الى تكييف عملهم بما يجعلهم قادرين على الصوم امّا بتأجيله الى الليل كما تفعل الكثير من الشركات واصحاب العمل او بتقليل ساعات العمل في النهار وتحويل الناقص منها الى الليل وهذا ما دأب عليه الكثير من ارباب العمل والشركات للدول الاخرى التي يعمل فيها المسلمون ..
وتوصية لمسؤولي البلد وقادته وللسياسيين ان يجعلوا هذا الشهر المبارك فرصة لمراجعة الذات وتقييم الاداء للفترة الماضية وان يجعلوا هذا الشهر فرصة لاستشعار هموم ومعاناة وآلام المواطنين وتحويل ذلك الى برنامج عمل يطورون من خلاله ادائهم وخدمتهم للشعب وينزهوا أنفسهم عن المكاسب الدنيوية والشخصية والحزبية ..
و تطرق خطيب جمعة كربلاء سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وبخصوص لجوء بعض افراد العشائر الى استغلال موقع العشيرة التي ينتمي لها لكي يفرض على الاطباء وبعض شرائح المجتمع دفع اموال على امور لا تستحق بسبب وفاة شخص كانت وفاته بقضاء وقدر من الله تعالى او قيام المدرس بتأديب الطالب او اتخاذ اجراء بحقه فقد قال سماحته بهذا الصدد "لاشك ان العشائر في العراق تشكل كياناً اجتماعيا ًفاعلا ً في المجتمع العراقي وكان لها دور مهم في الحفاظ على وحدة العراق وتماسكه الاجتماعي والدفاع عن استقلاله وحرصها على مد جسور المحبة والتآلف بين مختلف الشرائح للمجتمع العراقي اضافة الى دورها في اصلاح ذات البين وفض النزاعات بالطرق السلمية واغاثة اصحاب الحاجة من العشيرة وغيرهم ..ولكن – مما يؤسف له- وجدنا في الفترة الاخيرة ان بعض افراد العشائر يحاول استغلال هذا الكيان الاجتماعي الهام وبما تمثله العشيرة من ثقل اجتماعي واحترام لدى المجتمع لفرض نوع من الاعراف العشائرية او الزام الاخرين بدفع اموال او اخضاعهم لاحكام خارجة عن الضوابط الشرعية ولا يرتب عليها القانون اثراً مما يؤدي الى تغييب القانون وضعف دوره في المجتمع وشيوع حالة من الفوضى الخاضعة لامزجة واهواء بعض الاشخاص .. بل والى الانتقاص من مكانة العشيرة لدى المجتمع .. ونحن بحاجة في الوقت الحاضر الى تحكيم النظام والقانون في شؤون التنازع والاختلاف والخضوع الى الضوابط الشرعية لكي نبني مجتمعاً قادراً على النهوض باعباء المسؤولية بعيداً عن الفوضى والنزاعات الاجتماعية .،فقد اشتكت بعض الشرائح المهمة في المجتمع كالاطباء وبعض المدرسين وبعض المواطنين من لجوء بعض افراد العشائر الى استغلال موقع العشيرة التي ينتمي لها لكي يفرض على هؤلاء دفع اموال على امور لا تستحق ذلك اما بسبب وفاة شخص كانت وفاته بقضاء وقدر من الله تعالى او قيام المدرس بتأديب الطالب او اتخاذ اجراء بحقه بسبب رسوبه ونحو ذلك فيتدخل بعض افراد العشيرة ويفرضون احكاماً او قرارات او اموالا ً على الطرف الآخر من دون سند شرعي ولا قانوني .،ولذلك نأمل من الاخوة زعماء العشائر وهم اهل لهذه المسؤولية ان يراقبوا مثل هذه الحالات ويستمعوا الى شكاوى الاخرين ان حصل من بعض أفراد عشيرتهم مثل هذه الأمور ويمنعوها حرصاً على هيبة القانون وبناء المجتمع على اسس من الاحترام للانظمة والقوانين مراعين في ذلك الحدود والضوابط الشرعية ..
اما في الامر الرابع والاخير فقد اوصى سماحة الشيخ الكربلائي المسلمين في البلدان الاوربية والامريكية على ضرورة المحافظة على هويتهم وثقافتهم والحرص على تربية اولادهم وعوائلهم وفق الاحكام والاخلاق الاسلامية والتكافل فيما بينهم والتعاون ونشر المحبة والتآلف والتآزر وتقوية الاواصر فيما بينهم "وقال سماحته بهذا الصدد "مع ازدياد عدد المسلمين في بلدان اوروبا وامريكا واستراليا والدول الاخرى فاننا نوصي هؤلاء الإخوة بضرورة المحافظة على هويتهم وثقافتهم والحرص على تربية اولادهم وعوائلهم وفق الاحكام والاخلاق الاسلامية والتكافل فيما بينهم والتعاون ونشر المحبة والتآلف والتآزر وتقوية الاواصر فيما بينهم..فقد اصبحت مسؤوليتهم مضاعفة خصوصاً بعد زيادة اعدادهم في تلك الدول فان الانطباع لدى تلك الشعوب التي تستضيفهم عن الاسلام يتشكل ويتحدّد من خلال سلوكهم وتصرفاتهم وتصرف احدهم في تلك البلدان ليس كتصرفه في بلده فالعراقي المسلم حينما يخطئ في العراق لا يحسب خطأه على الدين والمذهب على العكس من خطاه في تلك البلدان حيث ترتسم ويتشكل انطباع سيء عن الاسلام اذا ما اخطأ في سلوكه وتعامله ولذلك فان المطلوب منهم التعامل بصدق واخلاص وامانة واحترام قوانين تلك البلدان واعرافها وعدم التصرف باموال تلك الحكومات والجهات الرسمية فيها بل وحتى مواطن تلك البلدان الا وفق قوانينهم والتعامل بالحسنى والمعاشرة الطيبة مع مواطني تلك البلدان .. فبعد أن أصبح ثقلهم كبيراً بسبب زيادة عددهم في تلك البلدان اصبحت المسؤولية مضاعفة ..
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضي العراق في أي هجوم على إسرائيل
- بالصور- استشهاد 4 من عائلة السيد حسن نصرالله في غارة على الجنوب!
- حزب الله يعلن استهداف مطار وقاعدتين للكيان الإسرائيلي