تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 15شعبان المعظم 1433هـ الموافق 6/7/2012م الى أمور ثلاثة جاءت كالآتي:
الأمر الأول :
طبعاً الزائر الى العراق يأتي عن طريق المنافذ الحدودية البرية او عن طريق الجو عبر المطارات.. وهذه المنافذ الحدودية لا ريب تمثّل الواجهة للبلد ، وهذا امر عام غير مختص بالعراق، وحقيقة منافذنا الحدودية اعتقد وضعها الان بشكل عام لا يرقى الى مستوى البلد، فقد سبق وان ذكرنا بأن عندنا في البلد مشكلة تتمثل بعدم احترام الناس في المنافذ الحدودية، وعندما نقارن بين المنفذ الحدودي في البلد والمنفذ المجاور لدول الجوار سنرى الفرق شاسعاً جداً فما هو السبب ؟!
مع العلم ان هذه المنافذ تأتي بجباية للبلد وبعض الارقام قد تصل يومياً الى اكثر من 800 مليون دينار، بينما لا نتكلف سوى100 مليون حتى نظهر هذا المنفذ بشكل يتناسب مع البلد .. هذه المسألة ان كانت تشريعية او كانت تنفيذية .. المرجو من الاخوة المعنيين ان يخصصوا مبالغ لهذه المنافذ التي فيها واردات لتحسين المنفذ، فهذا المنفذ للدولة وليس لشخص معين ..
اضيف الى هذا فان البعض من المنافذ وليس الكل تكون طريقة التعامل بطريقة رخيصة تحتاج الى وقفة من المسؤول، وتجد عند البعض طريقة الاتاوات والرشاوى التي يتفاجأ بها الزائر عندما يأتي الى العراق ..
أقول إن هذه المسألة اصبحت مسألة يضج منها الوافد، وتعطي انطباعاً سيئاً عندما يقول هناك فساد مستشري، فمن غير المعقول ان الزائر يأتي الى العراق فيفاجأ بالرشوة! فماذا سيكون انطباع هذا الزائر عن البلد ؟!
ارجوا اتخاذ إجراءات صارمة وواقعية بأمثال هؤلاء المفسدين ..
الأمر الثاني :
جاءنا مجموعة من الاخوة وهم يشكون من مسألة وهؤلاء الإخوة في محافظة كركوك وفي قضاء داقوق شكواهم كالتالي:
ان كثير من ابنائهم اصحاب سيارات اجرة يستأجرهم بعض الناس من بغداد الى منطقة ما، ثم يختفي السائق! بعد ذلك يكتشفوا ان هؤلاء السائقين كلهم يُقتلون وبطريقة بشعة جداً وفي قرية مشخّصة، والأنكى من ذلك ان الاجهزة الامنية ايضاً تعلم ! هل تعلمون ما طلب هؤلاء ؟!
يقولون طلبنا ان تُسلّم لنا الجثث ..واكثر من هذا لا نريد ! بحيث وصل اليأس بهؤلاء حتى بالظفر بجثث اولادهم .. وهذه القضية لم يحدث عليها اكثر من سبعة اشهر.. انا اناشد تحسن الوضع الامني .. فأين الاستخبارات ؟ والمخابرات أين ؟!
وهذه العملية منظّمة، فالإنسان عندما يقتل بدم بارد وبهذه الطريقة؛ معنى ذلك انه مطمئن .. مطمئن اما من القانون يحميه او من المسؤول او هو مسؤول او مطمئن من القضاء او مطمئن من الاجهزة الامنية، وبالنتيجة هذه العملية تدل على اطمئنان!!
اين الاجهزة الامنية وتحسن الوضع الامني؟ واين الحفاظ على ارواح الناس ؟! هذه المسألة في غاية الخطورة وانا اضم صوتي لهؤلاء العوائل الكريمة ونطالب الجهات المسؤولة لا بتسليم الجثث فقط ، وانما بالجناية والقصاص من هؤلاء الاوغاد القتلة المجرمون .. فهذه المسألة خطرة جداً اضعها امام أنظار المسؤولين، واذا احب المسؤول ان يلتقي بأحد افراد هذه العوائل ويتخذ الاجراءات الحاسمة اللازمة ..
الأمر الثالث :
اود ان اشكر كل من ساهم وشارك في انجاح هذه الزيارة زيارة النصف من شعبان وتوفير الخدمات الامنية والصحية والنقل والوزارات الاخرى والعتبات المقدسة واشكر الجميع ..واحب ان انوه الى مسألة .. طبعاً بعد الزيارة الاربعينية الماضية حدث اجتماع مع دوائر الدولة في كربلاء وطرحت كل دائرة مشاكلها، وما هي الاجراءات اللازمة للزيارات القادمة حتى نتجاوزها ..
حقيقة هناك بعض المشاكل تتكرر في كل زيارة كمشكلة النقل بالدرجة الاساس حتى اصبح نقل الزائرين بطريقة لا تتناسب مع احترام الزائرين .. وقد طرحنا موضوعاً في وقتها والاخوة وافقونا في ذلك ورفع الاقتراح الى جهات عليا، وكان ملخّص الاقتراح كما يلي:
قطعاً مدينة كربلاء لا تتحمل كمدينة ان تُجنّد كل طاقاتها الخدمية وتجعلها في حالة استنفار لماذا؟ لان هناك انشطة اخرى لهذه الدوائر قد تتزامن مع الزيارة، وهذا ليس عذراً وانما تمهيد لطرح البديل، وبالنتيجة الزائر عندما يفد الى كربلاء نتمنى ان يصل اقرب نقطة تصل به السيارة الى الحرم المطهر، وان تتوفر له الخدمات، وان تهيئ له الاجواء الامنية المناسبة لأداء الزيارة، وان تتوفر له الوسيلة الجيدة لنقله الى مدينته، وهذا تشجيعاً للزائر واحتراماً له في نفس الوقت .. هذه المسألة في حدود المدينة، لكن بعض الدوائر تشتكي وتقول، ليس لي قدرة على ذلك سواء قدرة مالية او بشرية ..
اتفقنا مع الاخوة ان ننتهي من هذه المسألة .. شكّلوا هيئة خاصة في الزيارات بحيث تكون لها صلاحيات كبيرة وتتولى هذه المسائل كلها وبحيث لا نُتعب دوائر الدولة الاخرى وهذه الدوائر تعتذر من انها مشغولة بواجب آخر وهذا الكلام اما حقيقة او اعتذار وهروب من المسؤولية، لكن بالنتيجة حتى نتخلص من هذه المشكلة؛ بان تكون هذه الهيئة هي هيئة تنفيذية ولا تحتاج الى تشريع، وانما هذه الهيئة تحتاج الى صلاحيات لكي تتولى هذه الامور برمتها ..
اذكر مثلا ً قضية توفير السيارات وسيارات من القطاع الخاص على امل ان يساعدوا في نقل الزائرين .. الجهات الامنية قالت لا مشكلة .. الجهات الاخرى قالت لا يوجد لدينا رصد مالي لاستئجار السيارات، وبالنتيجة الرصد المالي حرم الزائرين من ان ينتقلوا بسيارات مكيّفة وبدلا ً من ذلك صعدوا في سيارات الحمل التي هي لا تتناسب معهم .. وهذه المسألة تتكرر في كل زيارة كما قلت ..
قد يكون المسؤول ليس له صلاحية، ولكن اقول هذه المسألة اما المسؤول الاعلى لا يرى ولا يسمع ولا يحب ان يرى ويسمع او واقعاً ليس الامر بيده !! فالأمر بيد من ؟!!
اصبح الوضع الامني واهتمام المسؤولين بالوضع الامني عائق امام راحة الزائر، والوضع الامني من شأن الامن، وبالنتيجة الزائر لا يحتاج الى الوضع الامني فقط وانما ان يُرحّب به، والترحيب ليس بالكلام فقط مع قسوة بعض افراد القوات الامنية بالتعامل السيء مع الزائرين وهذه الطريقة تتكرر ..
اقول للجهات الامنية، لا تستقدموا شخصاً لا يحترم الزائر ولا يحترم نفسه، ويتكلم بكلام سيء مع الزائرين، ويتكرر هذا المشهد في كل وقت، وهذه الطريقة عندما تكون غير منظمة؛ سنفقد السيطرة على كثير من المفاصل التي تربك الزائرين وتربك حركة الزائرين .. ادعوا الى دراسة الموضوع بجدية ،على انه لابد من توفير جهة واحدة تتبنى هذه المسؤوليات .. اعطوها صلاحيات هي عليها النقل وعليها الخدمات والامن وتكون هي مسؤولة امام البلد ..
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- رئيس مجلس النواب اللبناني ومدير مكتب السيد السيستاني يبحثان اوضاع النازحين
- السفير اللبناني: نتعاون مع الاجهزة الامنية العراقية في معرفة من يدخل العراق من اللبنانيين
- شاهد.. السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (فيديو)