- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل خلت الساحه العراقيه من ساسه حقيقيين؟؟؟
حجم النص
نحن بحاجة الى سياسيين عراقيين....
ساسة يحكمون او يعارضون ولكنهم عراقيون....
ساسة يفكرون بعائلة من نساء واطفال فقدت معيلها...
ساسة يفكرون بشباب ضائع بين المقاهي والادمان على المخدرات او الانخراط في المليشيات.
ساسة يشعرون بالعار من وجود نساء العراق على ارصفة المدن يبعن العلكة والسجائر وتتناهشن العيون.
ساسة يفكرون بالضيم الذي يعيشه المزارع وهو يبحث عن برميل زيت في السوق السوداء ليضخ الماء لارضه او يحرك الجرار...
ساسة يفكرون بمعنى ان يخرج العامل في الصباح الباكر بحثا عن اجرة يوم عمل فتحصد روحه وارواح زملائه سيارة ملغومة..
نحن بحاجة الى ساسة ينتفضون بوجه الجمود والتخلف، والتحجر الذي يعتري عملية التعليم التي صارت تشكل اضافة للتخلف وليس اضافة للمعرفة... وتؤكيداً للسلوك المنحرف بدل السلوك المتحضر.
نحن بحاجة الى ساسة يملأ عيونهم الغبار الذي غطى سماء العراق وتراكم على ارضه ليفكروا ان المواطن يحتاج في ايام كهذه الى المكيف، والى الضوء، والى الماء...
بعد زمن ليس ببعيد يضطر العراقيون جميعاً للتيمم عند الصلاة اذ لا يجدون الماء لكن المشكلة انهم لن يجدوا ايضاً صعيداً طيبا فالمزابل هي وحدها التي تملأ الباحات.
نحن بحاجة الى سياسيين يفكرون بان العلاج لم يعد مجرد تلامس معدة المريض والنظر الى اطراف اصابعه... فهناك الليزر، وهناك الاشعة العميقة، وهناك الاشعة المقطعية، وهناك الرنين المغناطيسي، وهناك السونار... كما ان وسائل العلاج اصبحت مهارة تقنية تنفذها مهارات علمية...
ام انهم لم يسمعوا الا بحبوب 693 وحبوب (عراق مجانا) و (الكنين) بل الارجح ان معظمهم لا يعرف من الادوية الا (دهن الخروع)..
نحن بحاجة الى ساسة يدركون ان (القدر) وان تردت محتوياته بحاجة الى نار وان النار يأتي بها الغاز... وانه عيب علينا ان نستورد منتجات البترول ونحن نمتلك منه اضخم احتياطي في العالم..
نحن بحاجة الى ساسة يدركون بان الجيوش تؤسس لحماية الوطن من اعدائه لا لحماية الاعداء من الوطن... اما الشرطة فلقد مضى زمن الشرطي الذي شهد على المتظاهرين بقوله (بينما كنت سائراً في شارع الرشيد ولن (واذا ) قنبلة ذرية مرت من (حذاي).. اي بجانبي... نحن بحاجة الى قوى امنية تحفظ حرية المواطن، وتصون كرامته، وتحرس ممتلكاته، وتحترمه والكف عن شرطة تقيم الحدود على الشبهات او ترغم مواطنا ومواطنة على الذهاب الى مركز الشرطة لانهما يتناولان الشاي سوية.. ولا تكف الشرطة عنهم ان لم يدفعا المعلوم......
نحن بحاجة الى ساسة يعرفون ان العالم قد غادر الثورة الصناعية الميكانيكية ودخل الثورة الصناعية الالكترونية وغزو الفضاء...
نحن بحاجة الى ساسة يربأوا بانفسهم عن هذا شيعي وذاك سني وهذا عربي وذاك كردي، ويختلفون على من كان اجدر بالخلافة في صدر الاسلام، فينسون زمانهم ويتقاتلون فيما بينهم....
نحن بحاجة الى ساسة يحبون العراق وليس غير العراق..
نحن بحاجة الى ساسة لا يقايضون الوطن بالنقود فماذا بقي من اموال من سبقهم غير ان صار ابناؤهم ينثرونها على الراقصات في النوادي الليلية.. فكما يمحق الله الربا ويربي الصدقات فانه يمحق سرقة اموال الناس.....
دخل شاب ذات يوم على الخليفة عمر بن عبدالعزيز، .... فواجه الخليفة بقوله (اصابتنا سبع عجاف والمال بحوزتك، فان كان لله فرده الى عباده، وان كان للعباد فاعطهم مالهم، وان كان لك فتصدق به)..
فقال الخليفة: ما ترك لنا هذا الصبي واحدة من ثلاث...
وعلى ساستنا ان يدركوا ان كل مال حرام يولد نقمة على صاحبه في الدنيا وتكوى به وجوههم يوم لا تشفع سلطة ولا توجد شرطة وحمايات بل توجد عدالة الله، ويد الله تعالى....
نحن بحاجة الى ساسة يقولون لنا بوضوح وبالعربي غير الفصيح لان قلة منهم يجيد الفصيح يقول لنا: ماذا يريدون؟
فلكل سياسي هدف فما هو هدف كل منهم؟
ما الذي يدخره للشعب من حكمة من طريقة لادارة الحكم وليس ما يدخره لابنائه واحفاده وازواجه و(ما ملكت ايمانه)...
نحن بحاجة الى ساسة يعرفون كيف تبنى الدول لا كيف تهدم، وكيف تعطى الحياة للناس وليس الموت، وكيف ان كرامة الحاكم من كرامة شعبه، ولا كرامة لسياسي وهو لا يكرم الناس بالحقيقة وبالصدق، وبالعمل.....
نحن لا نحتاج الى ساسة يخدمون دولاً اجنبية كبرى او صغرى او بين بين بل بحاجة الى ساسة مع العراق، مع وحدته، مع ازدهاره...
نحن على استعداد ان نحترم حتى الغرور شريطة ان يغتر الانسان بمعرفته، وباخلاصه، وبما قدم لشعبه.
فيا ساسة العراق هاهم اطفال العراق يكبرون، وسيصبحون شبابا بالغين... فماذا خلفتم لهم من ارث؟ ماذا تريدون ان يقولوا عنكم وانتم اباؤهم؟...
ان هذا يتوقف عليكم فاما يداً بيد لبناء عراق جديد... واما هدم ما هو اهم من البنى الارتكازية وهو القيم التي ينبغي ان تسود كل مجتمع يسعى للنهوض......
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟