توصل الباحثان الدكتور سلام جمعه المالكي، الاستاذ المساعد في كلية الهندسة الجامعة المستنصرية و االسيدة زينب قحطان التدريسية في الكلية ذاتها، و من خلال عمل ميداني استمر ثمانية اشهر الى ان العائلة البغدادية ترمي حوالي 28% من مجموع اوزان مشترياتها الغذائية (عدا اللحوم) في سلة النفايات مما يشكل عبئا ثقيلا على البيئة البغدادية و على منظومة معالجة النفايات بشكل عام اضافة لما تشكله من هدر للمدخولات المالية للعائلة ذاتها.
وقال الدكتور سلام جمعة المالكي لوكالة نون الخبرية "لقد استنتجت الدراسة ان العامل الاكثر تأثيرا في زيادة نسبة النفايات الغذائية للعائلة البغدادية هو عدد الاطفال في العائلة مما يؤشر الى وجوب مراعاة رغباتهم الفعلية ضمن قوائم المشتريات اليومية بما يقلل من نسبة غير المرغوب منه لدى فئة الاطفال . اضافة لما سبق فقد تبين من خلال تحليل البيانات المتعلقة بعوائل متنوعة من حيث عدد الافراد و المدخولات الشهرية و المستوى الاجتماعي موزعة على عشرين منطقة سكنية على امتداد محافظة بغداد، موضحا ان "ان كمية المشتريات الغذائية لا تعتمد على الدخل الشهري للعائلة بصورة اساس بل ان عدد الافراد الكلي هو العامل الاساس لتحديدها، بما يشير الى ان المشتريات الغذائية تعتبر اولوية لدى العائلة البغدادية في صرف مواردها المالية تكاد تتساوى فيها العوائل ذوات الدخل العالي و الواطئ نسبيا.
واضاف المالكي "رغم ان نسبة المخلفات الغذائية التي تم استنتاجها لدى العائلة البغدادية تكاد تقترب من تلك المعلنة في الولايات المتحدة الاميركية و بريطانيا و غيرها من الامم المتقدمة، فان استغلال تلك المخلفات لدى تلك الامم بتحويلها الى طاقة حيوية او سماد عضوي يعتبر عاملا مهما لتعويض الهدر المالي من جهة و تخليص البيئة من عبء كبير اثبتت الدراسات المستمرة تسببه باضرار صحية و اقتصادية و اجتماعية كبيرة لكل مكوناتها، و ذلك مما يستدعي ضرورة ايلاء المسؤولين اهتماما اكبر لهذا الجانب من خلال التوجه نحو العلم و اهله و مؤسساته لوضع اسس علمية لمنظومة التعامل مع المخلفات المنزلية و الصناعية بعيدا عن التخبط و العشوائية.
وكالة نون خاص