- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مخلب الوهابية بين الازهر والنجف
حجم النص
المدارس العلمية الاسلامية ذات الشهرة الواسعة والتي جاءت من خلال تخريجها لعلماء فطاحل جهابذة كل ضمن تخصصه ضمن الخطاب الاسلامي هما النجف الاشرف والازهر الشريف هاتان المدرستان ولدتا تقريبا في نفس القرن الهجري الا وهو الخامس وبعيدا عن بذور تاسيس الازهر حيث ارسى حجر أساسه في الرابع والعشرين من جمادى الأولى 359هـ/970م، وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثانى خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان سنة 361هـ/972م، ومن ثم اصبح جامعة للمذاهب الاربعة ، وفي الجانب الاخر تاسست مدرسة النجف في سنة ( 448 هـ ) بعد ان نزح اليها من بغداد كبيرُ علماء الشيعة في ذلك العهد، الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، إثر فتنة طائفية أثارها السلجوقيون ، وكان من آثارها الهجوم على دار الشيخ الطوسي، ونهب كتبه وإحراق كرسيّه الذي كان يجلس عليه للتدريس، وإحراق مكتبات أخرى. فكان ارتحال الشيخ الطوسي إلى النجف، بداية عهد جديد في حياة هذه المدينة التي أخذت منذ ذلك العهد تتحول من مدينة ومزار إلى جامعة كبرى.
لم يذكر لنا التاريخ ان هنالك صراعا تكفيريا حدث بين المدرستين بل كان الازهريون يستانسون بزيارة النجف والنجفيون يستانسون بزيارة الازهر وحتى ان بعض علمائنا حصل على شهادات عليا من الازهر وكانت مجالستهم بعضهم لبعضهم مجالسة علمية تعطي اروع صورة للخلاف الفكري المثقف والواعي وقد توطدت العلاقة اكثر مع الدعوة الى التقريب على ما اصاب المسلمين من نكبات ومنها نكبة الصهاينة ، هذا الامر لا يروق لاعداء المسلمين وعليه بدات تعمل على خلق فكر هدام يفتح الثغرات بين المسلمين ولان الارض والطبيعة السكانية لها تاثير على شموخ هذه المدارس فكانت الظروف مواتية لزرع الفكر الوهابي في ارض حوت ما حوت من التراث والتاريخ الاسلامي هذا ناهيك عن مكة قبلة المسلمين في العالم ، هذه الامور ساهمت في فرض هذا الفكر وبالفعل بداوا تهيئة الاجواء لهذا الفكر وكانت اولى خطوات هذا الفكر هو هدم الاثار الاسلامية التي تدل على شموخ الفكر الاسلامي فقد هدموا قبور البقيع وبيوت النبي وبعض الجوامع التي لها حضور تاريخي رائع ،بل وزادوا فد هجموا على كربلاء والنجف وقتلوا وهدموا وسرقوا كنوز العتبات المقدسة اكثر من مرة ،اضافة الى تكفير كل من لا يؤمن بهم فطال تكفيرهم كل المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والامامية ، وزاد قوة هذا الفكر بعد اكتشاف النفط ، وبعد ان ثبت نفسه تكفيريا واجراميا بدا يعمل عى تاسيس مدرسة اسوة بالازهر والنجف ولانهم لايحملون مبادئ العلم ، ولا يمكنهم التسلل الى مدرسة النجف فقد عملوا على ضخ عملائهم في الازهر الشريف لتقطيع عرى التواصل بين هاتين المدرستين الشامختين ، وفي نفس الوقت الترويج لجامعاتهم في الرياض مع مساندة الاجندة الخارجية في الترويج الاعلامي باعتبار ان مدرسة مكة هي من اعمدة المدارس الاسلامية وقد احدث تاثيره هذا الاعلام في بعض مهزوزي العقيدة او الذين لا يعلمون ماهية هذه المدرسة .اساتذة وطلبة في جامعة الازهر شكوا من التغلغل الوهابي في الازهر بل وحتى ذكروا مقدار المبالغ التي ضختها الوهابية لاتباعها في الازهر من اجل السيطرة عليه وجعله تبع لهم ، او على اقل تقدير فتح حرب شعواء من مدرسة الازهر والنجف حتى تحقق المارب التي تهدف اليها الماسونية والامبريالية .
ومن الجانب الاخر تخشى الوهابية ومن ورائها توطيد العلاقة بين قم والنجف لان ذلك يؤثر على نشر افكارهم اذا ما توحد الخطاب بينهما لاسيما وان علماء النجف وقم لا يلتفتون الى القومية مثلما تلتفت اليها العناصر القومجية والعروبية التي تعتبر وجه اخر لنازية هتلر .
العصر الذهبي للعلاقة بين النجف والازهر كان في بداية ووسط القرن العشرين الميلادي الذي كان في نفس الوقت يمارس الفكر الوهابي اجرامه لتثبيت وجوده ، والعصر الذهبي للوهابية في التغلغل داخل الازهر كانت مع بدايات حكم حسني مبارك وهاهي اليوم تستغل وباقصى ما لديها الفوضى في مصر بعدما شارفت على ياس تمكنها من العراق وها هي تلوح باخر ورقة لديها لاتباعها في العراق من اثارة وبقاء هذه الازمة التي تجتاح العملية السياسية في العراق وان شاء الله هي الى زوال .