حجم النص
من مدة, وكنت أتحدث لإذاعة قطر الدولية عن قضية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بقضايا إرهاب ، وكان على الجانب الآخر مراقب سياسي (كمال بياتلي) الذي دافع عن موقف حكومة أوردوغان من مذكرة القبض الدولية, ووجود الهاشمي في إسطنبول ,وأرجع الرفض التركي لفكرة تسليمه الى الشرطة الدولية الى عامل الأخلاق المؤثر في سلوك أنقرة ,وضرب مثلاً في الموقف من سورياودعم أنقرة لقوات الجيش الحر
. بألتاكيد فإن موقف أوردوغان من قرار الجمعية الوطنية الفرنسية التي أعلنت قضية الإبادة التركية للأرمن جرماً يحاسب من أنكره كان متشنجاً للغاية ، وكان التراجع عن القرار من قبل باريس إنتصاراً تاريخياً للأتراك.
الجميع يعرف أن جرم قتل الأرمن مارسه الأتراك مطلع القرن الماضي بوحشية ، وما زالوا يقتلون شعب كردستان (هذا ليس رأيا خاصاً بي بل هو توصيف ) . فأنقره قد لا تمانع في عقد صفقة تجنبها ضغوط بغداد ,والخسارة في حقل الإستثمار الإقتصادي الهائل الذي يمكن لتركيا أن تستفيد منه ، وهناك مؤشرات في هذا الإتجاه حيث كانت زيارة رئيس وزارء إقليم كردستان الأخيرة الى العاصمة التركية في سياق إتفاق على ترتيب يبعد الهاشمي عن إسطنبول دون أن يعد ذلك تراجعاً في الموقف التركي.
في ثمانينيات القرن الماضي رفع صدام حسين شعار (الشيوعيون, مقابل البيض والغذاء) في مواجهة قيام صوفيا بإستقبال قادة المعارضة العراقية من الشيوعيين خاصة الذين فروا من بلادهم خشية التصفية . وكانت العاصمة البلغارية ملاذاً آمناً ، لكنه لم يعد كذلك بمجرد أن قرر صدام حسين وقف إستيراد البيض البلغاري ما لم تسلم صوفيا أربعة من القادة الشيوعيين اللاجئين فيها .
في ذلك الوقت لعبت السيدة (أم ستوري), وهي دلالة مشهورة الأفاعيل بالشعب العراقي ,حتى قيل في حينه ,(هنيالك يا من تحصل على بيضة) , وعندها أذعنت الحكومة البلغارية ,وسلمت الشيوعيين, ومعهم صناديق البيض ، الشيوعيون تم إعدامهم ، والبيض تم سلقه ,أو قليه بالزيت , لافرق .
فهل سترفع بغداد شعار( الهاشمي مقابل النفط والإستثمار ) ؟
ربما .. وقد تستسلم تركيا..