- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لمحات من السيرة العطرة لفاطمة الزهراء(ع) / الجزء السادس
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي.
والآن لنتابع دخول الزهراء(ع) لبيتها الزوجي ومع أبن عمها الأمام علي(ع) والذين الكثير من الكتاب الرخيصين والضيقي الأفق يقولون ويذكرون بأن حياتهم كانت فيها الكثير من المشاكل والشكوى عند رسول من قبل الأمام علي أو الزهراء وهي لا تستند إلى أي دليل منطقي وواقعي لأن نحن وكما قلنا ونعيد أن كل ما يطرح يجب أن يمحص ويراجع لكي يمكن الاستناد في أي مناظرة أو كتابة بحث ولكي تكون حجة مقنعة وقد أجمع العلماء والفقهاء على أن أي حادثة يجب أن تستند الى امرين مهمين وهو :
أولاً:مطابقتها مع القرآن والسنة وثانياً:الإجماع
وكما أن الحديث الوارد عن أبو هريرة هو مشكوك ولا يستند إلى ألجماع والغاية من أيراد هذا الحديث وهو الإساءة إلى الأمام علي وفاطمة الزهراء روحي لهما الفداء وهذا هو ماذكرناه حول النفس الأموي في إيراد مثل تلك الأحاديث والتي صرف معاوية وبذل الأموال في إيراد الأحاديث والتي من شأنها النيل من الأمام علي(ع) وماسب علي قي المنابر ولمدة سبعين سنة إلا خير دليل على ذلك.
وأن راوي الحديث هو من الذين تتفق مصالحهم مع البيت الأموي وحكامه والذي أورد أربعة الآف حديث عن النبي محمد(ص) فأي منطق وعقل يصدق بأنه استطاع ولوحده جمع هذه الأحاديث والتي أغلبها لاتطابق الأمرين التي ذكرناهما سابقاً من حيث المطابقة والإجماع وبالإضافة أنه لم يصاحب النبي إلا سنتين وقد كان فقيراً ومن المعدمين وسكن في بيت الصفا وهي البيوت الخاصة بسكن فقراء المسلمين ولم يصاحب النبي في غزواته أو جولاته فهل يعقل أن ينقل هذا الكم الهائل من الأحاديث ويعتبر من الثقاة والذي يستند اليه البخاري وكل الصحاح في أحاديثه والتي قد دست فيها الكثير من الإسرائيليات والمعروفة عند الجميع والتي غايتها تشويه ديننا والإساءة إلى نبينا الأكرم ومحاولة أفراغ الرسالة المحمدية من كل مضامينه السامية والراقية.
وروي عن ابن طاووس وغيره قال النبي لأبي هريرة وسمرة بن جندب وآخر: «آخركم موتاً في النار» فمات الرجل قبلهما، فكان إذا أراد الرجل أن يُغيض أبا هريرة، يقول: مات سمرة، فيُغشى عليه ويصعق، فمات قبل سمرة.
فمعاوية هذا روي أنّه بذل لسمرة بن جندب: (مائة ألف درهم حتى يروي أنّ هذه الآية نزلت في حق علي (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل، وروى ذلك).
ولنعرف من هو سمرة بن جندب :
وأما سمرة فقد قال أبو جعفر شيخ ابن أبي الحديد فيه : قد روى أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي ( ع ) ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ).(2)
وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) (3)، فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم ، فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل.(4)
استجاب لمعاوية جمع من الصحابة والتابعين ، فأصابوا من دنيا معاوية العريضة .
وخالفه آخرون ، فأصابهم التشريد والتقتيل ، ووقعت بين الطرفين معارك ضارية كانت نتائجها آلاف الأحاديث الموضوعة التي ورثناها اليوم من جانب ، ومن جانب آخر آلاف الضحايا البريئة من خيار المسلمين . وكان سمرة هذا ممن امتثل أوامر معاوية ، فأصاب الإمرة في البصرة فأسرف في قتل من خالفه .
روى الطبري(5)وقال : سئل ابن سيرين : هل كان سمرة قتل أحدا ؟
فقال : وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب ! ؟ استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس ، وروى أنه قتل في غداة واحدة سبعة وأربعين كلهم قد جمع القرآن .
وقال : مات زياد وعلى البصرة سمرة بن جندب فأقره معاوية أشهرا ثم عزله ، فقال سمرة : لعن الله معاوية ، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا.(6)
وقد ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتابه الرد على الامامية مجموعة من أوامر الشتم والتزييف والعبث بوعي الأمة الإسلامية التي ألقاها معاوية لعماله ورجاله للنيل من علي وأهل بيته عليهم السلام وشيعتهم، منها:
(.. كتب معاوية بن هند لعمّاله بعد عام الجماعة أن برئت الذمّة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته وأمرهم ب الإمام علي (ع) على كلّ منبر ويبرؤون منه ويقعوا فيه وفي أهل بيته الأطهار..؟(
وجاء فيه ايضا: (أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ (ع) شهادة، وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل ولايته الذين يرون فضائله ومناقبه، فادنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم..).
ولآنقل ماذكره أحد الكتاب والعلماء
وقد كثر الوضع والكذب في الحديث على عهد معاوية حيث اقتضت مصلحته الدنيوية ذلك فاصطنع رجال سوء من بعض الصحابة وغيرهم ، وغرّهم بالأموال الطائلة في هذا السبيل. قال ابن أبي الحديد عند ذكر أمير المؤمنين (ع) : « ... استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره ، والتحريض عليه ووضع المعايب والمثالب له الخ ». ونقل عن شيخ المعتزلة أبي جعفر الاسكافي أنه قال : « إن معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي 7 تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا (*) يُرَغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير ». ثم عرض بعض ما رووه في ذلك. ( شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٧ ـ ج ٤ ص ٦٣ ).(7)
ولنرجع إلى سيرة سيدتي ومولاتي الزهراء روحي لها الفداء وهل ماقاله الكتاب من النفس الأموي والعباسي صحيح ولنسرد وكما من مصادرها الرصينة وبالدليل والحجة والمنطق.
فاطمة في منزلها الزوجيّ
كانت الزّهراء في منزلها الزوجيّ تقوم بالأعمال المنزليّة، حتى أضناها التّعب، وفي هذا روي أنّ أمير المؤمنين (ع) أخبر النّبيّ (ص) بمعاناة الزّهراء (ع) فقال: "إنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها، وجرت بالرّحى حتّى مجلت يداها، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل، قال: أفلا أعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبّرا أربعاً وثلاثين، (...) فقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله( وهو ما اصبح ما يسمى تسبيحة الزهراء والتي تعادل الف ركعة من الصلاة).
وعن جابر الأنصاري: رأى النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه، فأنزل الله:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
وقد أجمع المفسّرون المسلمون، أنّ سورة الإنسان أو جلّ آياتها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، وفي جاريتهم فضّة. وكان الحسن والحسين مرضا فنذر أمير المؤمنين وفاطمة وفضّة صوم ثلاثة أيّام. فاستقرض عليّ عليه السّلام من شمعون الخيبريّ اليهوديّ ثلاثة أصوع من الشّعير، فطحنت فاطمة كلّ يوم صاعاً وخبزت، فآثروا بذلك ثلاث ليال على أنفسهم مسكيناً ويتيماً وأسيراً ولم يذوقوا إلّا الماء في وقت الإفطار.
ولناخذ النص التاريخى التالي ثم ننتفع منه دروسا حية للحياة من مدرسة فاطمة الزهراء(ع)
فعن أبي جعفر الامام الباقر (ع) قال: {إن فاطمة (ع) ضمنت لعلي(ع) عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت، وضمن لها علي (ع) ما كان خلف الباب: من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟
قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به.
قال: أفلا أخبرتني؟
قالت: كان رسول الله (ص) واله نهاني أن أسألك شيئاً، فقال: لاتسألي ابن عمك شيئاً. إن جاءك بشيء عفو، وإلا فلا تسأليه.
قال: فخرج الإمام( ع) فلقي رجلاً فاستقرض منه ديناراً ثُمَّ أقبل به وقد أمسى، فلقى المقداد بن الأسود.
فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟
قال:الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين.
قال (الراوي): قلت لأبي جعفر ع: ورسول (ص) واله الله حي؟
قال: ورسول الله ص واله حيٌّ.
قال الإمام علي (ع) للمقداد: فهو أخرجني وقد استقرضت ديناراً وسأوثرك به، فدفعه إليه، فأقبل فوجد رسول الله (ص) واله جالساً وفاطمة (ع) تصلي وبينهما شيء مغطى، فلما فرغت، احضرت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز ولحم.
قال ع: يا فاطمة، أنى لك هذا؟
قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فقال له رسول الله ص واله : ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟
قال: بلى.
قال: مثلك مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أنى لك هذا، قالت: هو من عند الله، {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}..
فأكلوا منها شهراً وهي الجفنة التي يأكل منها القائم وهي عندنا).(9)
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: كنت عند فاطمة عليها السلام إذ دخل عليها رسول الله وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها عليّ بن أبي طالب عليه السلام من فيء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة لا يقول الناس: إنّ فاطمة بنت محمّد تلبس لباس الجبابرة، فقطّعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها، فسرّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومنذ اليوم الأول بدأت العمل في البيت وتمشية أمور البيت ولا يهم أنها بنت الرسول وبضعته الطاهرة،وفي المقابل نجد أن نساؤنا في الوقت لا يجوز أن تشتغل في أول أيامها وما إلى ذلك الأمور التي تعرفها النساء فهل هذا السلوك يتطابق مع السلوك الحوراء الإنسية(ع)،وهل ذلك البطل أمير المؤمنين جالس مع الرجال ولا يهتم بزوجته بل كان على العكس يساعد زوجته في طحن الحبوب بالرحى وعجن الخبز والمساعدة في أشغال البيت وه ذلك الشجاع الذي قتل صناديد العرب وفرسانهم فهل يقوم رجالنا بهذه الأمور والاقتداء بأمامنا.وتقول الروايات: أنها استسقت بالقربة حتى أثر في صدرها،وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها،وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها،إلى أن نالها من النصب ما جعلها ترجو نبينا الأكرم(ص) في استئجار خادم لها تساعدها في شؤون البيت،فأنفذ لها جارية للخدمة سمّها (فضة)وقد حصلت على خادمة فأنها لم تخلد إلى الراحة،بل ظلت تعاون(فضة)حتى جعلت الخدمة لها يوم ولخادمتها يوم..فهل توجد قمة وروعة في الإنسانية في كل العلم وهذا ما يعلمنا إسلامنا الرأفة والعطف على من بخدمتهم،فهذه أبنة رسول الله لم تترك العمل كله لجاريتها ولم تكن كباقي نساء المدينة السيدة العاطلة التي لا يهمها سوى تزيين نفسها ولبس الملابس الفاخرة للمشاركة في المجالس والمناسبات،فهي تضرب أروع الأمثال للزوجة الوفية لزوجها والشاعرة بمسؤوليتها،والمواسية لمن هي دونها.
"قال الكعبي: يقول علي بن أبي طالب عليه السّلام: كانت فضّة شاطرة العمل، فقالت لها فاطمة عليها السّلام يوما: أتعجنين أو تخبزين؟ فقالت: بل أعجن يا سيدتي و احتطب. فذهبت و أحتطبت .... تمثّل هذه المعاملة مفاوضة فاطمة عليها السّلام و تسليمها زمام الاختيار لخادمتها فضّة حسب رغبتها فيما تشاء و تختار في التعيين من أنواع العمل".(11)
وكان يبلغ من وفائها لزوجها أنها كانت تخفي ألآمها عن زوجها ولا تشكو إليه وغصص تتجرعها على مضض وتخنقها العبرة..ولكن ما أن يأتي زوجها حتى تبتسم له،وتهش وتنش.وكل رعاية لعواطفه من أن تجرح ولآلامه من أن تزداد،وللرحب من أن يضيق عليه وتمسك نفسها من أن تأن أنة أو تتحسر مداراة لزوجها.ومن هنا تنكشف الزيف في الفرية التي أختلقها للطعن في سلوك الإمام مع الزهراء أو عكسه وقصة المشادة التي أختلقها بعض الحاقدين على أهل البيت وخروجه من البيت وبحث النبي عليه ووجده نائماً على الأرض والعرق يتصبب منه فيناديه الرسول(ص) : ((قم يا أبا تراب)) ويقوم وتنتهي الفرية بمصالحة بين الزوجين.والفرية واضحة ومدسوسة من قبل الحاقدين على أمير المؤمنين(ع)سيف الحق وخليفة النبي والإمام المعصوم فهل يحصل منه هذا التصرف ثم أن تلك المرأة وهي الزهراء(ع) التي تعتصر الألم ولا تذكر لزوجها وهي الحوراء التي بضعة الرسول فهل يعقل أن يدور كلام بينها وثم تشتكي إلى الرسول .
ونأتي إلى السند والنص فالراوي هو (أبو هريرة) وهو معروف بتلفيقه الأحاديث والذي يعتبره العامة راوي حديث مسند وروى عن النبي كثر من أربعة ألاف حديث ولم يرافق النبي ولم يعرفه إلا سنتين وقد كان فقيراً وأسكنه الرسول في بيت الصفا للفقراء وهو لا يدع مجالاً للشك لمعرفة التحريف والنقصان وهو بما لا يدع الشك القصد منه النيل من شخصية الإمام روحي له الفداء،ولو كان الحديث صحيحاً لأهتم به جملة من الرواة ولكن انفراد أبو هريرة يضعف في النفس الثقة والاطمئنان بصحة صدروه.وهذه الملاحظات تكشف لنا بوضوح مقدار الحقد والكيد الشديد الذي كانت تكن لبطل الإسلام وسيف الرسول(ص) روحي له الفداء أمير المؤمنين(ع) ووصي رسول رب العالمين ومن هنا نحتاج إلى مراجعة كاملة للتاريخ والذي كان يكتب وفق أهواء الحكام والسلاطين في ذلك الوقت .(12)
"يقول الكاتب المصري محمود شلبي في ذكر بيت فاطمة عليها السّلام: هاهنا أمر خطير قليل النظير، خلاصته أن بيت فاطمة عليها السّلام هو أفضل بيت على الإطلاق باستثناء بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله ....أن فاطمة عليها السّلام أشبه الناس بأبيها، أي أشبه الناس به في صفاته العليا؛ فيتحتم أن تكون شؤونها في بيتها أشبه الناس بشؤون أبيها في بيته، لأن التشابه في الصفات يؤدّي إلى التشابه في السلوك و الأعمال .... وهذا يفسّر الكثير مما سوف يمرّ علينا من أحداث جليلة دارت في هذا البيت أو حوله!"(14)
ومن ثمار الدوحة الهاشمية هي خمسة ثمار وهي غصون طيبة وأعواد رهيفة سرعان أن قضت الأحداث على البرعم الخامس ولم تتفتح أكمامه بعد وبقيت البراعم الأربعة تمد الإسلام والإنسانية الماء والغذاء وتضفي كل الخير عليهم وأسماؤهم ك
1 ـ الحسن(ع) 2 ـ الحسين(ع)
3 ـ زينب(ع) 3 ـ أم كلثوم
5 ـ المحسن: : اسقط من بطن أمه روحي له الفداء
وأسماؤهم كلها من النبي (ص) وكان يحيطهم برعايته وحنانه وكان هم النسلة الطاهرة والمشرقة لنبينا وحبيبنا محمد(ص)والذين ظلوا الأنوار الساطعة التي تحكي نوره عبر الأجيال
النبيّ (ص) يرعى فاطمة وأسرتها
وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحيط فاطمة وأسرتها بعناية كبيرة، فكان يتردّد كثيراً إلى بيتها ويخصّص وقتاً للحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنّة عليهما السلام. وكان يقول: فاطمة بضعة مني، من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد ساءني. أما أمير المؤمنين عليه السلام فقال: فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.
ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: اللّهمّ إنّي راضٍ عن ابنة نبيّك، اللّهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها.(14)
وفي جزئنا القدم أن شاء الله نستكمل ونتناول الجوانب الحياتية وبشيء من التفصيل لنلقي الأضواء المشرقة على حياة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ كتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية للأستاذ جعفر السبحاني ص389.
2 ـ [من سور البقرة : 201 و 202 ].
3 ـ [سورة البقرة : 204].
4 ـ هذه الروايات وردت في شرح النهج 1 / 358 361 .
5 ـ في حوادث سنة 50 من الطبري 6 / 132 ، وابن الاثير 3 / 193 . ( * )
6 ـ في حوادث سنة 53 من الطبري 6 / 164 ، وابن الاثير 3 / 195 وقد أوردتهما منهما باختصار . وليراجع أحاديث أم المؤمنين عائشة ج 1 . للسيد مرتضى العسكري ص 375 -376.
7 ـ قواعد الحديث للعلامة المحقق السيد محمد الموسوي الغريفي. مطبعة الآداب في النجف الأشرف .ص 137.
8 ـ [سورة آل عمران: 37 ]
9 ـ تفسير العياشي: ج1 ص171 و172.
10 ـ موقع السيد حسين الصدر
http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=4501
11 ـ فاطمة الزهراء عليها السّلام للكعبي: ج 2 ص 248
12 ـ موقع السيد حسين الصدر
http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=4501
13 ـ الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج17،ص:34
14 ـ موقع السيد حسين الصدر
http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=4501
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول