حجم النص
النقيب فاضل والد أحد الطلاب الضحايا : لن أترك عملي في محاربة الارهابيين حتى لو قتلوا جميع أبنائي وأهلي
داخل أحد أزقة تكريت الضيقة نصبت ثلاثة مجالس للعزاء اكتظت بالمعزين بثلاثة من طلاب ثانوية تكريت قتلوا على يد مسلحين من القاعدة.
النقيب كريم فاضل، والد الطالب سلام 16 عاماً، والذي قتل مع اثنين من زملاءه، لؤي وعلي، الاثنين 23 نيسان/ابريل، داخل الصف وخلال حضورهم درس الكيمياء.
ويقول فاضل "قتل ابني أمام الأستاذ وزملائه من الطلاب". ويضيف فاضل "لن أترك عملي في محاربتهم حتى لو قتلوا جميع أبنائي وأهلي لقد أصبحنا في منتصف طريق لا رجعة فيه إما النصر على القاعدة أو الموت بعز لا ذلة."
وقال أثير حسن الشمري زميل سلام في الدراسة لـموطني "من كان يبحث عن تعريف للقاعدة وطبيعة عملها عليه أن ينظر إلى قبر سلام و لؤي وعلي".
وأضاف الشمري "كان جل اهتمامه الدراسة والرياضة ولم يكن له علاقة بأي شيء آخر كنا نستعد لامتحانات آخر السنة وكان يستعد لها، لا زالت رائحته الطيبة في الصف وضحكاته وحركاته البريئة في الدرس حاضرة بيننا لا أحد يرغب باستئناف الدراسة في المدرسة الجميع مصاب بحالة من الانهيار ولا يمكن أن تنتهي إلا بالقبض على باقي القتلة المجرمين وإيقاع حكم مناسب لجريمتهم القذرة تلك".
القبض على القتلة وجلبهم للعدالة "أفضل تعزية"
وكانت الشرطة العراقية في محافظة صلاح الدين قد أعلنت الإثنين الماضي عن مقتل ثلاثة طلاب وجرح اثنين داخل مدرسة ثانوية جنوب مدينة تكريت باقتحام مسلحين خلال الدوام الدراسي وإطلاق النار اتجاه الطلاب.
وبحسب المتحدث باسم الشرطة حسن المجمعي إن ثلاثة مسلحين ملثمين شنوا الهجوم. وقد اعتقلت الشرطة أحد المسلحين الذي يخضع حالياً للاستجواب بينما لاذ الاثنان الآخران بالفرار.
وأضاف أن دوافع الهجوم إرهابية بسبب عمل آباء الطلاب في الشرطة.
ووضعت صورة الضحية الأول سلام حيث يرتدي قميص فريقه المفضل برشلونة وكتب عليها بخط أسود شهيد العلم والمعرفة بينما رفضت والدته التحدث أو استقبال العزاء من سكان الحي بسبب حالتها الصحية السيئة وتكتفي بمطالبة زوجها بالقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة وهذا ما اعتبرته أفضل تعزية لها بقتل ابنها البكر سلام.
وقال المجمعي إن "الجماعات الإرهابية بعد أن يئست من استهداف رجال الأمن كما كانت بالشكل الذي تريده خلال السنوات السابقة عمدت إلى تنفيذ عمليات إرهابية جبانة ضد أقرباء لهم.
وتابع أن "القاعدة تطالب في البداية التعاون معها وإذا رفض رجل الأمن ذلك تهدده بقتل ذويه وهو ما حصل مع زميلنا كريم والضابطين الآخرين نجاد علي وإبراهيم خالد حيث قتل ولديهما أيضا بالهجوم الجبان".
ويضيف "اعتقال أحد المتورطين بالهجوم كشف لنا حقيقة تخبط الإرهابيين وضعفهم وتوصلنا إلى أسماء المتورطين الآخرين وتجري عمليات بحث وتفتيش للقبض عليهم ويمكن اعتبار الموضوع مجرد مسألة وقت لا أكثر".
"لن أسامح ذلك الوحش" الذي قتل ولدي
المقدم نجاد علي العامل في وحدة مكافحة الإرهاب ببغداد، قتل ابنه لؤي 16 عاماً في الهجوم.
ويقول نجاد "كنت في العمل ببغداد عندما وصلني الخبر من شقيقي لا أعلم ما حدث لي لكني فقت على مياه تسكب على وجهي من قبل زملائي حيث أغمي عليه".
وأضاف "كان لؤي نور عيني وحياتي كلها وكنت أرى نفسي فيه لن أسامح ذلك الوحش الذي أطلق النار على رأسه يكفيه انه أزهق روح بريئة لو علم بطيبة قلب ابني ووداعته لما تجرأ على مسه بسوء لكنهم عودونا على وحشيتهم وقذارتهم على القاعدة وكل الإرهابيين أن يعرفوا إنني أصبحت الآن أكثر إصرارا على ملاحقتهم واعتقالهم او قتلهم".
الشيخ فتحي عبد الله إمام وخطيب جامع تكريت القديم، وفي حديث لموطني قال إن المسلحين "لا دين لهم".
وتابع "إنهم يخالفون الدين والإسلام. لا يمكن أن تقتل ابن أو زوجة شخص حتى لو كان مجرما هذا ما ينص عليه ديننا لكنهم لا دين لهم. ذوي القاعدة زوجاتهم وأبناءهم يعيشون بيننا ولا يتعرض لهم أحد، كان عليهم أن يعرفوا حجم إرهابهم من الجريمة التي اقترفوها. نحن كعلماء دين نعتبر الجريمة قذرة بشعة يجب على الحكومة وقوات الأمن اقتلاع الإرهابيين المسؤولين عنها بأسرع وقت".
من جهته قال القيادي بصحوة تكريت رشيد الدوري لـموطني، "لقد سقطت أقنعة الإرهابيين وشعاراتهم الرنانة وكشفوا عن وجههم الحقيقي. قتل صبيان في سن مراهقة داخل المدرسة لأجل الانتقام من آبائهم يحمل عدة إشارات: الأولى أنهم لا يملكون أخلاق ولا رحمة ولا يستحقون العيش. الثانية إنهم يتخبطون وفي أضعف حالاتهم المعنوية. الثالثة هم عاجزون عن استهداف رجال الأمن ومواجهتهم وجها لوجه".
موقع موطني
أقرأ ايضاً
- النزاهة وديوان الرقابة المالية يتفقان على تفعيل اتفاق التعاون بينهما
- المرجعية العليا تدعو لمنع التدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع انواعه
- في البصرة.. معزون من الحلة بوفاة صديقهم يخطفهم الموت على الشارع