حجم النص
في كل سنة ينتظر العالم العربي هذا التاريخ "21 آذار" بشوق كبير ومشاعر جياشة، إنه عيد الأم الذي يتزامن مع تجديد دورة الطبيعة وخضرتها من جديد، أفلام واحتفالات على شاشة التلفاز والصحافة وتهاني من كل حدب وصوب إليها في هذا اليوم. وأما الهدف فهو كسب رضا "ست الحبايب".
لكن من أين جاء إلينا هذا العيد؟ ومتى؟ ولماذا هذا التاريخ دون غيره؟ وهل تحتفل به دول العالم؟
لنعود إلى التاريخ لكي نعرف أن هذا العيد ولد من آلاف السنين في آسيا الصغرى تمجيدا لأسطورة الآلهة "سبيل" ابنة السماء والأرض وهي أم الآلة جميعها، وأقواها على الإطلاق. وتناقلته الشعوب عبر العصور ليرتبط بتواريخ دينية عند البعض وبمواسم الخير والأمطار أو ابتهاجاً بقدوم الربيع عند البعض الآخر.
أما في العالم العربي فقد ظهر أول عيد أم في مصر عام 1956على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين مؤسسي دار "أخبار اليوم" عندما ضمن عمودهما الشهير "فكرة" اقتراحاً على القراء باختيار أول يوم في فصل الربيع الذي يصادف 21 آذار (مارس) يوماً لتكريم الأم. وبعدها اختلفت الردود والآراء حول تخصيص أسبوع كامل للأم أو اعتبار كل أيام السنة هي بمثابة احتفال بالأم، لكن الغالبية العظمى شجعت على فكرة وجود يوم واحد للعيد وهكذا تناقلت البلدان العربية هذه الاحتفالية السنوية.
أما في روسيا فيعتبر هذا العيد حديث العهد حيث يعود إلى عام 1998، إذ تم اعتماده وتقرير الاحتفال به في آخر يوم أحد من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) لتقوية الأواصر الأسرية وتمجيداً للإنسانة الأغلى على قلب كل فرد وربما يعود ضعف هذا العيد نوعاً ما في روسيا إلى وجود عيد المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار (مارس) والذي يشكل تظاهرة قومية تشمل كل النساء من أمهات وأخوات وصديقات أو فتيات صغار أما في بيلاروسيا فيتم الاحتفال بعيد الأم في 14 تشرين الأول (أكتوبر) في جورجيا يتم الاحتفال به في الرابع من آذار (مارس).
و في أميركا وأستراليا وأكثر من عشرين دولة أخرى يتم الاحتفال به في يوم الأحد الثاني من شهر أيار (مايو). كما جرت العادة في أميركا وأستراليا أن يضع الناس زهرة القرنفل على لباسهم ليشير لونها على وجود الأم في الحياة، أما إذ استخدام القرنفل الأبيض فهذا يدل على أن والدة حاملها انتقلت إلى رحمة الله.
وننتقل إلى بريطانية حيث يتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الرابع من الصوم الكبير وفي فرنسا تحول عيد الأم إلى عيد الأسرة حيث يتم الاحتفال به آخر أحد من شهر أيار (مايو) باجتماع أسري حول المائدة وتقاسم الحلوى. وفي شبه القارة الهندية يدوم الاحتفال بتلك المناسبة لمدة عشرة أيام متوالية.
تقرير/ تانيا منيف
أقرأ ايضاً
- مواطن سوري استقبل (137) عائلة :فرحة اللبنانيين بمساعدات العتبة الحسينية كفرحة الطفل بهدية يوم العيد (فيديو)
- بالتعاون مع برنامج الاغذية العالمي من كربلاء.. العراق يصدر اول بطاقة زراعية الكترونية للمزارعين والمستثمرين
- مع التفشي العالمي.. هل العراق قادر على مواجهة "جدري القردة" ؟