حجم النص
بقلم :صفاء السعدي
أنها لغة جديدة طُرحت في شوارع مدينة كربلاء أصحابها وافدين أجانب يتجولون في مركز المدينة من الهند وباكستان وبنغلادش وإيران وهم بواقع نفرٌ قليل من المحتاجين لا جمعيهم .. الذين من المفترض أنهم أتوا لزيارة المراقد المقدسة والتبضع لتعود بمردود اقتصادي على البلد لا التسول والاستجداء بين شوارع وأزقة وأسواق كربلاء التي تشهد حركة اقتصادية تكاد أن تكون جيدة في ظل الاستقرار الأمني والاقتصادي والحركة السياحية التي تشهدها المحافظة ،آذ شهدنا في الآونة الأخيرة تنامي ظاهرة الاستجداء من قبل نساء ورجال من الهند وباكستان والتي كانت معدومة في الفترات الماضية .
أن ظاهرة الاستجداء من قبل الأجانب هي الأخرى مشابهة للشركات المتخصصة بالعمالة الأجنبية والذين كثيراً ما تسببوا بمشاكل مع من يأويهم ويقدم لهم العمل، و لان من يفتح باب محله وداره لهم لا يعلم منهم سوى الاسم والصورة ونسخة من جواز سفره ليحتفظ به لئلا يهرب منه ويقع في مشاكل كونه هو الضامن بالرغم من انه لا يعلم ان كان له مشاكل نفسية او قانونية وما هي الديانة التي يتخذونها كوننا مسلمين وببلدُ مسلم وهذا أمر مسلّم به وان قصصهم كثير والكل يعلمها لكننا شئنا ان نوردها لِنُذكر بخطورة التجاهل وترك الأمور على سجيتها وفي الأخص الأمور التي تتعلق بأمن المواطن وسمعة البلد ولان العراق اليوم ليس بحاجة الى زيادة النظرة التشاؤمية بحقه كونه في الأصل مكتظ بهذه الظواهر لاسيما وان محافظة كربلاء تشهد وفرة من المتسولين وفي الأخص أصحاب العوق الذهني الذين تم رميهم قرب المراقد المقدسة ليفترشوا الأرض طالبين أموال وطعام لينتهي بهم الحال كأصحاب مهنة مستمرة في هذا المجال وهم في الأول والآخر عراقيين !
لكن ان تجد شخصاً يقف قربك ويقول لك بلغة أخرى غير العراقية المتعارف عليها ( بابا .. رفيق..فگير .. مسكين ..) هو أمر محيّر يدفعك للسؤال؛ اين رجال السياحة المخصصين لهذا الشأن، أين رجال الاستخبارات والأمن عنهم ؟
إذا كان الوافدون قد عرفوا اتجاه الشوارع والأزقة ألا يدفعنا هذا للتفكير بأمور أخرى قد تقع ولا يحمد عقباها .
فـ ألتسأول هنا هل هؤلاء الوافدين الذين امتهنوا مهنة الاستجداء في كربلاء جاؤوا عبر الفضاء ام انهم دخلوا بشكل رسمي والذي من المفترض ان يكونوا تحت الرقابة والمتابعة الأمنية وان على كل جهة معنية بعمل ان تتحمل مسؤوليتها وبشجاعة.
أم أن ما دفعهم للاستجداء هو الاعتقاد السائد بان العراق قد نعم خلال هذه الأعوام القليلة باستقرار واضح ووفرة مالية كبيرة في ظل هذه الميزانيات الضخمة وظناً منهم ان لكل مواطن عراقي مبلغ مالي كبير يكفيه للعيش لعام كامل ، وهم لا يعلمون ان في هذا العراق الآلاف من المعاقين الذين تكفلهم الدولة بمبلغ تصل قيمته بمقدار ما يحصل عليه هذا المتسول الأجنبي في عدة ساعات ! أذ يحصل المعاق العراقي على خمسين ألف دينار شهرياً !!
في الختام نأمل ان يلتفت المسؤولون والمعنيون بالامر للوقوف امام هذه الظاهرة كي لا تزيد من سخط المتسولين عليهم لانهم الجهة الوحيدة الراضية عنهم كونهم لا يطاردونهم ولا يطلبون منهم دخول دور الرعاية ولا مستشفى الأمراض النفسية لأنهم بالكثرة المفرطة في شوارعنا وعلى أمل ان لا نشهد ( كابول) مصغرة في كربلاء في المستقبل ..