حجم النص
اعتاد الشارع الرياضي في عراقنا الجديد وبالأخص الوسط الكروي أن يشهد بين الفينة والفينة تراشقاً إعلاميا واضحاً بين أعضاء اتحاد الكرة ,فلكل عضو اتحاد صولاته وجولاته على صفحات الصحف والفضائيات ,احدهم يغرد يميناً والآخر يغرد شمالاً والثالث يجتر كلمات ربما هو لا يعرف معناها المهم عنده أن يتصدر المشهد وهو (يسفط) على الناس نظريات وآراء وأفكار ما انزل الله بها من سلطان ,ويبدو إنهم للأسف يحاولون أن يجاروا السيد ناجح حمود رئيس الاتحاد والذي له الكعب المعلى في هذا المجال فهو زعيم ( السفسطائية الكروية) بلا منازع حيث يمتلك لغة دبلوماسية ثرية تمكنه من الإجابة والمواجهة مع الإعلام فهو له من الحنكة والمراوغة الكثير وربما يعتبر البعض إن تلك الصفات تحسب لابن حمود ولكن ليس بالضرورة أن تكون تلك الصفات من ايجابيات المرء وهو يمثل شخصية قيادية .
وعودة على ذي بدء , نعود للسادة أعضاء اتحاد الكرة الذين على ما يبدو أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في خلق حالة الانسجام والوئام بينهم فأصبحوا قبائل متفرقة وانقسموا فيما بينهم إلى أكثر من معسكر ,ومثلما يقال إن المصائب لا تأتي فرادى فقد أخذت المشاكل والعواصف مأخذها من اتحاد الكرة الذي يبدو انه يعمل بعشولئية مفرطة مما يؤكد للجميع بان أعضاء اتحاد الكرة يعملون بدون خارطة طريق والدليل إن جميع أعضاء الاتحاد والذين ملئوا العالم ضجيجاً وصراخاً واعتراضات على اتحاد حسين سعيد (هكذا كان يحلوا لهم تسميته) قبل أن يقذف بهم القدر ليصبحوا أعضاء في جمهورية القدم بأنهم يحملون مشروع رياضي وطني عراقي كبير لإنقاذ الكرة العراقية بل إن بعضهم ذهب إلى أكثر من ذلك حينما صرح بأنه لديه القدرة بان يقفز بالكرة العراقية إلى مصاف الدول المتقدمة (سبحان الله عما يصفون) ,لكن ما لذي حصل بعد الانتخابات التي جاءت بهؤلاء فقد شاهدناهم وهم يوزعون القبلات الهوائية للحضور الذين حضروا قاعة الانتخابات بعد أن رقص الجميع على أنغام أهزوجة ( علي وياك علي) . ومع ذلك سارت سفينة الاتحاد وسط بحر متلاطم من الأمواج العاتية من التحديات والاعتراضات وقد شهدنا أول انفراط لعقد الاتحاد المعلق بجيد ابن حمود حينما أعلن شرار حيدر استقالته احتجاجاً على سياسة التفرد التي انتهجها ابن حمود برئاسته لاتحاد الكرة ثم تهديد بقية أعضاء الاتحاد بسلك نفس سلوك شرار حيدر مما يجعل الاتحاد على شفا جرف هارِ .
واعتاد وسطنا الكروي أن يقرأ في كل يوم عن بالون جديد من بالونات محمد جواد الصائغ الذي بلغ من العمر عتيا وهو الرجل المليء حتى ( أخمص قدميه) بالخبرة التي عمرها أكثر من ثلاثين عاماً وآخر فقاعات الصائغ هو ما جاء بحواره مع جريدة (المدى) الغراء حينما فسر استقالة شرار حيدر على إنها هزيمة وهروب من المواجهة مع تسلط وتجبر وطغيان ابن حمود حيث قال الصائغ إن شرار هو مَنْ ساعد ومكن ابن حمود على فرض هيمنته المطلقة . ربما يبدو للبعض إن الصائغ يمتلك الجرأة والشجاعة برفع ورقة التوت المتهرئة عن أعضاء اتحاد الكرة الذين يعيشون هذه الايام وسط ضغوطات قرار محكمة الكأس المنتظر وضياع حلم التأهل إلى لندن بخطأ اقل ما يقال عنه انه ناجم عن تصرف غبي وجاهل وأمي مع هكذا أمور تخص مصير منتخب اولمبي يلعب باسم العراق إضافة إلى العديد من الإخفاقات الإدارية المطلقة .
لقد اثبت الصائغ وغيره من أعضاء اتحاد الكرة بأنهم اضعف من أن يواجهوا ابن حمود ولا يخفى على احد سبب ذلك فالجميع يعرف ما يدور في أروقة الاتحاد والجميع يعرف أيضا إن هناك الكثير والكثير من الأسرار والخفايا والتي يخشى أعضاء الاتحاد أنفسهم من كشفها فالجميع جاء وفق صفقات مشبوهة فالحاج الصائغ يعرف ابن مدينته ابن حمود جيداً فكثيراً ما جلسا الاثنان معاً حول صينية دهين أبو علي النجفية الشهيرة والتي تمت حولها العديد من الصفقات والاتفاقات والتي جاءت بهؤلاء أعضاءاً لاتحاد الكرة .
الجميع يريد أن يُحَمل ابن حمود مسؤولية النكسات والإخفاقات التي تعرض لها اتحاد الكرة طيلة الفترة الماضية فضياع خليجي البصرة أخفاقة المنتخب العراقي في الدورة العربية في قطر وكذلك ضياع حلم التأهل إلى اولمبياد لندن واستمرار الحصار على ملاعب العراق وعدم حضور زيك والى بغداد وغموض عقد زيكو وعدم تسمية الأمين المالي وأمين سر لاتحاد الكرة وعدم إقامة دوري الفئات العمرية ومشاكل الشغب في بعض الملاعب في الدوري العراقي وغير ذلك من الأمور ( وكان الله في عون رقبة ابن حمود ,كيف تتحمل كل ذلك)
لكننا نقف اليوم أمام سؤال يفرض نفسه بجدية , أين أعضاء اتحاد الكرة من كل ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فقد شاهدناهم في سفر دائم ,ونعيم ناعم ,فهم من بلد إلى بلد يتنقلون ,وبالمغانم يتنعمون ,وفي الإخفاقات يتصارعون ويتعاركون , وفي الفوز (رغم قلته)يرقصون,
ولذلك نقول الحمد لله الذي جعلنا ننتقل إلى مرحلة الحسم في تصفيات كأس العالم بعد أن تصدر منتخبنا مجموعته بامتياز حيث بات حلم التأهل إلى بلاد السامبا قريب جداً .ونحن نعرف مسبقاً إن أعضاء اتحاد الكرة سوف يرتدون لباس الزهو والفخر بتحقيق الانجاز فللفوز ألف ألف أب وللخسارة أب واحد ورجل واحد ورقبة واحدة ولعلها ( رقبة ابن حمود) .
وبالمناسبة نتمنى على أعضاء اتحاد الكرة على أن يجعلوا المنتخب الوطني بكل كادره الفني والإداري ولاعبيه بعيداً عن معمعة صراعاتهم ومشاكلهم ونرجسيتهم (وطلايبهم) . فالآن أصبح الوضع مختلف وعلينا تحشيد جميع الجهود التي توفر الأجواء المناسبة والتي يحتاجها زيكو ولاعبيه بغض النظر عن المزايدات حول موضوع عقد زيكو فهذه فرصتنا الأخيرة في بلوغ نهائيات كأس العالم ز
وعلى أعضاء اتحاد الكرة أن يجلسوا مجدداً حول صينية جديدة من دهين أبوعلي النجفية الشهيرة ربما يهديهم الله سبحانه وتعالى ويجعلهم يتفقون على صيغة عمل جديدة ربما نشاهد من خلالها اتحاد منسجم بعيداً عن حوارات ومساجلات ونزاعات الدهين الساخن .