حجم النص
"مهمة من بغداد - مخابرات صدام حسين على أرض السويد"، كتاب يكشف عن جرائم مخابرات صدام في السويد، وعمليات التصفية الواسعة ضد معارضين عراقيين وعرب وحتى سويديين، وكذلك يكشف اللثام عن معلومات سرية خطرة تتعلق بأشخاص، مثلوا في عهد البعث، أدوارا فعالة في عمل المخابرات العراقية فيما يشغلون حاليا مناصب دبلوماسية مهمة في الحكومة العراقية.
ويتحدث الكتاب عن نشاط المخابرات العراقية منذ ستينيات القرن المنصرم وحتى العام 2003، وعن جيش من العملاء السريين جندهم النظام السابق عن طريق المال والرشاوى، موزعا إياهم على جميع المدن السويدية، شمالا وجنوبا. مهمتهم الرئيسية، التجسس على العراقيين، وأسباب تركهم العراق وما الذي يفعلونه بعد ذلك، وتصفيتهم بأبشع الطرق.
ويصف ايكمان كتابه بأنه "سرد عن أجزاء غير معروفة من تاريخ السويد الحالي"، وتعريف العراقيين والسويديين المهتمين بمتابعة الأخبار، بالأمور التي كانت تجري للعراقيين الذين قدموا إلى السويد بين ستينيات القرن الماضي وحتى سقوط النظام العراقي السابق في العام 2003.
وتعليقا على موقف السفارة العراقية في السويد، قال حكمت جبو الوزير المفوض بالسفارة ان الكتاب يعتبر "وثيقة مهمة لكشف نشاط المخابرات العراقية في الساحة السويدية وامتداداتها الخارجية"، مشيرا إلى ان النشاط استهدف العراقيين بكافة انتماءاتهم وقومياتهم ومذاهبهم.
ونقلت وكالة كردستان للانباء عن جبو قوله ان "الكتاب منحنا مفاتيح لملاحقة الأشخاص الواردة أسماؤهم فيه"، موضحا ان "السفارة حضرت حفل توقيع الكتاب الذي جرى قبل أسبوعين، وكتبت دراسة كاملة عن فحوى الموضوع وتم رفعه إلى الخارجية العراقية".
وبينّ جبو ان "ملاحقة الأشخاص الواردة أسماؤهم في الكتاب والمتهمين بجرائم القتل، قضية تقع مسؤوليتها على عاتق لجنة المساءلة والعدالة، وفق ضوابط معينة تعالج مثل هذه الحالات".
واستند ايكمان في كتابه المؤلف من 340 صفحة على وثائق المخابرات السويدية المعروفة بـ "سيبو" وأرشيف وزارة الخارجية السويدية.
ويوضح جبو ان "المعطيات التي ضمنها ايكمان في كتابه، استطاع الحصول عليها عن طريق علاقته الوثيقة بجهات استخباراتية سويدية، مكنته من الدخول إلى أرشيفها والاطلاع على الملفات التي يمكن الكشف عن البعض من معلوماتها بعد مرور 15 – 25 عاما على تقادمها".
يذكر ايكمان في كتابه كيف تمكنت المخابرات العراقية من تجنيد ضباط في الشرطة السويدية للتجسس على طالبي اللجوء العراقيين في السويد، واغتيال المعارضين منهم فيما بعد بسم الثاليوم، الطريقة التي دأب النظام العراقي السابق على تصفية خصومه السياسيين بها، سواء بالداخل أو في دول الشتات.
كما يشرح ايكمان تجنيد المخابرات العراقية لسويدي من أصل عراقي، لتصفية احد القادة البعثيين، كان قد انشق عن نظام صدام حسين في العام 1975 وأنشأ منظمة معارضة له في لندن، بالإضافة إلى تقديمه وبالأسماء خلايا التنظيمات البعثية الأربع التي كانت تعمل في السويد، أواخر سبعينيات القرن المنصرم، إذ كانوا يجتمعون شهريا فيما يرتبط مسؤول الخلية بشكل مباشر بالسفارة. ومن جملة الجرائم التي ارتكبتها المخابرات العراقية في السويد، ولوحشية ما ارتكب حينها، يخص ايكمان في 76 صفحة، جريمة قتل ماجد حسين ضابط الاستخبارات الذي انشق عن نظام صدام في العام 1983، طالبا اللجوء في السويد.
إذ قطع حسين إلى أشلاء بعد ان تم استدراجه من قبل امرأة عراقية، جندتها المخابرات. وعثر على أشلائه الموضوعة في أكياس بلاستيكية داخل حقيبتين سوداويين، جنوب ستوكهولم، في كانون الثاني من العام 1985. ما أثار حالة من الهلع والخوف بين صفوف العراقيين، الذين هاجر معظمهم البلد، لأسباب سياسية. وبعد سقوط صدام آذار عام 2003، أعيد فتح ملف جريمة قتل ضابط المخابرات المنشق ماجد حسين، حيث تم حينها رفع دعوى إلى الشرطة السويدية، اتهم فيها الصحاف الذي شغل منصب وزير الإعلام العراقي، بوقوفه وراء مقتل ماجد حسين.ونتيجة لذلك وفي أواخر عام 2007، نشرت المخابرات السويدية (سيبو) في صحف عراقية وسويدية صورة المرأة التي كانت مع شخصين آخرين، وراء استدراج حسين حتى مقتله، محاولة منها الحصول على معلومات جديدة حول الجريمة، لكن محاولاتها لم تنجح. ويستغرب ايكمان من ان لا احد يريد التحدث بهذه القضية رغم العدد الكبير الذي شمل به أو لديه معلومات عنه، ويؤكد انه وجه أسئلته لما يزيد عن 20 شخصا لكنه لم يحصل على إجابة.
كما يعرج ايكمان في كتابه على موضوع اغتيال رئيس الوزراء السويدي أولف بالمه في شباط العام 1986، وبعد ساعات قليلة من لقائه محمد سعيد الصحاف الذي كان يشغل منصب السفير العراقي حينذاك وموفق مهدي عبود القائم بأعمال العراق.
وكان بالمه يقوم بدور الوسيط في الحرب العراقية الإيرانية، وممثلا شخصيا للامين العام للأمم المتحدة. واغتيل بإطلاق ناري في احد الأماكن العامة بالعاصمة ستوكهولم، ولم تتمكن المخابرات السويدية حتى الآن من الكشف عن قاتله أو تحديد هويته، كما لم تتعرف على نوعية الحديث الذي دار بينه وبين الصحاف الذي عمل سفيرا للعراق في السويد للفترة من 1985 ولغاية 1987.
ويعزو ايكمان صمت السويد تجاه الجرائم التي كانت تقوم بها المخابرات العراقية في ذلك الوقت إلى المصالح الاقتصادية التي كانت تربطها مع العراق، ودموية نظام صدام حسين التي لم تكتف بقتل العراقيين فقط بل طالت حتى السويديين الذين كانوا يعملون في العراق حينها، إذ يؤكد الكاتب ان أحكام إعدام صدرت بحق عدد منهم، لينفذ الحكم بأحدهم.
أقرأ ايضاً
- يونامي تتضامن مع الضحايا والناجين والناجيات من جرائم داعش وتكشف عن وثائق وادوات تساعد العراق لاستكمال عمل اليونيتاد
- جرائم المراهقين.. أزمة جديدة أساسها انتشار السلاح والمخدرات
- من أمن العقاب !.. ما سر ارتفاع مستوى الجرائم في العراق؟