اعلنت مديرة دائرة التراث وجود مخاطر حقيقية تهدد المباني التراثية في العراق عموما والنجف بشكل خاص لتسارع وتيرة بناء الفنادق السياحية في المدينة القديمة في النجف التي تشهد استقبال مئات الاف الزوار العرب والاجانب سنويا .

وقالت الدكتورة فوزية المالكي في تصريح لمراسل وكالة نون ( هناك اخطار كبيرة تهدد التراث العمراني في النجف وباقي المحافظات ، ففي دراسة اجرتها دائرة التراث في الهيئة العامة للاثار والتراث حول نسبة الازالة في المباني التراثية جائت النجف في المرتبة الثانية بازالة المباني التراثية بعد كربلاء تليها بغداد ثم البصرة والموصل.

فالتراث العمراني في العراق مهدد خصوصا في النجف اذا استمرت حالة البناء بهذه الوتيرة في المدينة القديمة دون تخطيط او مراجعة دائرة التراث فلن يبقى أي اثر تراثي في المدينمة كما حدث في كربلاء ،موضحة : ان اندثار هذه المعالم تندثر معها مرحلة مهمة من مراحل العمران وهندسته في المدينة وعلى الحكومات المحلية التوجه لذالك ، ففي الوقت الحاضر تغزونا مباني لاتمت بطرازها المعماري الى مدننا والتراث العراقي والنجفي الاصيل باي صلة مما ادى الى تشوه المدينة فالعمارت الحديثة وما يستخدم فيها من انواع مواد وتغليف هو غريب عن هذه البيئة ومشوه لها .

وتحدثت مديرة دائرة التراث عن اهمية المباني التراثية في النجف قائلة : ان اقوى المباني التراثية موجودة في النجف لانها بنيت بمواد تلائم البيئة من الاجر والجص والهندسة والتخطيط وطريقة استعمال الخشب والزخرفة وطلاء السقوف وفتحات التهوية والاضائة وغير ذالك من هندسة معمارية جميلة مازجت بين ما موجود من تراث عراقي اصيل واضافت له لمسات نجفية واخرى من الاحتكاك الثقافي بحضارات اخرى ، ففي بيوت النجف ومبانيها خصائص فريدة وتتميز ايضا باحتوائها على ستة او اربع طبقات تحت الارض او ما يعرف بالسراديب فلا يوجد مشابه لها في محافظات العراق ففي بغداد والموصل السرداب بطابق او طابقين ،مشيرة الى ان التراث النجفي هو امتداد للتراث العراقي القديم وما يحدث الان من بناء فيه قطيعة مع هذا التراث والسلسة التي مر بها طراز البناء العراقي فالبناء يتم وفق طرق حديثة مستوردة بعيدة عن التراث .

الحلول:.

وعن الحلول التي يمكن ان تقدمها دائرة التراث للحفاظ على المتبقي من المباني التراثية اجابت المالكي

واحدة من الحلول هو بتوحيد القوانين قانون هيئة الاثار والتراث مع قوانين البلدية والتخطيط العمراني فالبلدية مدعوة لوضع قوانين صارمة للحفاظ على المباني التراثية بعدم تحويرها او هدمها الا بموافقات البلدية والتراث .

ومن خلالكم ادعو الى تشكيل لجنة تتكون من البلدية ودائرة التراث والتخطيط العمراني حتى تقوم هذه اللجنة بدراسة هذه المباني وهذه اللجنة كون بيدها منح الاجازات بالتحوير او الازالة من عدمها ، فنحن لا نمنع المواطن من التطوير ولكن يجب ان يكون التطوير بشكل علمي مدروس لا يخل بتراثية وعمران المدينة القديمة ففي دول العالم يلزم المستثمر بالبناء وفق الطراز المعماري الموجود في المدن للحفاظ على هويتها وتراثها وهو ما وجدناه في اماكن عديدة من باريس ودول اوربا ، اما ما موجود لدينا الان عشوائية في البناء والتخطيط .

وحول الدور الذي تقوم به دائرة التراث للحد من ازالة المباني التراثية اجابت بقولها : نحن نقوم باقامة الدعاوى على اصحاب المباني التراثية التي يقومون بازالتها وهناك مادة في قانون الدائرة صارمة جدا تلزم المتجاوز بالازالة او التحوير بدون علم الدائرة باعادة المبنى التراثي الى ماكان عليه سابقا على نفقته الخاصة اضافة الى السجن من 2 الى 6 سنوات ولكن هذه المادة غير مفعلة كغيرها من القوانين البلدية فالمواطن للاسف لا يراعي القوانين واصحاب القرار تتعارض قوانينهم مع قوانيننا .

المباني التراثية كنوز لا تقدر بثمن

وعن اهمية المباني التراثية وقيمتها قالت المالكي انها لاتقدر بثمن حسب الخبراء الذين زاروا عددا من المباني التراثية في النجف وقالوا بان هذه المباني كنوز لا تعرفون قيمتها ، لذالك ادعو واناشد جميع الجهات المسؤلة ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمواطنيين للحفاظ على هذه الثروة بالتعاون مع دائرة الاثار والتراث ، بل اننا سنقوم بالتظاهرات في حال قيام الاشخاص من مالكي المباني التراثية بهدم المبنى ومنعه من ارتكاب هذه الجريمة بحق التراث كما يحدث في العالم فان المواطنيين والناشطين في حال علمهم بازالة مبنى تراثي يسارعون للتظاهر والاعتصام لمنع الهدم والازالة .

واقترح على اصحاب المباني التراثية تحويل هذه المباني التراثية الى فنادق خمس نجوم من خلال الحفاظ على طرازها فالكثير من المشاهير والسواح خصوصا الغربيين ودول الجوار عند زيارتهم للمدن يبحثون على المدن القديمة وتراثها ونحن اذا لم نحافظ على ما تبقى من مباني فلن يبقى شئ للمهتمين بشان التراث ، كما بالامكان تحويله الى مركز ثقافي او علمي وغير ذالك مما يحافظ عليه ويبقيه قائما )

وكالة نون خاص