المعاكسة وسيلة للوصول إلى الجنس الأخر وظاهرة ترمي فاعلها خارج نطاق التفكير الواعي ،والشباب يعتبرونها سلوكا أفرزه التقليد الأعمى ، والشعور بالفراغ .
فالمجتمعات وإن إختلفت في مستويات تقدمها ورقيها تشهد هذه الظاهرة رغم التباين في أساليبها وأدواتها ومضامينها، إلا إن سعة الانتشار والحدة تبدو مختلفة من مجتمع لأخر ومن مكان لأخر، ورغم إن مخلـّفات أو تبعات هذه الظاهرة تقع على الفتاة كطرف متضرر في الغالب ،إلا إن الشاب أيضا يكون عرضة أحيانا لهذه الظاهرة أو السلوك .
الشاب عـندما يعاكس يشعر بالفخـر أما الفتاة فرغبة منها في الزواج
كثيرة هي الأسئلة التي تزاحمت في أذهاننا عندما شرعنا في إعداد هذا التحقيق ، وللإجابة عليها إتجـهنا أولا إلى أصحاب الشان وهم الشباب ،حيث التقينا بالطالب (مؤيد حسين) الطالب في المرحلة الثانوية فيقول ان الشخص الناضج لايعمل هذه الاعمال والانسان الناضج لايمكن له ان ينظر الى المرأة بنظرة دونية يمكن ان تنعكس عليه من خلال احد الاشخاص فيقوم بنفس التصرفات على اهل بيته مبينا ان الانسان كما يزرع يحصد
اما (ام طيبة) تعمل موظفة فتقول إن الفتاة هي التي تشجع على المعاكسة ، من خلال النظرات والملابس التي ترتديها فحركة المرأة وطريقة مشييها في السوق او مكان العمل يمكن ان يبعد الاخرين عنها او بالعكس يجعلها عرضة لهم .
وعن سبب هذ ه الظاهرة ، تقو ل إنه يرجع إلى التقليد والتخلف والفراغ ، وترى ان الشاب عـندما يعاكس يشعر(بالفخـر) أمام أصدقاءه ، أما الفتاة فهي تمارس هذه الظـاهرة رغبة منها في الزواج
النماذج التي تقوم بملاحقة النساء لادين لديها او اخلاق
احمد هاشم يعمل سائق تاكسي يقول اننا من خلال مهنتنا اليومية نرى نماذج كثيرة من هؤلاء ومن كلا الجنسين وفي عدد مرات تاتي بعض النساء لتشكو من بعض الشباب الذين يسمعوها كلمات بذيئة فنتعامل مع الحدث كما ان هذه الفتاة هي اخت لنا او بنت مبينا ان النماذج التي تقوم بملاحقة النساء لادين او اخلاق لديها وان معظمهم متأثر بما تطرحه الفضائيات من مسلسلات وبرامج تروّج لثقافة(العري) وهذا ما يحرك الغرائز لدى الشاب وحتى لدى الفتاة الشابة ويدفعهم إلى الإنحراف عن السلوك السـوي وممارسـة سلوك لا يتناسـب مع تقافتنا ومجتمـعنا \"
توفير فرص العمل لهذه الشريحة يمكن لها تقضي اوقات فراغها
اما الاعلامي علي الجراح محرر في جريدة كربلاء اليوم فيقول ان توفير فرص العمل لهذه الشريحة يمكن لها تقضي اوقات فراغها بشيء مفيد موضحا ان معظم هؤلاء الشباب ينقصهم الواعز الديني بالاضافة الى برامج التلفزيون التي وضعت كل العالم بين يديه وهذا يجعل الشاب وخاصة المراهق يحاول ان يقلد ابطال المسلسلات الاجنبية في الشارع من اجل ان يسد حالة النقص الاجتماعي الذي يشعر به من حيث لايدري مبينا ان من ضروريات الحد من هذه الظواهر هي توفير مناشـط داخل المجـتمع :كالرسم ،والملاعب الرياضية ، بهدف إسـتثمارطاقة الشباب بجوانب مفيدة لهم وللمجـتمع .\"
المعاكسة ظاهرة مستمرة تتطور مع تطور التقنيات الحديثة
الباحث الاجتماعي الاستاذ (جاسب الطرفي ) يقول المعاكسة ... ظاهرة قديمة تطورت بتطور الزمن واتخذت اشكالا مختلفة مع ظهور الوسائل التقنية المتطورة التي تحاصرنا من كل حدب وصوب سواء رسائل الموبايل أو رناته وكاميراته أو حتى المكالمات، حيث ينتشر هذا الجهاز بشكل كبير بين الشباب الذين لا حاجة للبعض منهم له إلا لممارسة هوايتهم في غواية \"بنات حواء\" واصطياد عقولهن وقلوبهن..ليس الموبيال هو الأداة الوحيدة لممارسة لعبة المعاكسة فهناك الإنترنت وما يتضمن من شات(دردشة) ومايل (بريد الكتروني) .... وطبعا لا يمكننا أن ننسى المغازلة التقليدية المتعارف عليها منذ القدم والتي تقوم على الكلام المعسول أو المثير .وفي الواقع فان كل هذه الامور مثيرة للمرأة سواء أثارت أنوثتها أو داعبت مشاعرها ، وكل تلك الأساليب موجودة وستستمر طالما لا يوجد قانون واضح وصريح في بلدنا
من ينظر الى اعراض الناس فلا يتوقع ان يغض الاخرين النظر الى عرضه\"
اما من الناحية الشرعية اكد الشيخ نجاح الحسناوي\" ان الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره الناقل الاهم للشريعة السماوية الى الخلق قد اكد على حفظ حق الطريق حتى قال (اعطوا الطريق حقها ) فقالوا وما حق الطريق يارسول الله فقال (غض البصر ورد السلام وكف الاذى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر) لذلك تعتبر المعاكسة جزء من الاذى للاخرين و غض البصر حتى لاينظر الانسان الى اعراض الغير ان من ينظر الى اعراض الناس فلا يتوقع ان يغض الاخرين النظر الى عرضه
وتبقى المعاكسات ، نمطا سلوكيا شاذا وانتهاكا صارخا لحق الآخر في ممارسة حياة طبيعية خالية من التعرضات الجانبية فالمجتمعات الشرقية وخصوصا الاسلامية منها تربط تصرفات ابنائها مبادئ وقيم ازلية هذه القيم تجعل من ابنة الجيران اختا له والمرأة في الشارع جزء من شرفه وفي نفس الوقت لابد للمراة ان تحاسب نفسها من خلال تصرفاتها في الشارع او في الدائرة التي تعمل بها لكي لاتكون موضع شكوك وريبة للذين في قلوبهم مرض وتبقى تلك التصرفات مجرد انعكاس لأفراد يخطئون في كيفية التعبير عن رغباتهم أو حرياتهم التي تنتهك رغبات وحريات الآخرين مهما كانوا\".
تحقيق /تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- سفيرة العراق لدى الرياض تتحدث عن استثمارات سعودية داخل العراق واتصالات بين البلدين تتعلق بأحداث غزة
- جاسم عاصي لوكالة نون ": الشباب المبدع من اكثر الفئات العمرية انتاجية ادبية
- قبلان قبلان لـ(نون): صوت العقل خافت والحكمة مفقود لدى العرب وهم يقتلون بعضهم البعض وبسلاح ذوي القربى