مع حلول شهر الرحمة والفضيلة الإلهية شهر رمضان المبارك تشهد عدد من الدول الإسلامية وحتى البعض من غير الإسلامية منها استعدادات مكثفة سعيا منها لتوفير كافة المستلزمات التي يحتاجها مواطنو تلك الدول بشكل يتلائم مع احتياجات الفرد بهذا الشهر الفضيل .
الا ان العراق الذي يشهد ارتفاع حاد في درجات الحرارة ونقص الخدمات ينفرد من بين دول العالم بعدم وجود اي اهتمام حكومي تجاه مواطنيه في وقت تشهد الدول المجاورة له تقليل ساعات الدوام لموظفي الحكومة بل تعطيلها في بعض الاحيان إضافة الى توزيع رواتب إضافية ومعونات مادية وغيرها من المستلزمات الحياتية التي تساهم في خدمة المواطنين، واعتقد ان الخلل في ذلك ليس الحكومة العراقية بل يكمن في المواطن العراقي الذي لم نجده يوما ما يبحث عن اي امور كمالية وانه يقنع بأبسط الامور الضرورية مما ادى الى استغلاله من قبل مسؤوليه.
الموضوع الذي اود تسليط الضوء عليه واعتقد انه يهم جميع العراقيين بدون استثناء يخص (الوطنية) واقصد بها الكهرباء الوطنية وليس الوطنية بمفهومها العام لان الأخيرة تم افتقادها مع أول وهلة لسقوط النظام البائد واحتلال العراق وبدء صفقات المصالحة مع من قتل ابناء البلد وتلطخت يداه بدمائهم الزكية وتسلم زمام الحكم من قبل بعض الذين تلاشت لديهم مبادئ الانتماء الوطني، ولكي لا أطيل واخرج عن صلب الموضوع فأنني أود ان أتساءل كما يتساءل أبناء جلدتي عن مصير الكهرباء الوطنية في هذا الشهر الفضيل وهل للوعود الكاذبة من بصيص أمل صادق يسعى الى زيادة معدل التزويد لاكثر من ساعة كهرباء مقابل الساعات العديدة من الانقطاع حتى يستطيع الصائم مقاومة لهيب الصيف القاسي.
واعتقد جازما ان هذا الامر لن يحصل طالما ان كلمة (الوطنية) دخلت هي الأخرى ضمن المحاصصة الطائفية المقيتة ومبدأ التوازن بين الكتل السياسية والعدالة بين الاحزاب المتنوعة مما ادى الى تقسيم الكلمة الى (واط + نية) وبما ان الشق الاولى يرمز للكهرباء فان الثانية فيها اشارة الى ان هنالك نية لدى الحكومة العراقية الى توفير الشق الاول الا وهو الكهرباء وبما ان حكومتنا الموقرة تعتبر حكومة إسلامية وتعتمد في تشريعاتها على القران واستنادا للحديث القائل (نية المرء خير من عمله) فان حكومتنا الوطنية الموقرة جادة في نيتها في توفير الطاقة الكهربائية حتى وان لم توفرها .