أسامة بن لادن الشخص الأكثر شهرة في العالم , يكاد يعرفه حتى الأطفال في مجاهيل أفريقيا , لكثرة ما تردد أسمه في الإعلام العالمي, فمع كل عملية إرهابية تقوم بها جماعات متطرفة أو تنسب الى القاعدة يقفز إسم الرجل الى الواجهة , هذا الرجل الذي ملء الدنيا وشغل الناس في حياته , يكاد الغموض يلف رواية موته ويشوبها الإرتباك وعدم التماسك. فالرواية الأمريكية تقول أن أسامة لم يكن مسلحاً ساعة الهجوم عليه , فلماذا قُتل إذاً, ولماذا لم يُلقى القبض عليه , رجل بحجم بن لادن يحمل الكثير من الأسرار سيما أن تنظيمه لم يكن تنظيما ً تقليدياً يحارب بأدوات تقليدية , فتفجيرات 11 سبتمبر كانت على غاية كبيرة من الدقة والمعرفة التكنولوجية, ويكاد يجمع الخبراء, أن المنتمين الى القاعدة والمخططين الى عملياتها جلهم من الخبراء في المجال التكنولوجي, ناهيك عن الإمتدادات جعل الولايات المتحدة تتخلص منه بهذه الطريقة , ولا أظن أن الرواية الأمريكية مقنعة أو حقيقية , حينما قالت انها ألقت بجثته في البحر,لأنها لا تريد أن يكون قبره محجة لأنصاره , أو أن احد من الدول لم تستقبل جثته, فهي تعلم قبل غيرها أن أنصار بن لادن لا يبنون القبور على موتاهم ولا يعتقدون بذلك, ومن ثم هل عرضت الولايات المتحدة على الدول أمر إستقبال جثته فرفضته ؟ , ولم نسمع أي من الدول أنها كانت تعلم بالخبر إلا كما سمعناه نحن من وسائل الإعلام. فالى حين القاءه في البحر ومن ثم الى جهنم , كان الجميع لا يعلم بالخبر, هذا ما صرحت به أكثر الدول بأن العملية أحاطتها الكثير من السرية , وحتى الدولة التي قامت على أراضيها العملية كانت لا تعلم بها.فهل كان إلقاءه بالبحر إجتهاد أمريكي, فان أصابت فلها حستنان وإن أخطئت فلها حسنة بكل الأحوال.
أولربما أرادت الولايات المتحدة أن تحقق حلم بن لادن كما يدعِّي موالوه أنه كانت امنيته ان يحشر فى بطون السباع و يأبى الله الا ان يكرم عباده ,فلو دفن فى الارض لن تستطيع السباع اكل جثته اما فى البحر فسينتهى الامر كما تمنى.
إلا أن الأمر كما يعتقد المحللون لم يكن كذلك, بل كان معد له سابقاً , حيث ذكر الخبر أن أمريكا حرصت على إجراء المراسيم الإسلامية الخاصة بالدفن على الجثة ( وتُرجمة الكلمات الى اللغة العربية) فهل كان رجل الدين المسلم لا يفقه العربية الى هذا الحد؟, وهذا يؤكد أنها أعدت ورتبت كل شئ مسبقاً, كما ذكرت المصادر الأمريكية أن جثة ابن لادن نقلت الى واشنطن لأجراء الفحوصات والتأكد من الحمض النووي له ثم أعيدت الى بحر عمان والقيت فيه , ولا أدري لماذا أعيدت الجثة ولم تلقى هناك هل كانت المياه الدافئة أكثر ملائمة من مياه واشنطن؟
ثم قالت الرواية أن بن لادن لم يكن مسلحاً كما اسلفنا , فما معنى أن يطلق النار على عائلته وزوجته, فهل قاوموا هؤلاء ولم يقاوم هو ؟ وهل يعقل أن رجلاً يعلم أنه هو المطلوب رقم واحد للأمريكان ولا يضع البندقية تحت وسادته إنه لأمر عجيب!!! .
وبعدُ فالرواية الأمريكية قالت أن القوة الأمريكية أشتبكت مع حراسه المتواجدين على سطح البناية التي يسكنها ابن لادن وتمكن الحراس من إسقاط مروحية للقوات الأمريكية, وهذا يؤكد أنه كان يحتاط للأمر وان عملية مواجهة حصلت بين الطرفين, فهل ياترى لم يسمع بن لادن إطلاق النار القريب منه ؟وهو الذي يمتلك حساً أمنياً وعسكرياً كبيرين, ثم هناك تساءل آخر لماذا لم تنقل الولايات المتحدة جثته الى أي مكان على اليابسة ولماذا إختارت البحر بالذات فهل كان الإختيار صدفة أو لغاية في نفس الأمريكان قضوها.
على مايبدو أن مقتل بن لادن كان بمواجهة بينه وبينهم حتى أستغرق 40 دقيقة , ولعلي أنوه هنا أن الرجل كان أشجع من بطل الحفرة المقبور صدام , فحظي بشرف المواجهة وسقط صاحبه بلا شرف.
أن مقتل بن لادن جاء لطمس الحقائق الكثيرة التي يحملها عن الأنظمة التي كانت تموله وتدعمه ولا ننسى أن البدايات الأولى لأسامة بن لادن كانت على يد مسؤول مخابراتي سعودي كبير, وان السعودية هي الممول الرئيس للإرهاب بالعالم, ولعله كان يحمل ملفات وأسماء سيكشف عنها يوماً ما وستبقى ورقة مهمة بيد الولايات المتحدة.
يبقى سؤال ملح للجميع وهو السرعة في لملمة القضية , وهو الشئ الذي لم نعهده من الولايات المتحدة في مثل هذه الأمور.فنحن نتذكر حينما القت القوات الأمريكية القبض على الدكتاتور المقبور عرضت له صور فوتوغرافية , وسيناريو مصورولقاءات¸ وفعلت الشئ نفسه مع الارهابي الزرقاوي وأبو عمر البغدادي والمقبورين عدي وقصي وهم لم يكونوا بأهمية بن لادن.
إذاً ما الذي أخفته الولايات المتحدة بموته ؟ هل حافظت على أسرار حلفائها في المنطقة حينما القته في البحر , ليكون في ذمة البحر وتستقر الأسرار في قاع المحيطات؟ أم انها تنتظر إعلان هذه الأسرار الى حين الأنتهاء من رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط , خصوصاً ونحن نمر بتحولات كبيرة في المنطقة؟ أو لربما أحتفظت بجثته في أمريكا؟
أقرأ ايضاً
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- تصرفات المريض.. مرض الموت
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)