مامن شاردة او واردة تمر امام بهلول فيتركها من غير تعليق وكل تعليقاته تكون بالفعل ومن ثم بالقول ولكنه بطريقة ذكية جدا يستدرج المقابل ومن ثم يوقعه في فخ هو نصبه لنفسه ولهذا اذا ما قلنا ان بهلول مر بالموقف كذا كذا فاننا نتوقع التوضيح والتصحيح وحتى التجريح ليجعل الحكمة عالقة في اذهاننا .
ماذا اعترض بهلول هذه المرة وهو يتجول في السوق ؟
وقف بهلول عند بائع الخضار وهو ينظر الى المعروض منها الذي يجذب النظر فاراد ان يشتري ما يحتاجه من هذه الخضروات فقال للبقال اريد كيلو طماطة فقال له البقال حاضر فبدأ البقال بوضع الطماطة الرديئة فقال له بهلول ان الذي تضعه غير الذي تعرضه فقال له هذا الموجود فاذا برجل يسلم على البقال فرد البقال السلام بحرارة وقال له اطلب عيوني فقال له كيلو طماطة فانتقى له البقال افضل ما عنده فوقف بهلول مستغربا الامر فسال احد الواقفين هل الرجل مهم ؟ اجابه لا انه شرطي يعمل في تلك السيطرة ...!!!
اخذ بهلول الطماطة الرديئة وذهب الى فرن الصمون ليشتري صمون فوجد طابور من الزبائن امامهم طابور من الدنانير فوضع بهلول ديناره حسب النظام ونفس الامر فاذا بشخص ينادي على صاحب الفرن ابو حمودي عيني عشر صمونات حارة ومحمصة ، تدلل ابو محمد فاذا به ينتقي الصمون الجيد ويعطيه لابو محمد ، وتوقع بهلول بان هنالك من سيعترض على هذا الامر فاذا الكل ساكت فسال احدهم من هذا ابو محمد فقال له انه نسيب صاحب الفرن ....!
تعب بهلول واضطر لتناول وجبة الغذاء في المطعم فجلس امام احدى الطاولات وطلب من عامل المطعم ( دجاج على التمن ) وفي هذه الاثناء دخل احد الزبائن وبعد الترحاب القوي من صاحب المطعم به جلس امام بهلول وبعد الله بالخير طلب دجاج على التمن وداري ، فجاءت الدجاجة السمينة والمقبلات الشهية والماء المقطر والخبز حار ومكسب ، وبهلول صاحب الاسبقية لم ياتي طلبه فنادى على العامل اين طلبي ؟ دلل اجاك فاذا الدجاجة نحيفة وبعض وريقات الكرفس وقطعتي طماطة صفراء مع خبزة باردة ...
عجبا ماهذه المواقف التي تمر على بهلول ؟ وعند انهاء الطعام جيء بالشاي للزبون المحترم اما بهلول يتلفت يمنة ويسرة بانتظار الشاي فلم يتحقق امله واضطر لدفع الحساب فنهضا سوية الزبون المحبوب وبهلول ، دفع بهلول الحساب كاملا اما الزبون فقال له صاحب المطعم خليه على حسابنه .. الا ان الزبون دفع الحساب فسال بهلول صاحب المقهى ماذا يعمل هذا الرجل ؟ فاجابه عامل كهرباء ...
تامل الوضع جيدا وقرر قرار مهم في نفسه ، وبالفعل فقد اعلم الناس بانه سيقيم مجلس في بيته ويكون تقديم الطعام قبل قراءة المجلس والدعوة عامة ، وفي الموعد المحدد بدأ الناس ياتون البقال والفران وصاحب المطعم وبقية الناس وبالفعل بدا بهلول بتوزيع الطعام فوضع امام صاحب المطعم ( ماء اللحم من غير لحم ) وامام الفران قطعة خبز يابسة وامام البقال صحن زلاطة في طماطة صفراء والبقية وضع امامهم طعام كثير وجيد ـ فاستغرب الثلاثة الامر واستنكروا هذا على بهلول ، وقالوا له لم فرقت بيننا ؟
فقال لهم بهلول ان الذين قدمت لهم الطعام لديهم مكانة عندي افضل منكم ومن لا يعجبه الطعام فليترك ويخرج ، فقالوا له وهل هذا خلق وهل هذا ادب ؟ قال بهلول اذن بدات المحاضرة الدينية ..فاذا انا ميزت بينكم بنوعية الطعام اصبح لا خلق لي ولا ادب مع العلم انكم لم تدفعوا لي مال ، فكيف بك ايها البقال وانت تعطيني الطماطة الرديئة ولغيري تعطيه الجيدة وانا اشتريت الطماطة بمالي بينما طعامي الذي قدمته لك مجانا ، وانت ايها الفران لماذا فضلت نسيبك علي ّ وقدمته على بقية الناس واعطيته افضل الصمون وانا بمالي اشتريت فاعطيتني الصمون البارد مع التاخير ..وانت ياصاحب المطعم كان طلبي نفس طلب عامل الكهرباء وقبله فلماذا قدمته وقدمت له افضل من طعامي ودفعت ثمن الطعام مساويا لما دفع زميلك ...
انتم لستم في دائرة حكومية فلماذا تنتقدون الحكومة عندما لا تعدل في تقسيم الوظائف ولغف المقاولات وتقسيمها بين الاقارب والاحباب ؟ فاذا انتم فيما بينكم يظلم احدكم الاخر فكيف بكم اذا اصبحتم اصحاب مناصب ؟
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي