بإشارة أكثر من رائعة قدمت المرجعية الدينية العليا ومن خلال ممثلها خطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف
سماحة السيد احمد الصافي درساً وطنياً رائعاً في المواطنة , وكم نحن مواطنين ومسئولين بحاجة ماسة إلى هكذا دروس وبالأخص المسئولين بكل مستوياتهم لذلك أتمنى أن تعمم هذه الخطبة على كل شرائح المجتمع
وبالأخص مدارسنا فهي تمثل درساً بليغاً في المواطنة والوطن والمواطن .فمرة أخرى نسمع ونشاهد ونتأمل ونتفاعل مع طرح جديد قدمه لنا سماحة السيد الصافي فكان درساً عراقياً خالصاً وبامتياز ...
فقد شاهدنا المرارة والألم والتي كان يتحدث بها سماحة السيد الصافي بعد أن قدم لنا رؤية موضوعية لمفهوم المواطنة بعيدا عن التنظير السياسي المقيت ,فنحن نعلم إن المواطنة في عراقنا قد اغتيلت مرتين ,مرة إبان حكم النظام المقبور والذي جعل المواطنة تمثل معادلاً موضوعياً للقائد الضرورة ,والمرة الثانية حينما اختفت المواطنة من الخارطة العراقية بعد سقوط النظام المقبور إنها مفارقة مضحكة مبكية .إنها مرارة وألم للأسف .
لم يأتي السيد الصافي بنظرية جديدة ذات طلاسم وألغاز وإنما عبر ومن خلال كلمات وتوصيفات بسيطة جداً
والتقاطات يومية من رصد دقيق لسير حياة المواطن العراقي في عراق ما بعد التغيير , وكان في كل مرة يتساءل عن ما اسماه بالجذوة الوطنية في نفس المواطن العراقي وبالأخص المسئول بغض النظر عن موقع ذلك المسئول حيث قال بصراحته المعهودة ( إن المسئول الذي لا يحمل هذه الجذوة في حب الوطن يبقى في موقف مريب حقاً ) ثم جعل سماحته المواطنة وحب الوطن نقيضاً صارخاً للعمالة والجاسوسية . فلا نعتقد أن يرضى مسئول ما أن يوصف بأنه عميل أو جاسوس وتلك أخس وأقذر صفة تتلبس المسئول حينما تغيب جذوة حب الوطن في داخله !!!
فقد أكد سماحته على إن جميع الأديان وفي طليعتها الدين الإسلامي الحنيف قد أكدت على مسألة حب الأوطان مما جعل حب الوطن من مراتب الإيمان فحب الوطن ليس شعار وإنما هو انتماء بكل ما تعني الكلمة ,
وبالتفاتة أكثر من رائعة تطرق السيد الصافي إلى رمزية كبيرة من رمزيات الوطن ألا وهو العلم ,وكم تعرضت
هذه الرمزية إلى الكثير من الهوان والابتذال للأسف مما يعكس ضعف ثقافة حب الوطن لدى المسئول فكم دائرة نشاهد فوق بنايتها علماً عراقياً متهرئاً في الوقت الذي يعتني المسئول في تلك الدائرة بأثاث مكتبه الخاص وفق آخر طراز إن هذه التفاصيل وغيرها ربما تبدو في نظر البعض صغيرة وغير ذات أهمية لكنها في نفس الوقت تمثل حالة ضمور جذوة حب الوطن لدى المسئول , فالمسئول الذي يلهث وراء مكتسباته الشخصية والفئوية والحزبية وعلى حساب الوطن والمواطن هو بالنتيجة جاحد اتجاه وطنه وشعبه ,
فالمسئول الذي يتربع حب الوطن في داخله لا يسرق ولا يرتشي ولا يفسد ولا يتجسس ولا يتآمر ولا يبيع ولا يشتري على حساب وطنه ولا يتستر على الفساد والمفسدين ولا يزايد على دماء العراقيين ولا يجعل الوطن في خدمة سياساته .إن وجود مسئولين بهكذا مواصفات بين مفاصل الدولة العراقية سواء كانت أجهزة تشريعية أو تنفيذية يعني إن هناك عملية منظمة لاغتيال المواطنة العراقية ,فكم مسئول عراقي رأيناه يزايد ويسرق ويحتال ويفسد ويبيع ويشتري بالوطن والمواطن فنراه تارة مع الوطن وتارة أخرى ضد الوطن
إن هؤلاء الفاسدون لا بد في يوم سيسقطون فقد انكشف المستور وبانت عورات الجميع واليوم نسمع ونشاهد سماحة السيد الصافي يُسقط آخر ورقة توت عن عورة هؤلاء . فأين هؤلاء الذين يتبجحون بدعم المرجعية ؟
أين هؤلاء الذين كانوا يتشدقون بذلك الدعم بل إنهم كانوا للأسف يسرقون ويفسدون ويقتلون ويبيعون الوطن بالثمن الاوكس ويظنون بغباء سياسي مثير للشفقة بان المرجعية قد نأت بنفسها بعيداً عن هموم الوطن والمواطن . فقد قالها السيد الصافي إن الذي يسرق ويزايد ويفسد ويرتشي ويتلكأ في دوامه وفي تقديم الخدمة للناس هو بالنتيجة لا يحب الوطن وبالتالي فهو يعاني من خلل ما في تركيبة شخصيته ولذلك فهو مؤهل بان يكون جاسوس وخائن ومتآمر ولا نظن إن العراقيين اليوم وبعد أن قدموا بحاراً من الدماء الطاهرة على استعداد بان يرتضون أن يحكمهم سارق أو قاتل أو عميل أو خائن أو جاسوس أو فاسد أو مفسد
فالوطن هو الباقي وسيذهب السُرّاق والقتلة والفاسدين والمفسدين والجواسيس والخونة والعملاء إلى مزبلة التاريخ .
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2