تمت الانتخابات والجمهور يعرف النتائج ، الحرب الدعائية جعلت المتابعين ينسون الانتخابات وينشغلون بفصول تلك الحرب ووقائعها الشرسة ، وضعت الحرب اوزارها ولكل حرب نتائجها فهناك المنتصر والمهزوم وهناك قتلى وجرحى ، وفي احصائية مبسطة كان القتيل الابرز وليس شهيدا في هذه المعركة هو ذلك المرشح الذي ارسله من لايخافون الله فكان مسعورا لم يترك هدفا معاديا او محايدا او صديقا الا ودكه بقذائفه الطائشة في قصف عشوائي متواصل ، كان صاحب اكبر دعاية ممولة من المجهول ، سقط يخور بدمه وينهش الارض بفمه فداسته الخيل وتلاشى ولم يؤبنه احد لانه كان يقاتل بالنيابة ، القتيل الثاني هو الاعلام العربي الذي راهن على نشر اليأس والتقنيط واللاجدوى ودعا العراقيين الى عدم المشاركة ، ثم انتقل الى ارسال تهديدات مبطنة لمن يشارك ، وقام بتلميع وجوه القوادين ، قنوات يديرها حملة سواطير وسقطة قدموا صياغات خبرية لا تمت الى الاعلام بصلة ، اكاذيب وبهتان واختلاق شائعات و تحريض على الشر ، كانت تلك القنوات دوائر مخابرات فهي من اكثر قتلى الحرب الدعائية مكروهية فالى جهنم ، القتيل الثالث في تلك الحرب الدعائية هو الارهاب باجنحته السياسية والاعلامية والاجرامية ، هذا القتيل كان في البداية يهدد ويتوعد ثم هجم فخسر فانسحب ‘ ثم هجم يوم الانتخابات وراح يقتل المدنيين ويمنعهم من الوصول الى الصناديق ، حاول ان يوقف التيار ، تيار الجماهير او التاريخ ، كان مثل قشة في مجرى الطوفان فسحقته الاقدام . المعركة الدعائية شرحت دروسا بليغة ومجانية للجميع ، من لايفهم دروسها البليغة فهو في قمة الامية السياسية ، اهم الدروس : ان الاعلام الدعائي يضل دوره مكملا في لعبة الاقناع ، اما الدور الاصلي فهو للتقييم الجماهيري للشخصية او الكتلة ، التقييم الذي يتأثر ايجابا وسلبا بما يقدمه الشخص او الكتلة من خدمة للناس ، اما الحضور الخطابي فلم يعد مؤثرا في التقييم الشعبي ، الدرس الثاني : اتضح ان الجمهور لايحب ولايؤيد من يوجهون الشتائم والاتهامات والاهانات الى منافسيهم بطريقة سوقية فيضعون منافسيهم في موقع المظلوم الذي يستقطب مشاعر التعاطف فتكون النتائج معاكسة . الدرس الثالث و الاهم : المرجعية الدينية في العراق تبقى هي عنصر التحريك الاصلي في الوسط الجماهيري ، ويظل الناس مهتمين بتوجيهاتها ، ينطلقون الى مراكز الاقتراع بعزيمة ونوايا ورؤية المتدين المكلف ، برغبة ولهفة الزوار المشاية ، زوار الاربعين ذوي الموجات المليونية ، جنود المرجعية وشعبها ، بشوق اللطامة وموزعي الهريسة وحملة الاعلام الملونة ، المشاعر الحميمة البالغة التسامي التي تتدفق شلالا من الدموع فتسوق بريحها الملكوتية ملايين الزوار الى كربلاء ، بنقاء ذلك المطر الخالد وهو حب الحسين (ع) يغسل الاعوام ويوحدها مع معاني ذلك الاسم العالي المخلد ، هي نفسها التي جذبتهم هذه المرة وفي كل مرة الى صناديق الاقتراع ، المرجع عندهم هو جزء من الحالة الحسينية والدليل عليها والنابع منها والعائد اليها ، المرجعية في العراق هي المنتصر الاكبر في معركة الدعاية ، و الفائز الاول في الانتخابات ، صحيح لاهي مرشح ولا هي كتلة ولاهي جهاز اعلامي ، كل ما لديها بيان من عدة سطور مكتوب باليد وعليه ختم المرجع ، لكن هذه السطور اطاحت بامبراطورية الاعلام المقابل بكل مالديه من فضائيات ومواقع الكترونية وصحف واذاعات ومراكز حرب نفسية ومراكز تخطيط دعائي ، وصناديق تمويل نفطي ، وبورصات مدوية لشراء الرؤوس الكبيرة ، سقطت كلها امام زلزال سطور صغيرة تلهب مشاعر الملايين ، اليست هذه دروسا نادرة لمن القى السمع وهو شهيد ؟ ايها الفائزون اشكروا المشاية والزوار لانهم ادخلوكم الى دائرة الولاءالحسيني هل تستحقون ؟ هل ستكونون اوفياء لكل هذه المعاني ؟ نأمل ذلك .
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء
- مظاهراتكم ردود أفعال(قوائم الشعب)