الصحفيون في العراق الجديد يشكرون اخوانهم السياسيين على هذا الحرص الاخوي الشديد والعواطف النبيلة التي جعلتهم يذرفون الدموع ساخنة على مظلومية الصحفيين ويطالبون باقرار قانون حمايتهم ويعتبرون تاجيله جريمة نكراء ، نحن يطربنا بكاؤهم و انحيازهم لنا ولكن ننصحهم ان لا يذهبوا في اللعبة بعيدا ، هذا يكفي جزاكم الله خيرا ، ارتاحوا امسحوا دموعكم فنحن واياكم لحسن الحظ توأمان نرفع وتكبسون او نكبس وترفعون ، نهمس في اذانكم معربين عن دهشتنا كيف تتسع دائرة الاستغفال الدعائي عندكم لكي تشملنا ونحن وانتم دافنوه سوية والميت ميتنا ونعرفه ، ها انتم تشترون منا لتبيعوا علينا ، الذي يريد بيع تمره فليجد سوقا غير هجر وسوقا لماء زمزم غير مكة ، ربما يستطيع السياسي ان يضحك على ذقن من يشاء ولكن ليس على الصحفيين ، عندما سمع اخوانكم بكاء النواب على قانون حمايتهم المعطل ، ومواعضهم وخطبهم التي تقشعر لها الابدان تعجبوا وشكروا المعزين ، وهم يعرفون القضية كيف تبدا واين تنتهي ، لا يستطيع الصحفي ان يحسن الضن بأحد من المتصدين في الحكومة والبرلمان والسلطات الثلاث والقوات المسلحة والنقابات والجمعيات لسبب بسيط هو انهم كانوا متفرجين دائما على مآسي الاعلاميين ، وأي اعلاميين مضطهدين في بلد الديمقراطية والتقدم ؟ اعلامي يتدرب عليه أفراد حماية احد الوزراء الاشاوس فن التوكواندو عند باب قاعة مؤتمر يحضره ذلك الوزير بكامل ترسانته العسكرية المخابراتية وابواقها ومسدساتها وزجاجها المظلل ، حماية الوزير (اسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تهرب من صفير الصافر) ، ابطال الحماية تشاجروا مع الصحفي الذي اظهر باجه ، وما ادراك ما باجه فلقد اصبح الباج تحت الارجل والكاميرا تتدحرج من فوق الدرج ثم يتدحرج بعد الكاميرا جسد نحيل ادمته اللكمات ، سلامات اهم شيء الباج ، الصحفي الشبعان من اللكمات ذهب الى بيته يتمطى فدعا على افراد حماية الوزير دعاء المظلوم ومرت ايام فجاءت مفرزة امريكية وتدافعوا في الطريق مع حماية الوزير ، دعاء مستجاب ، انزلوا الرجال الاشاوس من مركباتهم نزعوا اسلحتم فتشوهم بطحوهم على الارض مسحوا بهم التبليط ضربوهم راشديات مماثلة لراشديات الصحفي دحرجوهم بالطريقة نفسها ، شتموهم باللغة الاجنبية ، انسحبوا الى وزارتهم صاغرين ، يعيش الاحتلال ، حماية وزير آخر لا يقل وطنية عن سابقه دعوا مراسلي الفضائيات ليرافقوا الوزير في جولة عمل في احدى المحافظات ولم يعودوا الا في المساء بلا طعام ولا ماء وعندما حضر الجميع الى دار الضيافة في المحافظة وجلسوا كلا في مكانه بانتظار توزيع العشاء قام افراد حماية الوزير بطرد الصحفيين من فوق طاولة الطعام ، وحين اعترض احد المراسلين وجهوا الى وجهه لكمات عديدة ، فاظهر الباج فداسوه بالاحذية ، اهم شيء الباج ، وكذبت نقابة الصحفيين على الصحفيين الكرام وقالت لهم اعطيكم قرضا ، وهرعوا اليها مستبشرين فسلمتهم رزمة اوراق تتضمن مالايقل عن عشر كفالات تعجيزية يذل الصحفي نفسه عشر مرات بحثا عن كفلاء ليحصل على قرض يساوي عشر أي واحد على عشرة من راتب نائب في البرلمان شبه امي ، الصحفي يحتقره السياسيون ويهينه العسكريون ، ويكرهه اللصوص والمرتشون ، ويحبه الفقراء والمستضعفون وهو شخص مثير للجدل ، والصحفي الذي يعرف قصة الاهانات في نقاط التفتيش او سلوك الحمايات او قرض النقابة سيهيمن عليه اليأس فهو مواطن بلا وطن ولا حكومة ولا امتيازات ولا ضمانات يلاحقه الكاتم وتتربص به العصابات المأجورة ، دمه ضائع بين القبائل ، شكرا للنواب ونقول لهم ان الله لن يرضى عن قوم يجعلون قانون حماية الصحفيين موضوع دعاية انتخابية . كفى الحاحا والا فسيدعون عليكم فكل من دعوا عليه اصبح في عداد المبطوحين
أقرأ ايضاً
- المستهلك العراقي وحقه في الحماية القانونية
- الحماية القانونية لمزارعي الأسماك في العراق
- قراءة في المنهاج الوزاري للحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر