قد لأبالغ في وصف ماتعانيه اغلب مناطق العراق من شحة المياه بالارهاب الذي حصد ارواح مئات الآلاف من الابرياء ومازال وتسبب ايضا في هجرة آلاف العوائل العراقية ،كون ان لهذه المشكلة نصيبا في ذلك ايضا فالكثير من المواقع الالكترونية والاذاعات والفضائيات نقلت ماتعانيه مناطق مختلفة في البلاد بسبب شحة المياه التي تتعدد مصادرها ،وقد صورتها على شكل هرم تعلوه تركيا ومن ثم سوريا واخيرا ايران التي تمتلك اكثر من 1000 كم من الحدود المشتركة مع العراق التي سببت له ماسببت من المشاكل لسنا بصددها في هذه المقالة ، فهذه منطقة السيبة الواقعة ضمن الحدود الإدارية لقضاء أبي الخصيب (كانت تعد من أكثر المناطق الزراعية خصوبة في محافظة البصرة) تعاني من تفاقم ملوحة المياه وتلوثها بالفضلات الصناعية التي يخلفها مجمع مصافي عبادان الواقع على ضفة شط العرب من الجهة المقابلة لمركز ناحية السيبة. والتي أكد رئيس المجلس البلدي فيها نعمة غضبان منصور بحسب مانقله راديو سوا أن هذه الظاهرة الخطيرة أدت للقضاء على الثروة الحيوانية وانهيار الواقع الزراعي وكذلك سببت ايضا نزوحا جماعيا من الناحية باتجاه مدينة البصرة حسب ماقاله مدير الجمعية الفلاحية في منطقة سيحان حمدي صالح جبر،ويتابع الموقع خبرا اخر مفاده ان احد شيوخ عشائر محافظة النجف الاشرف اشار إلى الآثار السلبية التي خلفها انخفاض مناسيب المياه ومنها قيام بعض العوائل بالهجرة من مناطقهم لعدم توفر مياه الشرب، فضلا عن مياه للزراعة
هاذان الخبران ليسا الوحيدين في هذا الصدد بل هنالك عشرات الاخبار نقلت معاناة عوائل كثيرة بسبب شحة المياه فضلا عن ان مناطق كثيرة لم تصل اليها وسائل الاعلام تعاني ايضا من نفس المشكلة التي تتسبب بمخاطر صحية ونفسية خاصة ونحن نعيش انتشار الاوبئة والامراض التي تكون احدى مسبباتها الرئيسة المياه وكذلك ضغوط نفسية كون المواطن العراقي منهكا بعمله لساعات طويلة وبالتالي فانه ينشد الراحة في بيته خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان سكان تلك المناطق من الطبقات الكادحة التي تعتمد الاجر اليومي ..اضف الى ذلك ان عشرات المسؤولين هددوا بحدوث كارثة بيئية بسبب شحة المياه فهذا مدير عام دائرة مكافحة التصحر في وزارة الزراعة فاضل الفرّاجي يحذر من عواقب كارثية في حال استمرار الجفاف الذي يشهده العراق منذ عدة سنوات. موضحا أن الجفاف أثر على المياه الجوفية وعلى النفط الطبيعي والتربة، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة الذي زاد بدوره من التصحر..
لذلك نرى ان هذه المشكلة التي لايمكن ايجازها بمقالة ،تمثل تحديا وخطرا اخر يحدق بالعراق يضاف الى خطر الارهاب كونه سيتسبب في انتشار الاوبئة والامراض التي يمكن ان تؤدي الى الوفاة وكذلك نزوح وهجرة جماعية فلابد من وقفة مشتركة من قبل الجهات كافة الشعبية منها والدينية والسياسية تتعدى الزيارات المتبادلة التي لاتجلب سوى الوعود التي تنتهي بوصول ذلك المسؤول الى حدود البلد المزار ،فضلا عن وضع خطط استراتيجية مستقبلية للحد من خطورة هذه المسالة التي لربما،لاسمح الله، تصبح كارثة ووبالا علي الشعب العراقي ،فضلا عن توعية المواطن بضرورة ارشاد الماء الصالح للشرب وكذلك اتخاذ اجراءات معينة للحد من تبذيره من خلال استخدام اسلوب القطع المبرمج مثلا حيث ان هنالك مناطق كثيرة خاصة الميسورة متنعمة بنعمة الماء بل نجد ان سكانها يبذرونها في حين يتحسر عليها اقرانهم في المناطق البعيدة وكذلك وضع مقاييس مطورة في كل منزل لجباية اجور الماء بشكل دقيق وليس عشوائيا حتى لايشعر المواطن بانه قد غبن وما الى ذلك مايؤدي الى امتناعه عن تسديد القوائم ،وكذلك تسيير فرق تفتيش بالتعاون مع وزارة الداخلية لفرض غرامات مالية على العوائل التي تقوم باسراف الماء عن طريق هدره على الشوارع العامة مايؤدي الى حدوث تكسرات فيها وكذلك تلك التي تتجاوز على الخطوط الناقلة ..اذن لابد من وقفة ومعالجة شاملة لهذه الازمة تبدأ بالضغط على دول الجوار التي تلعب بمقدرات العراقيين وتنتهي بالمواطن وتثقيفه بضرورة الحفاظ على هذه الثروة القومية والذي اصبح غالبا مايتعدى على الكثير منها والتي تعود نتائجها على المواطن ذاته ..
أقرأ ايضاً
- الماء والكهرباء والوجه الكليح !
- الماء العكر لم تدم صلاحية التصيد فيه
- حوادث السير في العراق.. إحصائيات مخيفة تفوق ضحايا الإرهاب