- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دعوة للمزاوجة بين الموظف والمواطن
كما جاء في الحديث الشريف الكلمة الطيبة صدقة، نأمل من موظفي الدولة في كافة مرافقها أن يكون مقامهم وجلوسهم على الكراسي من أجل تكريس الخدمة للمواطنين وإعمار البلد الذي يكونون جزءا من لبناته، وليتذكروا أنهم وفي العراق الجديد إنما تبوؤا المراكز التي هم عليها بفضل وجهاد المواطنين، عليهم أن يردوا الجميل بحسن العشرة وطيب المخاطبة عند مراجعة المواطن لأية دائرة أو وزارة أو مديرية، وليعلموا أن سيد القوم خادمهم وأن خدمة المواطنين هي التي تخلد الإنسان وتحافظ على سمعته وكرامته وإنسانيته، ولولاها لأضحى الموظف لاهثا وراء سراب الخيال لا يحصد سوى الخيبة والخسران.
ومع بالغ الأسف نحن نرى في بعض مؤسسات الدولة بعض موظفي الدوائر قد تقولبوا بقالب إما ورثوه من الحقبة الصدامية السابقة أو الذي جاء جديدا تعلم من الذي قبله من سالف الأزمان وأصبح هذا الموظف عبارة عن حجر وجهه مكفهر لا يرد السلام ولا يتفاعل مع المراجع ولا يهتم بالجانب الإنساني، بل تراه لا تمييز بينه وبين الكرسي الذي يجلس عليه!!! هذا جماد وهذا كأنه لم يخلق الله في قلبه من الرحمة شيئا، هذه التربية سيئة جدا ورثها البعض من أخلاقيات النظام البعثي البائد وهي بعيدة كل البعد عن المثل الإسلامية التي تؤكد على خدمة الناس وتعتبرها عبادة ما فوقها عبادة ربما تفوق في بعض الحالات عامة الصوم والصلاة، لما يولي الإسلام أهمية بالغة لخدمة النوع البشري وأنه يقدم المصالح والمنافع العامة على المصالح الشخصية.
وليعلم أولئك المكفهرة وجوههم إن الذي يأتي لدوائر الدولة يأتي لحاجة ولا يأتي للتنزه أو للتبطر!! وعلى الموظف أن يداري الناس وان تكون هناك إنسانية واستقبال وحالة من الطمأنينة، فليس المراجع عبدا عند الموظف والموظف يأمر وينهى لأنه جلس على الكرسي الذهبي، وإن كل هذا وغيره من المزاجيات غير المحببة مما ولدت نقمة من الناس على بعض الدوائر.
ولكي نزاوج بين المسؤول والمواطن لابد من وضع النقاط على الحروف والسعي حثيثا لحفظ كرامة الإنسان في جميع مرافق الدولة وحفظ حقوقه كاملة حتى لو كان موقوفا في قضايا جنائية، فكيف به وهو يراجع بعض الدوائر ويلاقي معاملة فجة لا يرتضيها عقل سليم ولا عرف سائد فضلا عن كل الدساتير الوضعية والسماوية التي تؤكد على خدمة الناس وهي غاية جميع المذاهب التي يستمر تكريم الملتزمين منهم بعد الموت في السماوية منها في حين تكون مقتصرة على الحياة الدنيا في الوضعية، وعلى المسؤول المعني ملاحظة هذا الموقف لتجنب تداعياته الخطيرة.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- الموظف بين تغيير أوقات الدوام واستيراد ٢١٢٢ تاهو
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية