- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العقاب الإلهي ومسيرة الفساد الإداري
منذ ان هبط أبو البشر ادم ( ع ) الى الأرض وبدء التكاثر البشري ، بدء بنشر الدعوة الى دين الله وعبادة إلهة الواحد . وهنا ظهرت قوى الخير وقوى الشر فقوى الشر تمثلت بقابيل القاتل وقوى الخير تمثلت بهابيل المظلوم . وبعد ان مات ادم ( ع ) أصبح ابنة شيت وصية ونبي من بعدة ، وهنا ظهرت الديانات البدائية من عبادة الظواهر الطبيعية الى عبادة الدمى والأصنام وترك عبادة اللة عزوجل وهنا فان الله تبارك وتعالى أراد هداية البشر وإرشادهم الى العبادة الصحيحة فأرسل الأنبياء والرسل الى البشر في جميع إنحاء الأرض المعمورة . وقد بلغ عدد الأنبياء قاطبة مئة وأربعة وعشرون إلف نبي عليهم السلام جميعا ، ولكن القران الكريم وهو مصدرنا الأساسي ذكر قصص خمسة وعشرون نبي
فقط واما الأنبياء ( ع ) فأنهم عانوا كثير من البشر الذين أرسلوا إليهم وخصوصا المفسدين منهم والكفار ، ومن مهام الأنبياء أيضا هي إصلاح المجتمع وتهذيبه وتشخيص حالات الفساد الإداري والمالي الذي كان مستشري داخل تلك المجتمعات ، فكانوا يوجهون دعوتهم وخطاباتهم الى الملوك والوزراء والدوائر الحكومية (عذرا اعني وزراء الفراعنة والرومان وما شاكل ذلك) ثم كانوا يوجهون دعوتهم وخطاباتهم الى كهنة المعابد وأربابها المتسترين بغطاء الدين ويفسدون في الأرض ، فالطبقة الحاكمة هي المستفيدة من الفساد الإداري وسرقة أموال الشعب والطبقة العامة أي الشعب هم المغلوب عليهم دوما من دفع الضرائب والإتاوات والنذور ( الرشوة في وقتنا الحاضر) .
و عندما يأس الأنبياء عليهم السلام من هداية البشر وهداية الأمة وهداية المجتمع الذي أرسلوا إلية .
و الذين ازدادوا طغيانا وكفرا وفساد إداري واستهزاء بعذاب الله هنا امراللة عزوجل وحية بإنزال عقابه وعذابه الأليم على هذه الأمم ..
ولنا أمثلة كثيرة وقصص مفصلة على هلاك أمم وشعوب بأكملها بسبب كفرها وطغيانها وعصيانها الباري وفسادها الإداري واليكم هذه الأمثلة كما وردت في القران الكريم :
1 ـ قوم نبي الله نوح ( ع ) فبعد ان هداهم نوح خلال تسعمائة وخمسون سنة استمروا بعصيانهم وفسادهم ، فأغرقهم الله بالطوفان والذي غطى معظم الكرة الأرضية فغرقوا .
2 ـ قوم نبي الله هود ( ع ) قوم عاد الذين رزقهم الله الماء الغزير والجنان الفسيحة لكنهم استمروا بعصيانهم وفسادهم فأرسل الله إليهم ريح صفراء عاتية على مدى ثمانية أيام فإبادتهم جميعا .
3 ـ قوم نبي الله صالح( ع ) وهم قوم ثمود الذي منحهم الله القدرة على بناء البيوت ونحتها داخل الجبال
وحقق طلبهم في ولادة الناقة العجيبة ، لكنهم عصوا الله وفسدوا في الأرض فأرسل عليهم الصاعقة العظيمة فماتوا جميعا .
4 ـ قوم نبي الله لوط ( ع ) والذين جاءوا الفعل المنكر والفساد العظيم والعياذ بالله فجاءهم العذاب الأليم وهي الأحجار النارية من السماء وشهب ونيازك فأحرقتهم جميعا وحول موطنهم الى البحر الميت ألان.
5 ـ قوم نبي الله موسى ( ع ) وتجديدا في زمن الفرعون رمسيس الثاني الذي كفرباللة وفسد في إدارة شؤون الشعب فأرسل الله علهم زلزال وخسف في الأرض واغرق فرعون في البحر .
6 ـ قوم أبرهة الحبشي الذي أراد ان يهدم الكعبة المشرفة فأرسل الله عليهم طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فأصبحوا صرعى ومشتتين .
7 ـ إما قوم نبي الله يونس ( ع ) فأنهم امنوا بالله عزوجل وأصلحوا حالهم وقضوا على الفساد الإداري عندهم وارضوا شعبهم ، فكشف الله عنهم العذاب وجعلهم في نعيم دائم .
إما في العراق الجديد: فقد انتشر الفساد الإداري والمالي بشكل كبيرو ملحوظ ومنذ عقود طويلة من الزمن ، وأصبح هذا الفساد لا علاج له وأخذ يعشعش جذوره في وزاراتنا ودوائرنا الحكومية وأخذ ينخر في عظامها .. وقد تجسد هذا الفساد من خلال الرشوة والهدية والمحسوبية والمنسوبية والفئوية والحزبية والطائفية وغيرها ...
الانتعض من قصص الشعوب الغابرة وكيف نالوا عقابهم وجزائهم من غضب الله الحكيم على فسادهم الإداري والمالي ، متى تضع الحكومة يدها لتقضي على الفساد الإداري المقيت . وتقضي على الإجراءات الروتينية المتبعة في الدوائر الحكومية أيضا . ولأكن وبلا فخر أصبح العراق الدولة الأولى في الفساد الإداري في العالم ونأمل ان نتخلص منة في يوما ما ... ؟؟؟
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- كيف حارب السنغافوريون الفساد؟
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد