- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حكومة كربلاء المحلية والرأي العام
من العيوب (وليس من الهفوات) التي تسجل على اية حكومة ، مركزية كانت ام محلية انها لاتنتبه لمؤشرات اتجاهات الرأى العام في وسائل الاعلام او على مستوى رجل الشارع إما جهلا منها بقواعد وآليات ادارة السلطة او عمدا وذلك بغض النظر عن النتائج التي يتمخض عنها الرأي العام باعتباره ليس مطلوبا بقدر اهمية توفر المصالح و\"المنافع\" وآراء المنافقين والمتزلفين والمستفيدين وبشكل خاص في العراق وخصوصا في كربلاء فان الاهم من هذا كله هو \"استثمار\" السنين الاربع التي يقضيها اعضاء مجلس المحافظة وعدم تضييع ثانية واحدة لخدمة المصالح الشخصية مع تطبيق نظرية الاقرباء اولى بالفوائد والمناصب ..
كثيرة هي التقارير والاخبار والمقالات التي تناولت واقع كربلاء وتعاطت مع هموم اهاليها وانا شخصيا لي تجربة نالت قسطها الوافر من اللامبالاة المعهود والمتعمد من قبل اعضاء مجلس محافظة كربلاء المقدسة السابق والذين حرص بعض اعضائه على تقديم نفسه للانتخابات الجديدة بالصيغ البراغماتية ذاتها مع اضافة القليل من البهارات الدعائية ورسم صورة ذات مواصفات طرازنية مع وضع سلسلة طويلة من الاسماء والالقاب التي شجبها الاسلام ورفضها القرآن وتحتقرها المجتمعات المتحضرة والدول التي سارت في طريق الليبرالية والديمقراطية...وباعتباري احد المشتغلين في الصحافة واحد المشغولين بها فاني بعد ان كتبت في الشأن الكربلائي من باب الحرص على سمعة كربلاء ومكانتها التي لا تقل عن مستوى مكة المكرمة والمدينة المنورة وحتى حاضرة الفاتيكان ، كنت اتوقع ان اجد قليلا صدى او اي رد او حتى شتيمة ولم المس اي تبرير من قبل الحكومة المحلية لمجموعة الاخفاقات التي رافقت اداء مجلس المحافظة وان كان تبريرا واهيا..
تكلمت عن واقع كربلاء الذي من الممكن ان يوصف دون مبالغة بالمزري اذا ما استثنينا \"المشاريع\" التي تم انجازها او \"ترقيعها\" او تلك التي استدع انجازها سنينا طوالا ولم يتحقق منها سوى القليل وبعضها بقي حبرا على ورق كأن السنين الاربع لم تكن كافية لانجاز شارع واحد مثلا ... او تلك التي تم \"التنويه\" عنها والتي في قيد \"التنويه\" فما قيمة كل مشاريع الدنيا اذا كانت اكوام وتلال النفايات تفرض حضورها الدائمي وعلى بعد امتار قليلة من المشاهد العالية المشرفة ناهيك عن عدم وجود شارع واحد يستحق هذه التسمية في المحيط القريب من تلك المشاهد وهذا مالمسه المشاركون ـ على سبيل المثال فقط ـ في مواكب العزاء الحسيني والزوار في عاشوراء الذين كانوا يتعثرون في خطاهم ... وهو ذات المحيط الذي يؤمه عشرات الملايين من الزوار على مدار العام، وعندما تكلمنا في وسائل الاعلام عن مستوى الخدمات لم يلتفت الينا احد وحين تكلمنا عن المدينة المقدسة التي صارت اشبه بالمعسكرات النازية لم يرد علينا احد والفتنا انظار السادة المسؤولين الى اسواقنا التي لا تشبه اسواق الدنيا لقذارتها والتي اصبحت مضامير لاستهتار ورعونة اصحاب الدراجات بكافة انواعها لم يتطرق احد من المسؤولين الى خطورة هذا الوضع ولم \"يدوخ\" احد من رأسه ويكلف نفسه وينزل الى الشارع الكربلائي ويرى بام عينيه تلك المهازل المصحكة والمبكية وفي مدينة الحسين (عليه السلام) ...وهناك الكثير من المواضيع التي تستحق التناول وبشكل سريع ومباشر وعاجل والتي تقلق مضاجع الانسان الكربلائي البسيط والمسكين فضلنا عدم الاستمرار في التطرق اليها في وسائل الاعلام لأننا ـ فيما يبدوـ كنا نخاطب حكومة محلية في المريخ وقد تأكد لدينا ان عدم المتابعة او الاهتمام وهذا اضعف الايمان لوسائل الاعلام ولرجل الشارع ولاسباب شتى هو من اهم السمات العامة التي تتسم بها العملية السياسية في العراق برمتها كمؤشر على فشلها واخفاقها كونها انبثقت من المحاصصة الطائفية والحزبية والفئوية والمناطقية وجاءت بعناصر غير كفوءة او قليلة الخبرة والنزاهة وشحيحة التواصل مع اتجاهات الرأي العام لمعرفة مؤشرات الفشل والاخفاق في الاداء الحكومي...وهذا ما انسحب على كربلاء ..
نتمنى ان يكون مجلس محافظة كربلاء القادم اكثر نضجا ووعيا وثقافة ومتابعة واهتماما لوسائل الاعلام وللرأي العام..
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام
- جرائم الإضرار بالطرق العامة