مع اطلالة محرم كل عام يهب المسلمون في العالم لاحياء ذكرى ابي الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام، التي اضحت من القضايا الثابتة لهذه الامة.
فإحياؤها احياء للدروس البليغة التي سطرتها ملحمة كربلاء من البطولة والشجاعة والموقف الشهم تجاه الظلم والظالمين، ومن التضحية بالغالي والنفيس لنصرة هذا الدين الذي جاء به جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودافع عنه حتى استشهادهما، ابوه امير المؤمنين علي واخوه الامام الحسن، وكان لوالدته الزهراء دورها الذي لا ينسى.
الامام الحسين هو احد هؤلاء الخمسة من اهل الكساء الذين خرج بهم رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ليباهل نصارى نجران، فلما رأوهم امتنعوا عن المباهلة.
ما نراه كل عام ان ذكرى الحسين تأتي دوما والامة في امس الحاجة الى عظاتها ودروسها.
فالامة ما زالت تدفع الكثير لصد العدوان والبغي عليها، فتأتي ذكرى كربلاء لتسطر من جديد ان كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء.
تجديد الذكرى اصبح يزداد عاما بعد عام، كما وعدتنا روايات اهل البيت عليهم السلام، وكما نرى ذلك امام اعيننا. فهذه هي المجالس الحسينية، رغم محاولة البعض محاربتها ومنعها لكنها تزداد عاما بعد عام، وتتطور عطاء وزخما، وها هي وسائل الاعلام كلها تفتح يوم عاشوراء مجالا كبيرا لهذه الذكرى لتبرهن على ان الحسين بشهادته يجدد العطاء عاما بعد عام، وليتخذ منه شهداءُ الامة نبراسا ومنهاجا يقتدون به، فهو حقا ابو الشهداء كما اطلق عليه ــ المرحوم ــ عباس محمود العقاد في كتابه الرائع الذي يحمل هذا الاسم، وكما قال السيد محمد علي صباح موسى باكستان «ان على جميع المسلمين ان يحذوا حذو هذا الرجل القدوة».
وما قاله المهاتما غاندي محرر الهند: «لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين شهيد الاسلام الكبير ووقفت في صفحات كربلاء واتضح لي ان الهند اذا ارادت احراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الامام الحسين». وهو القائل ايضا: «تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر».
ويقول السيد انطوان بارا الاديب المسيحي: «لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ولأقمنا له في كل ارض منبرا».
ويقول الكاتب المصري عبدالرحمن الشرقاوي: «الحسين شهيد طريق الدين والحرية ولا يجب ان يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين، بل يجب ان يفتخر جميع احرار العالم بهذا الاسم الشريف».
اما مسك الختام فهو قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «حسين مني وأنا من حسين، احب الله من احب حسينا، حسين سبط من الاسباط».
وأقول: اللهم فاشهد اني من محبي الحسين وجده وامه وابيه واخيه، فاللهم اشفع لنا بحقهم واحشرنا، يوم لا ينفع مال ولا بنون، معهم.
والسلام عليك يا ابا عبدالله الحسين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
أقرأ ايضاً
- القضية الحسينية... مطمح المرجعية وملاذ الأمة
- حادثة الغدير تحديد لمسار الأمة
- العواصفٌ والغبار.. أزمةٌ متجددة